عبد الله الدامون من الرباط: كبا المنتخب الأولمبي المغربي مرة أخرى وانهزم أمام منتخب البرتغال بهدفين لهدف واحد في المباراة التي جمعتهما اليوم (الأحد) في الأدوار الأولى لنهائيات الألعاب الأولمبية لليونان.
وانهزم المنتخب المغربي في مباراة خاضها بغباء ولم يخلق فيها فرصا كثيرة للتسجيل أمام منتخب برتغالي لئيم ومندفع.
وتضع هذه الهزيمة المنتخب المغربي على كف عفريت بالألوان بحيث يلزمه الفوز في مباراته الثالثة على المنتخب العراقي الذي كان أول متأهل عن هذه المجموعة بعد انتصاره اليوم على منتخب كوستاريكا.
البرتغال التي أضاعت شرفها الكروي الشهر الماضي على أرضها وخسرت في البداية والنهاية أمام اليونان, وكأنها إحدى شخصيات نجيب محفوظ, أرسلت منتخبها الأولمبي إلى اليونان ليبحث لها عن انتقام كيفما كان, أو على الأقل، رد اعتبار لماء وجهها الذي أهدره اليونانيون كما يهدرون أي ماء.
واستطاع هذا الفريق الصغير الذي يتزعمه النجم كريستيانو رونالدو الذي ذاق رفقة الكبار طعم العلقم اليوناني, أن يصنع بعض هذا الحلم اليوم بعد الخسارة المذلة أمام العراق في المباراة الأولى بأربعة أهداف لهدفين.
المنتخب البرتغالي الذي لعب اليوم بألوان المنتخب المغربي، مادامت ألوان علمي البلد متشابهة جدا، حاول أن يتجاوز كبوة العراق أمام لاعبين مغاربة يحاولون بدورهم تجاوز كبوة التعادل أمام منتخب كوستاريكا المتواضع. مباراة مثل هاته كان من المفروض أن تطغى عليها أجواء الإثارة والحماس, وهو ما حضر نسبيا فقط بفعل الحذر المتبادل بين الجانبين والعدد القليل من الجمهور.
المباراة كانت منذ البداية كرا وفرا بين الطرفين. ضيع المغاربة منذ الدقيقة الثانية، وبعد ذلك ضيع اليونانيون. سجل المغاربة هدفا رفضه الحكم في الدقيقة الثامنة، وفي الدقيقة 19 رفض الحكم هدفا للبرتغال.
المباراة سارت خلال الشوط الأول بحذر وفرص وأخطاء متبادلة. كل منتخب يتخيل أمام أعينه مطار أثينا وعلى أرضه طائرة جاهزة للإقلاع تنتظره في حالة الخسارة.
وأضاعت البرتغال هدفا محققا في الدقيقة الثالثة والعشرين أخرجها مدافع مغربي بأعجوبة. وفي الدقيقة الأربعين, وبينما كان الفريقان ينومان المباراة في انتظار الشوط الثاني, يستغل البرتغاليون خطأ ويمررون الكرة بينهم بسرعة قبل أن يودعها كريستيانو رونالدو في المرمى المغربي.
لم تنفع المحاولات المرتبكة للمهاجمين المغاربة, سواء بواسطة بوشعيب المباركي أو المهدي الطويل أو غيرهما, في تغيير النتيجة وبدا أن كابوس مباراة كوستاريكا سيعيد نفسه هذه المرة بشكل أكثر قوة.
المدرب المغربي مصطفى مديح استفاد من مباراته الماضية حين استبدل مضيع الفرص بوشعيب المباركي في الدقيقة الأخيرة من المباراة, فتركه هذه المرة خارج الفريق منذ بداية الشوط الثاني وأدخل اللاعب عز الدين أوحو. لكن هذا التغيير لم يعط دما جديدا للمنتخب المغربي الذي دافع أكثر مما هاجم وخلق فرصا قليلة جدا في بداية الشوط الثاني، بينما تقدم البرتغاليون كثيرا في دفاعهم إلى حد جعلهم يبدون أكثر خطورة في هجوماتهم المباغتة.
ومنذ الدقيقة الستين بدا أن المغاربة أضاعوا بوصلة المباراة فيما صار البرتغاليون يلعبون بارتياح أكبر ويخلقون فرصا من كرات نائمة، وبين الحين والآخر يخلق المغاربة فرصة أو أكثر من دون خطورة واضحة.
وفي الدقيقة 72 تتحول ركنية للبرتغال إلى هدف ثان بعد أن طار المهاجم روي كوستا في الهواء ووضع الكرة في مرمى المنتخب المغربي.
وفي الدقيقة 85 يحاول المنتخب المغربي العودة إلى المباراة عبر الهدف الذي سجله بوعبيد بضربة رأسية مركزة, غير أن سيف الوقت لم يمهل رأس المغاربة كثيرا.
هزيمة المنتخب المغربي اليوم تجعله يضع رجلا ونصف في طائرة العودة إلى المغرب في انتظار مباراته أمام منتخب العراق, بينما انتصار المنتخب البرتغالي تجعله يطمح إلى انتصار سهل أو تعادل على الأقل على منتخب كوستاريكا الذي انهزم اليوم مع المنتخب العراقي ولم يقنع في لعبه إلى الحد الذي يجعله مرشحا للفوز على البرتغال في المباراة الأخيرة.
- آخر تحديث :
التعليقات