بهية مارديني من دمشق: اوضح الدكتور الياس حلياني رئيس مركز الشرق للدراسات الليبرالية وحقوق الأقليات في سورية في تصريحات خاصة لايلاف ان السبب الأول والأخير لمحاكمة عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق المنشق اليوم، quot;هو ايماننا كليبراليين بالقانون ، مما يجعلنا أعداء للفساد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، ومن هذا المنطلق فاننا نحارب كل انواع الفساد والتي تسعى الى هدم البناء الوطنيquot; ، معتبرا quot;ان النظام الأخلاقي لليبرالية يؤكد على أن يأخذ كل ذي حق حقه، المجتهد يكافئ، والمسيئ يعاقب ، وبالتالي يجب محاكمة خدام وغيره ومعاقبته على كل ما أساء به للشعب السوري quot;.

وكانت بعض القوى السياسية السورية المعارضة اصدرت بياناً طالبت من خلاله بمحاكمة خدام وطالبت السوريين والأخوة اللبنانيين وبشكل خاص المتضررين بشكل مباشر من الممارسات الخاطئة التي قام بها عدد من مسؤولي النظام السوري وعلى مدار سنوات طويلة في لبنان لا سيما عمليات الاغتيال التي استهدفت عدة شخصيات لبنانية ...quot;وقالت quot;نطالبهم باغتنام فرصة وجود وإقامة خدّام في العاصمة الفرنسية باريس ، وضرورة تقديمه إلى القضاء ومحاكمته أمام المحاكم الفرنسية للاقتصاص منه أمام القضاء العادل على أرض الحريات واحترام حقوق الإنسان ، للاقتصاص من أحد رموز الديكتاتوريةquot;.

وحول لماذا الآن ؟ قال حلياني quot;انه الزمان والمكان المناسب كما كان يُردد خدام نفسه، اليوم تسنح لنا الفرصة، ونجد من يقف معنا في سعينا هذا للمطالبة بمحاكمة عادلة، ولو كنا نملك أموال الحريري لما قبلنا بأقل من محكمة دولية ترعاها الأمم المتحدة، فالانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان، اضافة الى القمع والطغيان الذي مارسه عبر سنين طويلة كافيين لزجه في السجون الى أمد طويلquot;.

وردا على سؤال هل انتم معارضة اجاب حليانيquot; نعم نحن معارضة ، ولكن لنتفق على بعض الأمور:المعارضة تيار سياسي له هدف محدد . وهدفنا نحن ليس العنف، ولا تقودنا الأحقاد،معارضتنا أرقى من كل ذلك- رغم انه تم اعتقالنا في السابق وقبعنا في زنازين الامن السياسي في دمشق-ونحن لا ننتهج شتم النظام ولا سبه ولا محاولة تغييره بالقوة واستعداء الغير عليهquot;. واضاف نحن وبكل صراحة مطلقة ، لسنا بدلاء عن النظام، ولا نريد أن نضع رأسنا في الرمال مثل النعامة، فالمعارضة سواء في الداخل او الخارج ، غير قادرة اليوم على ادارة مؤسسة استهلاكية فما بالك بوطن عظيم . نحن لا نخفي رهاننا كتيار ليبرالي له مستقبل كبير في سوريا مع التغيرات القادمة، لقد راهنا على الرئيس وعلى مجموعة من الشرفاء في الوطن لم تتلوث بالفساد ولا بالقمع.

وردا على سؤال هل يقدمون خدمة للنظام بمحاكمة خدام quot;قال انت تقطنين احيانا في لندن، وأسألك : عندما يتم مناقشة مشروع ما يهم الوطن فالجميع يقف مع الوطن معارضة وسلطة. نحن لا نقدم خدمة للسلطة بمحاكمة خدام ، على العكس نحن نحاكم السلطة السابقة ايضا عبر تحميلها وزر جرائم مثل هؤلاء الأشخاص الذين تربوا في كنفها.فعندما نقول عضو قيادة قطرية عن خدام نكون بصدد كشف فساد اكبر واشمل. ولا تنسى أننا بمحاكمتنا لخدام ، نكرس أنفسنا أكثر كمعارضة ، فخدام واحد من رموز السلطة الفاسدة و بمحاكمته نرسل رسالة واضحة أن لا أحد سيفر من مقصلة العدالة إن عاجلاً أو آجلاً، و لا تنسي أيضا أنه ما زال هناك المئات من خدام في السلطة و سوف تحاكم طال الزمن أم قصر quot;.

وحول تاسيسه للمحور الثالث وماهية هذا المحور قال نحن تيار ليبرالي علماني سوري، والمحور الثالث ينهج الخط الليبرالي ، وبالتالي ساهمنا في تأسيسه ، بالمشاركة مع أفراد وشخصيات فكرية وسياسية واقتصادية وأكاديمية ، آمنوا بالحرية عقيدة، والليبرالية نهجا ، قولا وعملا.

واكد حلياني ان المحور الثالث يتبنى الخيار الديمقراطي ودولة القانون . في سعيه الى تحرير الانسان كأولوية يؤمن بها. وينبذ العنف، ويعمل على تفعيل لغة الحوار بين أطراف الشعب الواحد، ونشر الفكر اللليبرالي المتسامح .

واشار الى ان التحديث والانفتاح على العالم بندية (بهوية الند ) والسلام واحترام الآخر : نهجنا في بناء الدولة العربية المعاصرة ، بعيدا عن النموذج القومي العسكري ، والصولي الديني.

وردا على سؤال حول الشخصيات المتوازنة في المحور الثالث، تساءلquot; هل عليهم ان يكونوا من جماعة خدام او البيانوني حتى نُطلق عليهم معارضة؟ لا أظن، فهم (مؤسسو المحور الثالث) يُمثلون اليوم المعارضة الوطنية الشريفة والتي تسعى الى بناء الوطن وتغييره ، وتحويله من الدولة الأمنية الى الدولة المدنية بعيدا عن الدخول في المهاترات والمعارك التي لا طائل منهquot;.

وشدد حلياني quot;علاقتنا في المحور الثالث مع الآخر تؤسس كرامتنا الليبرالية الإنسانية، وهي تعني الاعتراف بالآخر كشبيه لنا ، وبمسؤوليتنا تجاهه التي يوقظها فينا وجوده وحضوره.وبالتالي فان مفهوم الكرامة الإنسانية لنا كليبراليين تقوم على أساس العلاقة مع الآخر، وان كرامتنا نفسها تتطلب منا احترام كرامة الآخر والدفاع عنه ومساعدتهquot;.