أسامة مهدي من لندن : قال الرئيس الاميركي جورج بوش ان الانتخابات العراقية حققت نجاحا مدويا سيكفل للعراقيين تولي زمام امورهم بايديهم وتوقع استمرار عمليات المسلحين لكنه اكد ان الولايات المتحدة ستبقى مساندة للعراقيين حتى القضاء على الارهاب في بلدهم في وقت اشارت المفوضية العليا للانتخابات العراقية الى انها ستبدأ صباح غد تلقي اولى نتائج فرز الاصوات التي قال قادة قائمة الائتلاف العراقي الموحد المسماة بالقائمة الشيعية انهم سيحصلون على نسبة كبيرة منها محققين فوزا في الانتخابات .
واضاف بوش في خطاب له لمناسبة انتهاء الانتخابات العراقية ان الشعب العراقي مارس هذا الخيار بنجاح كبير " ابطال تقدموا ورشحوا وصوتوا وتطوعوا لمساعدة حوالي مئة الف من رجال الامن العراقيين في حماية مراكز الاقتراع من عمليات الارهابيين " واضاف ان الانتخابات ادخلت العراقيين في مرحلة جديدة ستمكنهم من تولي زمام امورهم بايديهم بامن وسلام . واشار الى ان العراقيين شعروا اليوم ان لهم اصدقاء حقيقيين وكثيرين في مختلف انحاء العالم من دول التحالف والاتحاد الاوروبي الذين سيظلون يعملون معهم ويضحون معهم في عمل دؤوب للوصول الى اهدافهم .
ووصف الانتخابات بأنها "نجاح مدو" وقال ان العراقيين رفضوا فكر الارهابيين المعادي للديمقراطية واضاف ان "الشعب العراقي بمشاركته في الانتخابات قد رفض بحزم فكر الارهابيين المعادي للديمقراطية ورفض ان يخضع لتخويف السفاحين والقتلة وشدد على ان العراقيين رفضوا ايديولوجية الارهاب المعادية للديمقراطية وسجلوا "نجاحا باهرا" في الانتخابات .
واكد ان الشعب الاميركي تحمل الكثير والتزم بانجاز المهمة في العراق لخلق بلد حر ديمقراطي قادر على كتابة دستور اساسي لحكومة ديمقراطية كاملة .. وتوقع ان تستمر عمليات المسلحين الارهابيين " لكنه شدد بالقول " لكننا سنستمر في دعم العراقيين وتدريب قواتهم حتى يصبحوا قادرين على حماية امن الشعب العراقي" . واضاف " امامنا طريق طويل يجب ان نقطعه لنحصل على الحرية .. وانا اهني الشعب العراقي على هذا الانجاز العظيم" .
وقال الناطق باسم المفوضية العليا للانتخابات العراقية الدكتور فريد أيارفي تصريح ل"إيلاف" الليلة ان عمليات فرز الأصوات لحوالي ثمانية ملايين ناخب ادلوا باصواتهم اليوم يشكلون نسبة 63% من عدد الناخبين البالغ ثلاثة عشر مليونا قد بدأت مساء اليوم واشار الى ان مركز المفوضية في المنطقة الخضراء في وسط بغداد سيبدا اعتبارا من صباح غد تلقي نتائج التصويت تباعا لعمليات فرز الاصوات التي بوشر بها بعد غلق الصناديق مباشرة.
واكد ايار ان نسبة التصويت جاءت متجاوزة لكل التوقعات التي كانت ترجح ان تكون اقل من النصف نتيجة خروج العراقيين بهذه الكثافة متحدين التهديدات والتفجيرات وبشكل اسقط رهانات الارهابيين . واشار الى ان اعلان نتيجة الفرز ستعلن للمراقبين والصحافيين المتواجدين داخل المركز الانتخابي في قصر المؤتمرات في المنطقة الخضراء وسط بغداد .
وقد اغلقت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (الثانية بتوقيت غرينتش) لكنه سمح للذين ما زالوا ينتظرون أمام تلك المراكز بالإدلاء باصواتهم حيث إن مراكز الاقتراع لم تكن مهيأة لهذه النسبة العالية من إقبال الناخبين.
وينتظر ان تستمر عمليات الفرز ‏حتى ساعات الصباح الاولى من يوم غد الاثنين حيثيقوم العاملون تحت اشراف مراقبين دوليين ومحليين اضافة الى وكلاء الكيانات ‏السياسية بتشكيل رزم تضم كل واحدة منها 25 ورقة اقتراع. وتجري هذه العملية في بعض المراكز على ضوء الفوانيس بعد ان انقطع التيار ‏الكهربائي عنها.
وقد توقعت مصادر عراقية مستقلة ان تحقق قائمة الائتلاف الوطني العراقي الملقبة بالشيعية نجاحا يقترب من الحصول على نسبة تقترب من النصف وان تقترب منها القائمة العراقية برئاسة اياد علاوي رئيس الوزراء .
وقال مسؤول كبير في الائتلاف الذي يضم عدة أحزاب تشكلت تحت رعاية المرجع الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني انه واثق من أن الائتلاف فاز بغالبية الأصوات في الانتخابات البرلمانية .

