نافيا مساندة السلطات المصرية أو الأميركية لميشيل
شنودة يصف ماكس بالمهووس ويهون من أهميته

نبيل شرف الدين من القاهرة: عقب عودته من رحلة علاجية امتدت نحو ثلاثة أسابيع، وفي مؤتمر صحافي عقده صباح اليوم الاثنين أكد البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة القبطية أنه يمارس عمله بشكل طبيعي، لافتاً إلى أن التقارير الطبية أكدت سلامة صحته، ومشيرا إلى أنه تابع كافة شؤون الكنيسة أثناء إقامته خارج البلاد، وأن الأمور كانت تسير بصورة طبيعية طوال رحلته العلاجية . وتطرق البابا شنودة إلى أزمة الكيان الذي أسسه ماكس ميشيل والذي أطلق على نفسه لقب quot;الأنبا مكسيموس الأولquot;، وقال البابا شنودة إن quot;ماكس ميشيل لا يحمل أي شرعية سواء من الداخل أو الخارجquot;، ووصفه بأنه quot;مجرد شخص مهووس بالسلطةquot;، نافياً أن يكون هناك أحد خلفه أو يدعمه quot;سوى النرجسية، والرغبة في أن يكون بطريركا باي طريقة كانتquot;، حسب تعبيره .

وبينما أعلن البابا شنودة الثالث عدم ضلوع السلطات المصرية أو الأميركية في دعم ماكس ميشيل، فقد أكد أن العقيدة المسيحية الأرثوذكسية لا تسمح بحال من الأحوال برسم المتزوجين أساقفة، لافتاً إلى أن ماكس ميشيل متزوج وله ابنتان، وهو ما لا يمكن أن تقره أي كنيسة أرثوذكسية في العالم، فضلاً عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأكثر تشدداً في هذا الصدد . كما أشار البابا شنودة إلى أن السفارة الأميركية في القاهرة أكدت أن حضور ماكس ميشيل حفل quot;عيد الاستقلالquot;، الذي أقامته السفارة الأسبوع الماضي، quot;كان بصفته الشخصية، ولم يكن باعتباره بطريركاً للكنيسة القبطية الأرثوذكسيةquot;.

القاهرة وواشنطن

ومضى البابا شنودة قائلاً إنه لا توجد كنيسة أرثوذكسية واحدة في العالم تعترف بهذه الكنيسة المزعومة التي أعلن عنها ماكس ميشيل، سواء بين الطوائف الارثوذكسية الغربية أو بين الطوائف الارثوذكسية الشرقية، مشيرا الى أن بعض الخارجين عن الكنائس الارثوذكسية في شتى أنحاء العالم كونوا ما أسموه quot;مجمعا مقدساquot;، هو الذي منح المدعو ميشيل رتبة الأسقف ومن بعدها رتبة رئيس الاساقفة من دون أي مراسم دينية كما تقضي بذلك التقاليد والقواعد الكنسية المتبعة في هذا الصدد . وهون البابا شنودة من خطورة المدعو ماكس ميشيل، وقال إنه لم يناقش هذا الأمر مع أي من قيادات الدولة وأضاف quot;إن الأمر أقل كثيرا مما تصوره وسائل الإعلامquot;، على حد قوله.

وقال شنودة انه يشعر بالاشفاق على هذا الشخص المريض والذي فقد نفسه وآخرته وهو أحد ابنائه في الكلية الاكليرية ولكنه ضل طريقه بعدما تبنى أفكارا ومعتقدات غريبة عن الكنيسة، واكد انه لايمانع فى الجلوس معه والتفاوض بشأن اموره شريطة أن يتخلى عن أوهامه، ويخلع رداء البطريرك الزائف، ويعود إلى اسمه الحقيقي ماكس ميشيل. وذهب البابا شنودة إلى القول إنه لا يلقي أي لوم على اجهزة الدولة فقد التزمت الحياد، وخاصة وزارة الداخلية، مشيراً إلى عدم توقعه أن تتدخل الدولة بأي قرار سيادي لحظر هذه الطائفة، وانما يكتفي بتوعية الناس ضد ممارساتها وحقيقتها.

كما نفى البابا شنودة تلقي ماكس ميشيل أي دعم سواء من الولايات المتحدة أو من أي جهة رسمية داخل مصر أو خارجها، مشيرا إلى أن ما وصفه بالتعاطف الذي أبدته عدة جهات أميركية كان انطلاقا من قناعتها بكفالة الحريات الدينية، وحرية تأسيس المذاهب الدينية وفقا للقوانين الأميركية في هذا المضمار . واختتم بطريرك الأقباط الأرثوذكس قائلاً quot;إن الوضع مختلف في مصر، فنحن نحترم كافة الأديان، ونرفض أي ازدراء أو مساس بها، فقد تصدينا لفيلم شفرة دافنشي، كما رفضنا رسوم الدنمارك والمساعي للاعتراف بالبهائية كديانة، لذا فنحن نسعى جاهدين إلى حماية الكنيسة المصرية، كما يسعى إلى حمايتها ملايين من المسلمين والمسيحيينquot;، على حد تعبيره .

ميشيل يتراجع

أما الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة، فقد أكد أن quot;البابا شنودة يعتزم دعوة قيادات الطوائف المسيحية، في اجتماع يستهدف توحيد موقفهم ضد كنيسة ماكس ميشيل والكيان الذي أعلنه كمجمع مواز لمجمع الأقباط الأرثوذكسquot;، وأضاف الأنبا مرقس quot;أن الكنيسة القبطية الأرثوذكية لم تطلب من السلطات بشكل مباشر إغلاق (كنيسة المقطم)، لأنها تعتبر أن مجرد تبرؤ الكنيسة القبطية من هذا الكيان وما ينبثق منه من كيانات أخرى سبب كاف لإغلاقها وإدانة مؤسسهاquot;، على حد قوله .

وفي ما اعتبره مراقبون تراجعاً نسبياً خلافاً للهجته الحادة التي تحدث بها في مطلع الأمر، فقد نفى ماكس ميشيل توجيه أي إهانات لرئيس الكنيسة الأرثوذكسية المصرية البابا شنودة الثالث خلال المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه تنصيب نفسه بطريركا على كنيسته، وأوضح أنه قام فقط quot;بالإشارة الى بعض التواريخ والأحداث بطريقة موضوعية وتحديداً في ما يتعلق بموضوع الأحداث الطائفية التي حدثت في مصر على مدار الفترة الماضية، غير أن حديثي جرى تناوله بطريقة خاطئة عبر وسائل الإعلام التي أرادت إثارة ضجة، ومن أشخاص يبحثون عن شيء ضدي أنني هاجمت البابا شنودةquot;، في إشارة للمحامين الموالين للكنيسة القبطية الأرثوذكسية والذين رفعوا قضية ضده يتهمونه فيها quot;بإهانة البابا شنودة الثالثquot;، وقال إنه يتحدى أن ينجح واحد من هؤلاء في إثبات حدوث ذلك خصوصا وأن المؤتمر الصحافي بث عبر عدة فضائيات ولم يتضمن أي إهانة من جانبي لأحدquot;، على حد تعبيره .