بيروت: اثيرت اخيراً فضيحة اللحوم المستوردة غير الصالحة للاستهلاك والتي منعت وزارة الزراعة من ادخالها الى لبنان، فقضية استهلاك اللحوم شكل موضوعاً مهماً بالنسبة للبنانيين فالمراقبة واجبة في كل المراحل التي تقطعها هذه اللحوم من المسلخ الى المستورد الى الموزع بالجملة الى البائع بالمفرق والى مستهلكها اخيراً وهذه اللحوم معرضة في كافة هذه المراحل الى عملية التلوث.
فهل المراقبة جدية وفعالة في هذا المجال؟
تشرف على صلاحية اللحوم كل من وزارات الزراعة والصحة والاقتصاد اضافة الى المختبرات المختصة والمفتشين الرسميين.
واللحوم المستهلكة على انواع منها المستورد والمبرد او المجلد ومنها المحلي واهم اللحوم التي يأكلها اللبنانيون لحم البقر والعجل والخروف والماعز.
اي لحوم نأكل؟ سؤال يطرح جدياً اليوم بعدما فقد اللبناني ثقته بالدولة ومفتشيها وبخاصة بالنسبة للحوم الحمراء المعرضة اكثر من غيرها للتلوث السريع وفي كافة مراحلها التي تسبق وصولها الى صحن المستهلك.
لا ندعي ان المراقبة غائبة وانما هناك بعض الثغرات في هذا المجال.
فكيف تتم المراقبة؟ تأتي اللحوم الى لبنان اما على شكل حيوانات حية واما على شكل معلبات مبردة او مجلدة وهي تخضع أولاً لفحص في المختبر المركزي في الفنار(جبل لبنان) وهو واحد من ثلاثة.
مختبر الفنار
ويؤكد كريستو هيلانة ، المسؤؤول عن مختبر الفنار ل"إيلاف" ان مختبره يراقب 90 الى 92% من المواد الغذائية الاستهلاكية التي تدخل لبنان، ويوضح ان العينات المرسلة اليه مصدرها من وزارات الزراعة والصحة والاقتصاد والشؤون البلدية وحتى من وزارة الدفاع بالنسبة الى الاغذية المخصصة لأفراد الجيش. ويضيف بان عدد العينات التي اشتملها عام 2003 بلغ عشرة آلاف عينة وان نسبة المواد الملوثة من أطعمة ومياه تضاءلت من 45% في العام 1991 الى 1،9 % عام 2003.
"ومنذ عام 1998، اذا ما اعتمدنا على تحاليل مختبرنا لم تدخل لحوم فاسدة الى لبنان."
اما بالنسبة للحوم فتسري اشاعات بأن بعض المستوردين " المحميين" من رجال السياسة لا يخضعون لحومهم الى اختبار وتحليل ويدعي بعضهم بأن تهريب المواشي واللحوم يسير على قدم وساق رغم رفض اصحاب الشأن القبول بهذه الاشاعات.
وزارة الزراعة
ويؤكد لويس لحود المدير العام لوزارة الزراعة ل"إيلاف" بأن التدابير المتخذة تحد من خطر التلوث ويمكن للبناني ان يأكل مطمئن البال اما فريد كرم المسؤول عن دائرة وسلامة التغذية في وزارة الصحة فيقول ان لبنان ليس بالبلد الذي يموت افراده من تناول اللحوم، ويتناقض هذا الرأي مع موقف الاستاذ الجامعي الدكتور ايلي بربور الذي لا يثق كثيراً بمراقبة المفتشين الصحيين ودليله على ذلك دراسة أكاديمية وضعتها الطالبة مايا غاريوس من الجامعة الأميركية التي اوردت بان مأكولات شعبية كالشاورما واللحمة بعجين تحتوي على جراثيم بيولوجية نسبتها ما بين 47،5% و55% ومرد ذلك في رأيه ان لحوم الشاورما واللحمة بعجين لا تتعرض كفاية للنار المطهرة.
ولعل تضارب الصلاحيات بين المفتشين والمراقبين في كافة الوزارات هو العائق الاكبر في مراقبة المواد الغذائية مراقبة فعالة.
ويبقى لدائرة حماية المستهل التابعة لوزارة الاقتصاد الدور الاول في تأمين صحة الغذاء اضافة الى عدد قليل من المراقبين الصحيين لا يتجاوز 40 الى 50 مراقباً بينما الحاجة هي الى اكثر من 200 مراقباً كذلك بالنسبة الى موظفي المختبر المركزي حيث المراكز الشاغرة عديدة بعد احالة المتخصصين الى التقاعد.
المراقبة
وتكون المراقبة على الشكل التالي:ترسل عينات من اللحوم المبردة الى المختبر المركزي لتحليلها وتوزع فيما بعد على الاسواق المحلية اذا ما ظهرت نظافتها من أي تلوث والا تعاد الى بلد المنشأ.
يراقب الاطباء البيطريون المواشي عند وصولها الى المرفأ قبل ان ترسل عينات من دمها لفخصها وتحليلها في المختبر. وتصاحب المواشي واللحوم بشهادات خاصة تثبت خلوها من اي تلوث.
اللحوم المبردةيؤكد جوزف الهبر رئيس نقابة مستوردي اللحوم المبردة والمجلدة ل"إيلاف" ان البواخر التي تنقل هذه البضائع مجهزة بافضل وسائل التبريد ويختل توازن التبريد هذا عند عرض اللحوم في السوق الى ان يصل الى المستهلك. وتنتقل المواشي المعدة للذبح في مستوعبات كبيرة بخاصة المستوردين اللبنانيين كما يشرح معروف بكداش رئيس نقابة القصابين ومستوردي المواشي. ويذكر بان وزارة الزراعة تمنع استيراد المواشي التي تزيد عمرها عن الثلاثين شهراً وذلك منذ ازمة "جنون البقر".
وكثيراً ما تتأثر نظافة اللحوم الطازجة بنظافة المسالخ ويشكو المواطن من عادات القصابين وبخاصة في الارياف الذين يذبحون ماشيتهم قرب متجرهم وهذا العمل يخالف القانون ويعود الى المفتشين الصحيين والمسؤولين في البلدية منع هذه العادة.
مسلخ بيروت
ويذكر بكداش وجود مشروع بناء مسلخ جديد في بيروت على مساحة 30 الف متر مربع رصد له البنك الاسلامي مبلغ 17 مليون دولار لانجازه ويعود تأخر البدء فيه الى الخلافات بين كبار المسؤولين ويؤكد بكداش ان اتمامه لا يتطلب الا سبعة او ثمانية اشهر وان باستطاعة هذا المسلخ الحديث ايجاد حل ل80% من المشاكل المتعلقة باللحوم الطازجة.
[email protected]
التعليقات