وقال عمار الحكيم من المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق وهو جزء من الائتلاف العراقي الموحد ان الائتلاف حقق نتائج طيبة جدا كما هو متوقع وأبلغ الحكيم رويترز انه طبقا لاستطلاعات الرأي العام الخاصة بالائتلاف في جميع المحافظات فقد حققت قائمة الائتلاف العراقي الموحد الفوز.
والحكيم هو ابن عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الذي يأتي على رأس قائمة مرشحي الائتلاف للفوز بمقاعد البرلمان المؤلف من 275 مقعدا الذي سيختار زعماء العراق ويضع دستورا للبلاد.
وأصدر ابرز رجل دين شيعي في العراق فتوى تدعو انصاره الى المشاركة في الانتخابات التي من المتوقع ان تعزز النفوذ السياسي المتزايد للاغلبية الشيعية في العراق.

وعلى صعيد اخر قالت مصادر مسيحية في مدينة الموصل الشمالية ان الآلاف من ابناء الشعب الكلداني الاشوري السرياني "المسيحيين " الغاضبين الذين حرموا من الاقتراع قد خرجوا في تظاهرات غاضبة في المدينة احتجاجا على عدم وصول صناديق الاقتراع الى مراكزهم الانتخابية .
وبعد وقت قصير من ذلك اندلعت تظاهرات غاضبة أخرى في كرمليس وبرطلة وبعشيقة وبحزاني حيث اشارت المصادر الى ان هذه المناطق الواقعة في سهل الموصل وتشمل قضائي قرقوش "بخديدا" و شيخان شهدت إقبالا كبيرا على التوجه الى صناديق الاقتراع لكن آلافا من الناخبين فوجئوا بعدم وصول صناديق الاقتراع الى المراكز الانتخابية.
وطالب المتظاهرون توضيح اسباب عدم وصول الصناديق الى مراكزهم حتى الان وتحديد موعد جديد للتصويت حيث معروف ان هذه المناطق ذات اغلبية مسيحية .
ومن جهة اخرى قالت جماعة " الجهاد في بلاد وادي الرافدين " المتحالفة مع تنظيم القاعدة في بيان على الانترنت ان 13 من مفجريها الانتحاريين شاركوا في سلسلة هجمات استهدفت المراكز الانتخابية في العراق اليوم الاحد. وادت الى مقتل 19 شخصا واصابة 30 اخرين .

وفي تقرير لها من مراسليها في مختلف انحاء العراق وصفت وكالة الصحافة الفرنسية الانتخابات بانها كانت واحدة من اهم وأخطر الانتخابات في العصر الحالي حيث تفاوتت المشاركة بين منطقة واخرى كما اختلف الوضع الامني بين مناطق العراق المقسمة على أسس عرقية وقدمت عرضا لمجريات عملية الاقتراع :

