الشيخ مكتوم عاشق الصحراء

عاشق الجغرافيا الجرداء بتفاصيلها وquot;بداوتهاquot; النقية :
الشيخ مكتوم يغادر بعد ثلاثة عقود من العمل السياسي

سلطان القحطاني من الرياض:بعد أكثر من ثلاثة عقود من العمل السياسي متدرجاً في الكراسي العليا حتى وصل إلى تولي زمام أمارة دبي يغادر الشيخ مكتوم آل مكتوم المفتون بالجغرافيا الصحراوية وما تحمله من بداوة وقيم لا تبور، أسهمت إلى حد كبير في صقله منذ ولادته عام 1939،ليفارق الحياة صبيحة اليوم الأربعاء في أستراليا البعيدة،حيث الصحراء ليست كالصحراء التي اعتاد عليها منذ نعومة أظفاره.

حين بدأت أولى أيام تشكيل إتحاد الإمارات العربية المتحدة اتجهت الأنظار صوب الشيخ مكتوم ليكون أول رئيس لمجلس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 72،وكلف بتشكيل ثاني وزارة لدولة الإتحاد الإماراتي في 23 ديسمبر من العام 1973،ليقود بكل تمكن زمام السلطة التنفيذية في حكومة بلاده حتى يناير 1977،حين تم حينما تم تكليفه برئاسة ثالث تشكيل لمجلس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة،ما يعكس مقدار الثقة التي كان يحوزها الشيخ الراحل من حكام الإمارات السبع.

ومذ ذاك فإن الشيخ مكتوم انهمك في تسيير دفة الأمور في دولته وإنشاء أبجديات البنية التحتية الأولى في البلاد التي تنتقل بفضل النفط ومكاسبه إلى المراتب المتقدمة في المنطقة العربية،كان خلالها يمتلكُ بعد نظر لم يعرف لها المراقبون مثيلاً حين قام بالبدء في مشاريع ضخمة كان يعدها الآخرون ضرباً من الخطأ اللا مبرر،إلا أنها أثبتت في نهاية المطاف مقدار ما يتمتع به الحاكم الراحل من بعد نظر.

وبعد عامين من توليه رئاسة الوزراء الاتحادية الثالثة تولى والده الشيخ راشد رئاسة الوزارة الاتحادية الرابعة في أوائل يوليو 1979 ،ليصبح الشيخ مكتوم بن راشد نائبا لرئيس مجلس الوزراء منذ ذلك الحين حتى الخامسة يوم 21 أكتوبر 1990،التوقيت التاريخي الذي شهد انتخابه نائباً لرئيس دولة الأمارات العربية المتحدة وكذلك عضواً في المجلس الأعلى ، لمجلس الوزراء،وهما منصبين حازهما في توقيت واحد بأمر من راحل الإمارات الكبير الشيخ زايد آل نهيان،الذي كلف الشيخ مكتوم بتشكيل الوزارة الجديدة.

وبعد رحيل الشيخ راشد آل مكتوم بعد أن تولى حكم دبي منذ أواخر الخمسينات من القرن الميلادي المنصرم كان حاكم الإمارات الشيخ زايد يحوط مكتوم وإخوانه بأبوة لا فتة معتبراً أنه أبٌ لهم لما كان تربطه من وشائج قوية مع أبيهم الراحل،وهو قرب أسهم إلى حد كبير في تنمية المدرسة السياسية بشكل كبير للشيخ مكتوم على يد quot;حكيم العربquot; كما يسميه الخليجيون الشيخ زايد.

وفي منتصف الستينات حين بدأت أولى زخات النفط في أمارة دبي التي تعد فقيرة نفطياً إلى حد بعيد كما يرى المختصون،فإن الشيخ مكتوم كان أقرب الأبناء الذين كانوا يراقبون ملياً أباه الشيخ راشد وهو يقوم بالصياغة الأولى لدبي ومفاصل حياتها،مشكلاً بذلك تحولاً لم يسبق له في مثيل في داخل الأمارة التي تعد ثاني أكبر أمارات الإتحاد،لاسيما اهتمامه بلغة البحر وموانئه التي كانت آن ذاك أهم شرايين الخليج العربي.

وكما تقول الوثائق التاريخية فإن الشيخ مكتوم ساهم في تنفيذ توجيهات والده الر احل بإنشاء ميناء راشد بدبي ويحتوى على حوالي 40 رصيفا . وفي عام 1983كان الإنجاز الاقتصادي التاريخي في دبي باستكمال إنشاء ميناء جبل علي، الذي يعتبر واحدا من أضخم واحدث الموانئ في العالم .

صفحة تطوى وأخرى تظهر

وإلى ذلك فقد أعلن مصدر رسمي الأربعاء أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي كان يشغل منصب ولي عهد دبي أصبح حاكما لإمارة دبي بعد وفاة حاكم دبي السابق الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم.

وأوضح المصدر أن تولي الشيخ محمد quot;يتم بشكل آليquot; في إمارة دبي بعد وفاة حاكمها.
وقالت وكالة أنباء الإمارات أن تشييع جنازة الشيخ مكتوم الذي توفي فجر الأربعاء في استراليا سيتم غدا الخميس.

وكان مصدر رسمي أكد وفاة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي فجر الأربعاء في استراليا، بدون ذكر سبب وفاته.

ونعى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في بيان بثته وكالة أنباء الإمارات quot;بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الذي وافته المنية صباح اليومquot; الأربعاء.

وقال ديوان حاكم دبي في بيان أن الشيخ مكتوم (63 عاما) quot;لاقى وجه ربه فجر (الأربعاء) في استرالياquot;.

وكان الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم يتولى منصب حاكم دبي في حين يشغل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم منصب ولي عهد دبي إحدى الإمارات السبع التي تشكل دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأعلن بيان لوزارة شؤون الرئاسة الامارتية انه تقرر إعلان الحداد الرسمي في الدولة وتنكيس الأعلام أربعين يوما وتعطيل الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية لمدة سبعة أيام اعتبارا من الأربعاء.