محمد الخامري من صنعاء : تفجرت الخلافات القيادية في أوساط حزب البعث العربي الاشتراكي (الجناح العراقي) الذي يترأسه الدكتور قاسم سلام الشرجبي عضو القيادة القومية وأمين سر القيادة القطرية منذ تأسيس الحزب في اليمن ، بسبب ما اسماه فريق كبير من القيادات التي فجرت الخلاف تسلط القيادة الحالية للحزب والتي وصفوها بأنها تتربعُ على القيادة منذُ ثلاثة عقود من الزمن، مشيرين إلى أن حركة الحزب معطلة في الساحة السياسية والحزبية في اليمن.

وقال مصدر في الجناح المنشق إن القيادة الحالية برئاسة الدكتور قاسم سلام تعمل على تهميش الحزب من خلال العديد من الإجراءات والتعيينات والصرفيات غير المبررة للكثير من القيادات غير الفاعلة في الحياة السياسية ، مشيرا إلى أن الأسرية تسيطرُ على هيكلية الحزب بشكل كبير ، وأن الفسادَ يستشري في جميع مفاصله.

وأضاف المصدر الذي يتوقع ان يتم الإعلان عن حزب البعث العربي الاشتراكي (الجديد) خلال الفترة القليلة المقبلة أن السياسة الفاشلة التي تعتمدها القيادة الحالية للحزب قد انعكست على الأداء السياسي للقواعد والذي حرم الحزب من الفوز بأيِّ مقعد سواء في مجلس النواب أو المجالس المحلية، أو القيام بدوره النضالي، وأن أوضاعَ الحزب أفقدته شعبيتَه.

وكان بيان صادر عن الجناح المنشق ومذيل باسم القيادات الشابة في حزب البعث العربي الاشتراكي (الجديد) قد وصف تصرُّفات وإجراءات الفصل والتجميد من العضوية التي يمارسها الدكتور قاسم سلام بأنها إرهاب لمن يحاولُ أن يبحثَ عن حقيقة ما يدورُ في الحزب ، مؤكداً أن انتخابات الحزب الأولى والثانية والثالثة مزيفة ، وألاّ مجال للرأي الآخر ، مشيراً إلى أن الديمقراطيةَ يجبُ أن تحلَّ بدلاً من الاحتكار والكهنوت والتسلط المطلق وبدلاً من تجديد البيعة في قاعة البدروم المظلم لمنزل القائد الرمز المطلق قاسم سلام (بحسب البيان)!!.

وأضاف البيان انه في الوقت الذي تطالبُ فيه أحزابُ المعارضة حزبَ السلطة بانتهاج الديمقراطية وإتاحة الفرصة للمشاركة في صنع القرار، لا زالت أحزابُ المعارضة تعاني الجمود وتكريس التسلط واحتكار المناصب القيادية والفساد، ولم تخرج الأحزابُ عن قوقعتها تحت أطر ومسميات أسرية ومناطقية وشللية رغم تجربتها الحزبية الطويلة.

وتعوَّلُ السلطةُ كثيراً على الأحزاب المعارضة في إصلاح الأوضاع في البلاد لكنها تطالبُها بإصلاح نفسها أولاً ولا زالت السلطةُُ تضغطُ بقوة على أحزاب المعارضة مستغلة هشاشة تنظيماتها وبحسب النتائج التي أفرزتها انتخابات المجالس النيابية والمحلية فإن أحزابَ المؤتمر والإصلاح والاشتراكي هي الفاعلة في الساحة الحزبية وما عداها لم يتجاوزْ تمثيلُه في انتخابات النواب أو المحلية عضوَين إلى ثلاثة وأخرى عاجزة عن اقتحام أسوار البرلمان.

وكان حزب البعث العربي الاشتراكي (جناح العراق) قد تعرض لعملية انشقاق سابقة قام بها الدكتور عبدالوهاب محمود نائب رئيس مجلس النواب وقيادات اخرى في الحزب للأسباب ذاتهاالتي ذكرت في بيان المنشقين الجدد.