بغداد

خرج سكان العاصمة العراقية للادلاء باصواتهم في الانتخابات التاريخية الا ان موجة من الهجمات بقذائف الهاون والهجمات الانتحارية القت بظلالها على عملية الانتخاب على الرغم من فشل العديد من منفذيها في الوصول الى داخل مراكز الاقتراع.
-- قتل حوالي 19 شخصا في موجة من الهجمات الانتحارية استهدفت بشكل خاص مراكز الاقتراع. واعلن الجيش الاميركي ان سبع عمليات انتحارية وقعت في منطقة بغداد، على الرغم منانها لم تصب جميعا اهدافها.
- كان اكثر الهجمات دموية في البلاد عملية انتحارية امام احد مراكز الاقتراع في بغداد قتل فيها سبعة مدنيين وشرطيان.
- اعلنت جماعة ابي مصعب الزرقاوي في بيان على موقعها على الانترنت عن تنفيذ الهجمات الانتحارية.
- قتل اربعة اشخاص في هجوم بقذائف الهاون في مدينة الصدر في بغداد.
- نجا وزير العدل العراقي مالك دوهان الحسن من الموت في هجوم انتحاري امام منزله قتل فيه حارس وجرح اربعة اشخاص.

المثلث السني

لم تشهد المنطقة المعروفة بالمثلث السني اقبالا كبيرا على التصويت حيث لم يفتح سوى القليل من مراكز الاقتراع ابوابه ولم يخرج السكان للتصويت في المدن التي كانت تعتبر معقلا للمتمردين.
- فرغت شوارع مدينة الفلوجة التي استعادتها قوات التحالف من ايدي المقاتلين في تشرين الثاني(نوفمبر) من السكان ولم يشاهد فيها سوى رجال الشرطة والجيش العراقي يحملون بنادقهم.
قال رئيس المجلس البلدي في سامراء ان سكان المدينة لن يصوتوا في الانتخابات بسبب الوضع الامني فيها.

المدن الشيعية

تدفق الشيعة الذين يشكلون غالبية في العراق وعانوا فترات طويلة من الاضطهاد، على مراكز الاقتراع في المناطق الجنوبية للادلاء باصواتهم في الانتخابات التي يأملون في ان تحقق لهم الهيمنة السياسية على المجتمع للمرة الاولى في التاريخ المعاصر.
- بدأت طوابير الناخبين بالتجمع امام مراكز الاقتراع في مدينة النجف الجنوبية لحظة افتتاح مراكز الاقتراع عند الساعة 00،04 ت غ.
-- شهدت مدينة البصرة، ثاني اكبر المدن العراقية، نسبة اقبال كبيرة وتجمعت اعداد كبيرة من الناخبين امام مراكز الاقتراع.

مثلث الموت

انفجرت قنبلة في جنوب بغداد في حافلة كانت تقل ناخبين مسلمين سنة اثناء نقلهم الى مراكز الاقتراع وقتل خمسة اشخاص وجرح 14 في الحافلة، طبقا لمصادر الشرطة والمستشفيات.
وبعد اربع ساعات من بدء الاقتراع بقيت مراكز الاقتراع مغلقة في العديد من المدن المعروفة باسم مثلث الموت جنوب بغداد، طبقا للمتحدث باسم المفوضية العليا للانتخابات فريد ايار.

شمال العراق

رحب الجيش الاميركي بالاقبال الجيد على الانتخابات في شمال العراق على الرغم من المخاوف من مقاطعة سنية جماعية للعملية الانتخابية ومن وقوع هجمات من قبل المسلحين في مناطق كركوك والموصل المضطربة.
- وردت تقارير عن وقوع هجمات في الموصل ومقتل شخص واحد في الوقت الذي شارك عدد معقول ومتواصل من الناخبين في الانتخابات في المدينة التي لم تجر فيها عمليات تسجيل لاسماء الناخبين كما لم تشهد حملات انتخابية.
- وفي انعكاس للانقسام بين السكان في الشمال، استقبل سكان المناطق الشمالية في العراق يوم الانتخابات بمزيج من الفرح والخوف.
- وفي بعقوبة سمعت اصوات عيارات نارية في الوقت الذي بقيت فيه الشوارع خالية.

كردستان العراق

في احدى اكثر الاماكن امنا في عراق ما بعد الحرب، توجه الناخبون الى مراكز الاقتراع للمشاركة في الانتخابات وكلهم امل في ان تكون بداية لحقبة جديدة في منطقتهم التي شهدت فترة طويلة من الاضطهاد.
- انتشرت قوات الشرطة والجيش العراقي باعداد كبيرة حول مراكز الاقتراع في اربيل.