مقالات العزيزي وكنعان في "إيلاف" تتفاعل
حملة احتجاج على فصل صحافية من إذاعة "سوا"

نزار نيوف الصحافي السوري المعارض
عبدالله المغلوث من فلوريدا: أثارت المقالة لتي نشرتها الصحافية الأردنية انتصار العزيزي في زاوية "كتاب إيلاف" في الثالث من كانون الثاني (يناير) الحالي ردود فعل واسعة حيث تعرضت لملابسات فصلها من "إذاعة سوا" التي تمولها الحكومة الأميركية، إذ وجهت "اللجنة العالمية لدعم المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية"، التي ينتشر أعضاؤها في عدة جهات وتضم مواطنين لبنانين ومن جنسيات أخرى مذكرة إلى الرئيس جورج بوش طالبت فيها بالتحقيق في قضية فصل الزميلة انتصار العزيزي من عملها الشهر الماضي بسبب بث الإذاعة تقريرًا ومقابلة مع أحد ناشطي حقوق الإنسان (الصحافي السوري في مدريد مازن ياغي) حول المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وفق المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير التي نشرت تفاصيل المذكرة على موقعها الإلكتروني في السادس من الشهر الجاري.

وقالت اللجنة في سياق مذكرتها إلى الرئيس الأميركي إن "التحقيق الذي أجريناه أثبت أن الصحافية المذكورة تعرضت للضغوط بسبب زواجها من الصحافي والناشط السوري في مجال حقوق الإنسان نزار نيوف الذي اتهمه موفق حرب، نائب رئيس مجلس إدارة المؤسسة المشرفة على قناة "الحرة و"راديو سوا" بأن نشاطاته المتعلقة بحقوق الإنسان والمعتقلين السوريين واللبنانيين يوتر العلاقات السورية ـ الأميركية ..."وتبين أن السبب في ذلك هو التقرير المهني التقويمي الذي رفعه نيوف إلى الجهات الأميركية الرسمية - بناء على طلبها - حول أداء القناة والراديو المذكورين ... ".

وطالبت المذكرة الرئيس والإدارة الأميركية "بإجراء تحقيق رسمي في هذا الموضوع ومحاسبة دانيال ناصيف وحرب المسؤولين عن الفضائية والإذاعة على ما قاما به، وإعادة السيدة العزيزي إلى عملها فورًا، وإعادة تحديد سياسة وخط وتوجه راديو "سوا" برمته".

وتشير مصادر "إيلاف" إلى أن الزميلة العزيزي تعمل حاليًا على رفع قضية على إذاعة "سوا" بسبب طردها من العمل. وقالت العزيزي في معرض مقالتها التي نشرتها في مطلع الشهر الجاري " فوجئت، أنا انتصار العزيزي المحررة الرئيسية للأخبار في الإذاعة، ولدى توجهي إلى مكان عملي في مركز راديو "سوا" في مدينة دبي للإعلام، بأن كتاب فصلي من عملي ينتظرني مع رجل الأمن الذي منعني من الدخول إلى المركز ... هكذا دون سابق إنذار". وأضافت "لم تتوقف الإستهانة بكرامتي كصحافية وكإنسانة عند هذا الحد، بل تعدته إلى حد أن أمر فصلي، وشطب اسمي حتى من قائمة البريد الإلكتروني للمؤسسة، جاءا من أحد الأوكار في واشنطن منتصف الليل، تمامًا كما تعمل الخفافيش. ولدى مراجعة المسؤول عن إذاعة "سوا " في واشنطن، دانيال ناصيف، خريج "كلية أوري لوبراني للإعلام"، كما يسمونه في بيروت، كانت إجابته على طريقة أولاد الأزقة والزعران (إحنا بنكحش العالم)!!".

موفق حرب نائب رئيس مجلس
المؤسسـة المشـرفة على "سـوا"
ورد عليها الكاتب الصحافي من واشنطن هارون كنعان في مقالة نشرتها "إيلاف" في 13 من كانون الثاني(يناير)، وكان عنوانها: "ردا على العزيزي: ما بين خوارج الحرة وأنصار الجزيرة"، قال في خلاياها إن "ما قامت به السيدة إنتصار العزيزي من تشويه جماعي لزملاء لها في العمل يصل إلى حد التشويه والثلب بغير وجه حق، أو ما يعرف بالإنجليزية بـCharacter Assassination إزاء كل من الزميلين دانيال ناصيف وموفق حرب، يعد في الحقيقة إيذاء بليغًا يطالنا جميعًا وبدون إستثناء. من الأحرى أن تتذكر السيدة إنتصار العزيزي، أو تحاول أن تتذكر على الأقل، أنه سبق لزوجها أن إتهم الزميل دانيال ناصيف دون سواه بالعمالة لأجهزة المخابرات السورية ولكنه وبقدرة قادر أصبح عميلا للسي آي إيه والموساد معًا ومتتلمذًا على يد يوري لوبراني!".

وردت الزميلة العزيزي في اليوم التالي من خلال مقال جديد على كنعان، كتبت فيه "رد على رد كنعان: مطلوب مطربات لإذاعة سوا!"، واستعرضت في زاويتها الأخيرة مدى سعادتها بالأصداء التي حققتها زاويتها الأولى التي نشرتها في "إيلاف" في الثالث من كانون الثاني (يناير): "وسرعان ما تحول المقال إلى مادة للجدل العابر للقارات والدول والأيديولوجيات ... وحتى السفارات، رغم أن هذا لم يكن قصدي، وإن كنت سعيدة به!".

ووجهت سؤالًا طويلًا في نص مقالاتها الثانية لكنعان: "لماذا" طنّشت "عن السبب الحقيقي الذي كان وراء المشكلة كلها؟ وأعني المستوى الانحطاطي من السلوك النفاقي الذي وصلت إليه وسيلة إعلامية يدعي القائمون عليها أنها أنشئت لدعم قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط، ثم يقومون بفصل صحافية لكي ينتقموا من زوجها لمجرد أنه رفع تقريرًا مهنيا لرؤسائهم - بناء على طلبهم - لا يرضي غرورهم وادعاءاتهم ومصالحهم الأنانية الضيقة".

ونقلت مواقع الكترونية عدة المقالات الثلاث نقلًا عن "إيلاف" وقد تناولها الكثير من زوايا ووجهات نظر متفاوتة.

وتبث شبكة "راديو سوا" باللغة العربية على مدى 24 ساعة يوميًا ولسبعة أيام في الأسبوع. وبدأت بث برامجها في 23 آذار(مارس) من عام 2002.

ويتم إعداد الأخبار والبرامج في استوديوهات "راديو سوا" في العاصمة الأميركية واشنطن ودبي في الإمارات العربية المتحدة، فضلًا عن مكاتبها الإخبارية المنتشرة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وتتبع شبكة "راديو سوا" لمكتب الإذاعات الدولية الأميركية ويتم تمويلها من قبل الكونغرس الأميركي.