مياه كثيرة جرت بين المحكمة والمحقيين
إدانة الموسوي في إستفتاء إيلاف
عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: حكمت محكمة الإسكندرية الفيدرالية بولاية فرجينيا الاميركية يوم الرابع من الشهر الجاري على زكريا الموسوي المتهم في قضية تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة بالسجن مدى الحياة. وجاء الحكم بعد ان وافقت هيئة المحلفين على تقرير الإدعاء، وأقرت بأن الأقوال الكاذبة التي أدلى بها الموسوي بعد اعتقاله في شهر آب (أغسطس) 2001 لم تتح درء الأعمال الإرهابية التي وقعت في الحادي عشر من سبتمبر من نفس العام والتي أدت إلى مصرع أكثر من 3 آلاف شخص.
وكان يتعين على زكريا الموسوي ( 37 عاما من أصل مغربي) خطف طائرة والتوجه بها للاصطدام بالبيت الأبيض في واشنطن وبتكليف من زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن وفقا لما ورد في تهمة الادعاء العام اليه والتي صادقت عليها هيئة المحلفين. وجاء قرار الحكم على الموسوي مفاجئا لدى عدد كبير من المتابعين خاصة في العالم العربي حيث كانت شرائح كثيرة تتوقع ان يكون مصيره الاعدام بعد اعترافه بانتمائه لتنظيم القاعدة الذي تسعى الولايات المتحدة لمحاربته ومطاردة جميع المنتمين اليه في كل مكان في العالم وانتمائه لخلية محمد عطا الانتحارية.
الحكم على الموسوي كان سؤال استفتاء ايلاف للاسبوع الماضي حيث تمحور السؤال حول quot;أي حكم كان ينتظر الموسوي لو تمت المحاكمة خارج أميركا؟ فكانت الاجابات منحازة في جزئها الاكبر باحتمال الادانة اذ رجحها كحكم عليه مانسبتهم 62% من المصوتين وبرأه 26% فيما ابدى عدم علمه مانسبته 12% من المشاركين في الاستفتاء الذين بلغوا 4479.
الحكم على الموسوي جاء متزامنا، ربما صدفة، مع الحكم على الرجل الثاني لتنظيم القاعدة في اليمن محمد حمدي الأهدل بالسجن ثلاث سنوات وشهر واحد حسب حكم المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا امن الدولة في اليمن وهو الرجل الثاني في تنظيم القاعدة باليمن محمد حمدي الأهدل المعروف بـquot;أبو عاصمquot; ثلاث سنوات وشهر واحد. واعتبر الاهدل ومحاموه الحكم بمثابة نصر لهم حيث سيقضي الاهدل مدة ستة أشهر فقط في السجن ليطلق سراحه بعدها بعد ان اعتبرت المحكمة مدة توقيفه من ضمن مدة العقوبة. ويلقي هذا الحكم في اليمن وسابقه في اميركا الضوء على عصا السياسة الغليظة المسلطة على نزاهة القضاء المفترضة. ومدى انسياقها مع لرغبات السياسة التي تتحرك وفق اجندات قد تبدو غريبة. فالحكم المخفف على الاهدل مشابه من جانب ما مع الحكم على موسوي اذ اتهم كلاهما بالانتماء للقاعدة ومهاجمة مصالح اميركية والشروع بقتل مواطنين اميركيين او السكوت عن قتلهم. لكن المؤبد الذي لقيه الموسوي جاء حسب توقعات خبير شؤون الارهاب عبد الرحيم علي لاجل المعلومات التي بحوزة الموسوي ويتحفظ على الادلاء بها حول اسرار وخلايا وتمويل التنظيم وكان ناور بها امام المحققين لينال حكما مخففا. فهو بمثابة الصندوق الاسود لخلية محمد عطا الانتحارية.
أما الاهدل فجاء الحكم عليه بعد فرار اخطر مجموعة لتنظيم القاعدة من سجن في العاصمة صنعاء وسط اتهامات لتعاون من داخل السجن في الفرار وماعقبه من دعوات طمأنة رسمية بعدم معاقبة الفارين اذ ماعادوا لسجنهم. حيث عكس الخطاب السياسي الرسمي اليمني مجاملة لتنظيم القاعدة الذي اوقف عملياته مؤخرا في اليمن وهو مايؤكد وجود صفقة مع اعضاء التنظيم في اليمن التي لمح اليها منتقدو الحكم المخفف على الاهدل. ومهما كانت الادلة التي استند اليها قاضي محكمة الاهل او هئية محلفي محكمة الموسوي، وان كان الحكم الذي لقيه الموسوي لايجانب العدالة اذ السجن الانفرادي مدى مدى الحياة موت وجه اخر وربما اشد من الموت.
فإن مياه ً كثيرة كانت تجري بين حكم الاعدام والمؤبد الذي لقيه الموسوي تسيرها تحقيقات وطمع اجهزة المخابرات العالمية والاميركية خاصة لحلب المعلومات من الموسوي في قابل الايام متوقعين انهياره في سجنه المؤبد ومثل تلك المياة كان يجري بين أروقة جهاز مخابرات اليمن ومحكمة أمن الدولة.
التعليقات