أسامة العيسة من القدس: رأت مصادر فلسطينية تناقضا بين إعلان للحكومة الإسرائيلية بأنها ستقدم تسهيلات للمسيحيين الفلسطينيين للاحتفال بعيد الفصح، وممارسات لقوات هذه الحكومة على الأرض. ومع بدء احتفالات الطوائف المسيحية التي تسير على التقويم الغربي، بعيد الفصح، بدأت قوات من الجيش الإسرائيلي بأعمال تجريف للأرض ووضع بوابات حديدية إضافية بين مدينتي بيت لحم والقدس.
وحسب إعلان السلطات الإسرائيلية فان الهدف هو بناء طريق يمكن المصلين اليهود من الوصول إلى مقام قبة راحيل شمال مدينة بيت لحم بأمان، رغم أن هذه السلطات تسيطر على هذا المقام والمنطقة المحيطة به وكانت حولته إلى ثكنة عسكرية منذ سنوات. وقال جورج العلي من سكان المنطقة التي يجري فيها أعمال البناء "أغلقت السلطات الإسرائيلية الطرق في المنطقة، وخروجنا ودخولنا من والى بيوتنا مرهون بمزاج الجنود الإسرائيليين".
وتساءل العلي "إذا كانت إسرائيل مهتمة بالمصلين اليهود، فماذا عنا؟إنهم يتحدثون عن تسهيلات ولا نعرف ما هي هذه التسهيلات".
وكان مواطن فلسطيني أصيب بجروح بليغة عندما أطلق عليه جنود إسرائيليون النار، قبل أيام، ومازال في المستشفى في حالة خطرة. وعادة تعتبر مناسبة أعياد الفصح بالنسبة للطوائف المسيحية، مواسم سياحية جيدة، حيث يفضل كثير من الحجاج المسيحيين الغربيين الوصول إلى الأراضي المقدسة في هذه الفترة مع حلول فصل الربيع، أكثر من أعياد الميلاد. وحسب مصادر سياحية فانه وصل الأراضي الفلسطينية منذ بداية هذا العام نحو 35 ألف سائح مقارنة بنحو 15 ألف سائح في نفس الفترة من العام الماضي، مما بشر بموسم سياحي جيد نسبيا، بعد سنوات من الجدب السياحي وعدم وصول سياح أو حجيج بسبب الانتفاضة. وتخشى هذه المصادر أن يؤدي استمرار إسرائيل فيما تصفه هذه المصادر بإجراءات على الأرض من تقليل عدد السائحين الذين يرغبون بزيارة القدس وبيت لحم.
وكان المسيحيون الفلسطينيون بداوا بإحياء عيد الفصح منذ يوم الأحد الماضي، الذي صادف احد الشعانين، وحاول خلاله الاف الفلسطينيين من المسلمين والمسيحيين الدخول إلى القدس سلميا، وتوجهوا بشكل جماعي إلى الحواجز العسكرية المحيطة بالمدينة المقدسة، ولكنهم لم يتمكنوا من الوصول.
ولم يتمكن أمس الذي صادف يوم الجمعة العظيمة، كثير من المؤمنين الوصول إلى مدينة القدس للمشاركة بهذه المناسبة، بسبب الإجراءات الإسرائيلية، وإغلاق المناطق الفلسطينية بشكل محكم بسبب عيد المساخر اليهودي. وسيتجمع الاف الفلسطينيين اليوم في ساحة كنيسة القيامة بالقدس لإحياء سبت النور، وسيتم نقل شعلة النور من كنيسة القيامة إلى كنيسة المهد في بيت لحم، عبر الحواجز العسكرية. وتصل الاحتفالات ذروتها غدا الأحد في ذكرى (قيامة المسيح)، في كنيسة القيامة بالقدس في ظل غياب أعداد متزايدة من المسيحيين الفلسطينيين الذين لن يتمكنوا من الوصول إلى القدس في ظل الحصار والإغلاق.
التعليقات