صنعاء : هاجم عشرات من انصار الداعية بدر الدين الحوثي مدينة صعدة اليمنية اليوم الجمعة عقب مقتل اكثر من 70 من رفاقهم خلال يومين من الاشتباكات العنيفة مع القوات الحكومية، طبقا للسكان ومصادر قبلية.
وذكرت مصادر قبلية موالية للحكومة ان اكثر من 30 من عناصر الجيش والشرطة سقطوا بين قتيل وجريح في اشتباكات الاربعاء والخميس. وقد تمكن عشرات الاشخاص من انصار الحوثي في ساعة مبكرة من فجر اليوم من التسلل الى داخل مدينة صعدة وقاموا باقتحام عدد من المباني الكبيرة في المدينة.
وسقط عدد من القتلى والجرحى في تلك الاشتباكات حيث قال اهالي مدينة صعدة ان الحصيلة الاولية تشير الى سقوط ثمانية من انصار الحوثي على الاقل قتلى في المدينة بعد ان ردت قوات الجيش والشرطة على النار كما قتل اربعة من افراد الشرطة.
كما سقط عدد غير محدد من المدنيين قتلى او جرحى، حسب المصادر. الا ان اطلاق النار توقف منتصف النهار.
وقالت مصادر قريبة من الاجهزة المحلية في مدينة صعدة ان القوات الحكومية تتعقب حوالى 60 مسلحا يعتقد انهم متحصنون داخل المدينة.
كما اكدت مصادر عسكرية ميدانية السيطرة على مواقع المتمردين في المناطق الجبلية.
وكان مصدر قبلي من مديرية كتاف التي تشمل مناطق المتمردين اعلن في وقت سابق "ان اكثر من سبعين شخصا من انصار الحوثي قتلوا خلال المواجهات التي امتدت منذ نهار الاربعاء حتى مساء الخميس" في منطقة صعدة.
واضاف "لقد عثر على جثثهم داخل التحصينات الجبلية التي كانوا يقاومون السلطات منها".
واكد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات الجيش، وخاصة حينما قامت قوات مكافحة الارهاب بعملية انزال مظلي على قمم عدد من الجبال المحيطة بمعاقل المتمردين الرئيسة في منطقتي الرزامات ووادي نشور نهار الخميس".
وأكدت مصادر قبلية مساندة لقوات الجيش انه تم القبض على العشرات من المتمردين معظمهم من الشبان تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 22 سنة.
واضافت ان "قوات الجيش تفرض سيطرتها على معاقل المتمردين في مناطق آل شافعة والرزامات ووادي نشور".
واوضحت مصادر قبلية في محافظة صعده شمال غرب اليمن أن "قوات الجيش وفرق من قوات مكافحة الارهاب خاضت نهار أمس الخميس معارك هي الاعنف ضد المتمردين من انصار بدر الدين الحوثي في مناطق آل شافعة والرزامات ووادي نشور تمكنت خلالها مساء أمس الخمس من فرض سيطرتها الكاملة على تلك المناطق".
وأكد المصدر "أن قوات الجيش تقوم حاليا بتمشيط المنطقة والبحث عن زعماء التمرد وعلى رأسهم بدر الدين الحوثي الاب والقادة الميدانين ومنهم عبد الله الرزامي ، زعيم حركة الشباب المؤمن المتطرفة، وعبد الملك الحوثي ويوسف المداني المطلوب الرئيسي في عملية التمرد الاخير الذين يعتقد أنهم يختبئون في بعض قرى المنطقة".
واكدت مصادر عسكرية ان القوات الحكومية سيطرت على مواقع المتمردين، مضيفة ان المتمردين فروا الى جبل ام عيسى ومنطقة ال صلاح.
ومنذ استئناف التمرد في اواخر آذار/مارس الماضي، بلغ عدد قتلى المواجهات حتى اليوم قرابة 190 شخصا الا ان هذا العدد لا يتضمن عدد القتلى في صفوف القوات الحكومية في المواجهات الاخيرة، اضافة الى عشرات الجرحى.
وكانت وكالة الانباء اليمنية الرسمية (سبأ) نقلت مساء الخميس عن مصدر مسؤول في السلطة المحلية بمحافظة صعده قوله "أن لجنة وساطة كان وجه رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح بتشكيلها وتضم عددا من علماء الدين وشيوخ القبائل والشخصيات الاجتماعية فشلت في جهودها ومساعيها المبذولة لإقناع المدعو بدر الدين الحوثي والعناصر المتمردة التابعة له في تسليم أنفسهم".
وأضاف المصدر " وإزاء تلك التطورات المؤسفة فأن قوات الأمن والقوات المسلحة واصلت تضييق الخناق على تلك العناصر التخريبية المتمردة لإجبارهم على تسليم انفسهم للعدالة".
وكان وزير الداخلية اليمني رشاد العليمي اعلن في مقابلة صحفية نشرت امس الخميس ان السلطات اليمنية لا تزال تعتمد اسلوب الحوار مع المتطرفين المتمردين في شمال البلاد رغم المواجهات الدامية التي جرت مؤخرا بينهم وبين القوات الحكومية.
وتؤكد السلطات ان بدر الدين الحوثي، والد حسين بدر الدين الحوثي والشخصية الزيدية البارزة، هو الذي يقود التمرد الجديد.
وكان حسين بدر الدين الحوثي، زعيم الحركة السابق، قتل في ايلول/سبتمبر 2004 بعد معارك ادت خلال ثلاثة اشهر الى مقتل اكثر من 400 شخص.
وهذه اول مواجهة من هذا القبيل منذ ان اعلنت الحكومة في العاشر من ايلول/سبتمبر الماضي انها قتلت حسين بدر الدين الحوثي بعد ثلاثة اشهر من اندلاع حركة تمرد قادها في منطقة جبلية شمال اليمن قريبة من السعودية حيث اسفرت المعارك عن سقوط 400 قتيل.
ويشكل اتباع المذهب الزيدي الذي يتسم بالاعتدال، غالبية في شمال اليمن واقلية في البلاد ذات الغالبية السنية.