تعتبر ان الكرة في ملعبها والسراي خط أحمر
المعارضة اللبنانية: المعركة للارادة والبقاء للمنتصر

ريما زهار من بيروت: بعد زيارة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى لبنان، باتت الانظار متجهة أكثر من اي وقت مضى الى ساحة الشهداء ورياض الصلح لمعرفة مدى تحركات المعارضة في الشارع خصوصًا بعد الحديث عن هدنة اقلها اعلامية، وبعد اطلاق الفعاليات الاقتصادية شعارquot;بحبك بالشتي، لبنان 2007quot; لانقاذ ما يمكن انقاذه من الموسم السياحي في الاعياد المنتظرة. ويقول مصدر في المعارضة ان المعركة اليوم هي معركة ارادة، ومن يبقى حتى النهاية هو المنتصر، وبالنسبة لهذا المصدر فان الاكثرية في الحكم تسعى الى كسب الوقت، لكنها غير مستعدة لاي تنازل لصالح المعارضة، التي من جهتها لن تقبل اي حل لن يعطيها الثلث الضامن في حكومة وحدة وطنية.

في هذا الخصوص كيف يمكن تفسير عودة الحيوية العربية مجددًا بغية ايجاد حل للازمة التي يتخبط بها لبنان؟ يقول المصدر بان الأكثرية طلبت من الممثل السوداني معاودة الاتصالات بالفاعليات اللبنانية، بعدما رأت كل هذا الحشد الاحد الماضي في وسط بيروت، لانها خشيت من ان تتمدد هذه الحشود لتصل الى السراي الحكومي وتقوم باعمال قد لا تحمد عقباها. لذلك قامت الاكثرية بارسال رسائل من اجل حوار قد يكون مرتقبًا وذلك من اجل تبريد الحشود التي بدت متحمسة جدًا الاحد الماضي.

اقتحام السراي

ويضيف المصدر بان اقتحام السراي كان موضوعًا بحث بدقة من قبل المعارضة، لكن ما لبثت ان ازاحته جانبًا، وخصوصًا في المرحلة الحالية، ومن اجل هذه الاسباب، بالنسبة للمصدر، قامت الاكثرية بافهام المبعوث السوداني بانها قد تستمع الى مقترحات الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
وبالنسبة لهذا المصدر فان اولوية المعارضة الحالية هي الابتعاد قدر المستطاع عن كل الامور الخلافية، اقله في الشارع، من اجل تجنب اي تصادم قد يحصل بين الفرقاء، ويؤكد بان ذلك حصل بالفعل ومنذ اسبوعين تقريبًا، اذا حرصت المعارضة على تجنيب البلد كأس الصدامات في الشارع، مشيدة بما اتسم به المعتصمون من رباطة الجأش وعدم الانصياع وراء النعرات المذهبية او الطائفية.

ومع ان المعارضة استطاعت حتى الآن ضبط مناصريها من المعتصمين، لكن الامر لن يكون على هذا الصعيد بالنسبة للاشخاص الذين قد يندسون ويفتعلون المشاكل من اجل وضع لبنان في دوامة من الانشقاق المذهبي والطائفي، وذلك من خلال الاصطياد في الماء العكر بين المعارضة والاكثرية.
ويؤكد المصدر بان المعارضة كانت واعية جدًا عندما تم اقتراح تجاوز السراي للدور السلبي الذي قد يعكسه هذا الامر على الجيش اللبناني، الذي استطاع حتى الآن ان يحفظ الامن بين المعتصمين وان يكون دوره فاعلًا جدًا الامر الذي استدعى الثناء لهذا الدور من قبل المعارضة والموالاة على حد سواء.
ويجمع المعارضون، بحسب المصدر، على ان يكون التحرك سلميًا ضمن الاطر الديموقراطية، وليس واردًا على الاطلاق ان يتحمس المعتصمون ويدخلون في دائرة ما قد تخدم الاكثرية وتفقد معنى الاعتصام الحقيقي للمعارضة كما تدخل البلاد في دوامة من الفوضى لا رجوع عنها.

ويضيف المصدر بان المعارضة تحتكم للوقت، ولا تخاف ابدًا من ان يصيب المعتصمون اليأس او الانكسار، لانها متأكدة بان هؤلاء لديهم القدرة على المثابرة في تحركاتهم، ويمكنهم الصمود لاسابيع او حتى لاشهر كما اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. كذلك فان تباطؤ حركة المعتصمين خلال العطلات الاسبوعية تسمح لهم بان يستعدوا للاسابيع المقبلة بكثير من الحيوية والنشاط، وفي هذا الاطار فان المعارضة متأكدة بان مناصريها لن يتخاذلوا عن المجىء والمبيت في ساحة الشهداء ورياض الصلح طالما لم ينالوا بعد مبتغاهم، دون ان يدخلوا ابدًا نفق الفوضى والانفلات الامني والسياسي. ولهذا تعتبر المعارضة بان الوقت لصالحها شرط الا تقوم بدعسات ناقصة، والابتعاد قدر المستطاع عن العنف الذي قد يؤدي الى فشل مساعيها، ولكل هذه الاسباب فان اي مسعى ان كان عربيًا او دوليًا عليه ان يأخذ بعين الاعتبار كل هذه المعطيات ودفع الاكثرية، ودائمًا بحسب المصدر نفسه، الى المزيد من التعقل، لان الكرة بحسب المصدر في ملعب المعارضة.