صيدا تتشح بالسواد وتطالب بإسقاط الحكومة

*علي الشريف: نطالب بكشف من اغتال الحريري

لبيبة عاكوم من صيدا : في صبيحة اليوم الثاني لرحيل الرئيس الحريري لم تستفق مدينة صيدا مسقط رأسه، من هول ما حدث بالأمس، فالمدينة حزينة وهادئة، حتى الشباب الذين تجمعوا فجرًا في مفارق الطرق وعلى المستديرات متحضرين لقطع الطرقات بدت على وجوههم آثار الفجيعة وأغرقتهم مشاعر الأسى، وما كان يقطع الصمت من حين لآخر، حرقة تقول "راح البي" او لوعة تصرخ "راح الرفيق".وفي جولة صباحية على المدينة قامت بها إيلاف، فإذا المدينة وقد اتشحت بالسواد من أخمص أرضها حتى اعلى سمائها، فهنا الطرقات مسودة بالكامل من حرق الإطارات، وهناك السماء وقد لبست حداد الدخان الأسود، ولفت الرايات السود معظم المدينة، بدءًا من المسجد الكبير مرورًا بساحة النجمة وصولًا الى ساحة الشهداء، وانتهاءً بدور آل الحريري في صيدا ومجدليون.

ويسود المدينة جو من التوتر مخافة ان تتطور بعض الإشكالات الفردية التي تحصل هنا وهناك .بين مختلف التيارات السياسية والحزبية في صيدا .فما كان من القوى الأمنية إلا ان تنتشر في أرجاء المدينة منذ الصباح الباكر خصوصًا حيث يتجمع الموالون كي يقطعوا الطرقات. هذا وعند التاسعة صباحًا بتوقيت بيروت كانت معظم الطرق الرئيسية ومداخل المدينة والجنوب قد قطعت.

وفي حديث لإيلاف قال السيد علي الشريف (أحد البارزين في تيار الحريري ورئيس جمعية تجار صيدا)من أمام فيلا السيد شفيق الحريري: "في الحقيقة إن الوضع مأساوي وموت الرئيس الشهيد رفيق الحريري يعتبر كارثة لبنانية وعربية ودولية لما له من ثقل وأياد بيضاء في لبنان والخارج ونحن نتمنى ان يأخذ الحق مجراه وأن تقوم السلطة بواجبها وتكشف المجرمين الذين اغتالوا شخصية عربية ودولية سعت للوفاق منذ الطائف إلى اليوم".

وكان عقد مساء امس اجتماع موسع لفعاليات المدينة، الإسلامية والمسيحية في منزل مفتي صيدا والجنوب الشيخ محمد سليم جلال الدين، حيث قرر المجتمعون الحداد والإقفال ثلاثة أيام والمشاركة بالتشييع وإقامة صلاة الغائب في المساجد،وقرع أجراس الكنائس وتلاوة الآيات القرآنية من المآذن طيلة فترة الحداد، وشكل المجتمعون لجنة للعمل لتهدئة المواطنين في المدينة.

وتجدر الإشارة إلى ان مشاعر الغضب والحقد واتهام سورية تعم الشباب الغاضبين منذ امس حيث وجهوا اتهاماتهم ضد سورية والدولة، وعبروا عن غضبهم عندما حاولت القوى الأمنية تفريقهم امس بتكسير زجاج السيارات كما وتم تحطيم ناقلة ركاب تقل عمال سوريين على مستديرة إيليا، ونجا العمال بأعجوبة لولا تدخل بعض النافذين في تيار الحريري.

أما عن الكبار بالسن في صيدا فشبهوا ما يحصل اليوم بما حصل منذ اكثر من ربع قرن حين استشهد النائب معروف سعد فالفاجعة واحدة وأصابع الاتهام يومها أشارت إلى السلطة، ويقولون الغضب واحد والشعارات ذاتها(الفارق انه في تلك الفترة شهدت صيدا مصادمات ومعارك عنيفة بين أبناء المدينة والقوات السورية التي حاولت دخولها والتي تكبدت خسائر جسيمة بخاصة في ساحة النجمة وهو نفس المكان الذي انطلقت منه المظاهرات الغاضبة أمس ساعة إعلان نبأ مقتل الحريري) وكأنه مكتوب على هذه المدينة المناضلة ألا يسمح لأحد أبنائها التحكم بالمعادلات السياسية أو معارضة السلطة وسياستها.

هذا وانطلقت مظاهرة حاشدة منذ حوالي الساعة الحادية العاشرة والنصف بتوقيت بيروت في شوارع صيدا تدعو الأهالي للنزول الى الشوراع وتردد عبارات: ياصيدا قومي قومي على نهج الحكومة. ويا بشار شو بدك منا خود كلابك وارحل عنا. وغيرها من العبارات الغاضبة ضد السلطة وسوريةو يرافق هذه المظاهرة عديد من القوى الأمنية للمحافظة على الأمن خوفًا من بعض الإستفزازات.