عامر الحنتولي من عمان : عكست تسمية الإدارة الأميركية للدبلوماسي زلماي خليل زادة سفيرا جديدا لها في العراق، خلفا للسفير جون نيغروبونتي تشاؤما سياسيا ودبلوماسيا أردنيا، في وقت لزمت فيه الدبلوماسية الأردنية الصمت الكامل حيال تسمية زلماي زادة في الموقع الجديد، ولم يصدر عن الحكومة الأردنية الجديدة التي تشكلت أمس (الخميس) أي تعليق أو ترحيب، في وقت صار فيه التعاطي مع الملف العراقي هما أردنيا أول، بعد الأزمة السياسية والدبلوماسية بين عمان وبغداد أواخر الشهر الماضي على خلفية احتفاء أسرة أردنية بعملية انتحارية نفذها ضد عراقيين في مدينة الحلة الأردنية شابا أردنيا.
وتفسر مصادر أردنية تشاؤم الأردن من تعيين زادة سفيرا أميركيا في العراق، هو علاقاته الواسعة مع رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي، الذي تشتبك معه الحكومة الأردنية، بسبب اتهام الأخيرة له بالتحريض بشدة على التلاعب بمشاعر العراقيين خلال أزمة الحلة الأخيرة، وكذلك اتهام الأردن للجلبي منذ سنوات طويلة بإختلاس موجودات بنك البتراء الأردني قبل نحو عقدين، وهو ماينفيه الجلبي دائما مصرا على أن خصومته مع الأردن ذات طابع سياسي انتقامي وحسب. وتؤكد مصادر لـ"إيلاف"، أن مهمة زلماي زادة ربما تكون ترطيب الجفاف الذي حل قبل نحو عام على علاقة المكروه أردنيا الجلبي مع الإدارة الأميركية، التي أغدقت ماليا ومعنويا على الرجل بمئات ألوف الدولارات شهريا، حينما كان معارضا لنظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، وكان السفير الجديد زلماي قد أشرف قبل سنوات على تنسيق فسيفساء المعارضة العراقية مع الجلبي في الولايات المتحدة والعاصمة البريطانية لندن.
وتقول جهات خبيرة بالشأن الأردني، أن السفير الأميركي الجديد زادة يحتفظ بعلاقات قوية جدا مع البيت العراقي الشيعي، وهو البيت ذاته الذي لايحتفظ بأي من أنواع الود السياسي للأردن، وعلى هذا الأساس كان الأردن قد اعتبر رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته أياد علاوي حليفا سياسيا له. وتؤكد الجهات، أن تعيين زادة سيضر بالمشروع السياسي الأردني مع العراق الجديد بشكل غير مباشر، وبشكل مباشر بحليف عمان السياسي علاوي الذي وصل الى العاصمة الأردنية عمان قبل يومين، للتشاور مع المسؤولين الأردنيين حيال تطورات الملف العراقي، لكن مصادر دبلوماسية عراقية في عمان أبلغت "إيلاف"، بأن زيارة علاوي هي زيارة خاصة .