وتتوالى معلومات لم يخف الجنرال عون صحتها عن توجيهات أعطيت إلى كوادر quot;التيار الوطني الحرquot; لقطع بعض الطرق والساحات المفصلية بتجمعات بشرية. وعرف من أماكن التجمع المقررة الطريق السريع بين بيروت وكسروان قبالة quot;الضبية ماريناquot; لمنع المتوجهين إلى العاصمة من الوصول إليها صباحاً، في حين تقرر أن يتولى أنصار quot;تيار المردةquot; الذي يترأسه النائب السابق سليمان فرنجية قطع الطريق في كفرحزير ndash; الكورة شمالاً عند المفترق المؤدي إلى قضاء بشري وإلى عاصمة الشمال طرابلس.
وظهر quot;التيار العونيquot; محاصراً سياسياً واقتصادياً وبالمزاج العام في خياره الذي لا يلقى تجاوباً مماثلاً للموجة التي حملت لائحتيه الإنتخابيتين إلى الفوز بكل مقاعد دائرتي المتن الشمالي وكسروان- جبيل في الإنتخابات النيابية، فهو استبعد تحريك تظاهرات في منطقة بعبدا باعتبار أنها معقل للجيش اللبناني وفي منطقة المتن الشمالي أدى تحالفه مع quot;حزب اللهquot; واغتيال الوزير بيار الجميّل إلى صعود قوي في شعبية الرئيس السابق أمين الجميّل وحزبه الكتائب وسط بيئة غير ملتزمة سياسيا في معظمها وتحدد اتجاهاتها وفق ظروف اللحظة الراهنة. أما في المدن الرئيسة مثل زحلة وجونية وجبيل والبترون في الشمال فالتقديرات تشير إلى أن المتجاوبين مع دعوة عون لن يتجاوزوا في الأحوال الطبيعية 15 في المئة. إلا أن تلويحه بأن من يريدون التوجه إلى العمل قد لا يتمكنون من الوصول إليه ، وقول حليفه فرنجية إن من يغادر منزله قد لا يستطيع العودة إليه حمل العديد من إدارات المدارس إلى تبليغ الأهالي أنها تفتح أبوابها للتلاميذ كالعادة ولكن على مسؤوليتهم، كذلك لن تسير الحافلات التي تقلهم من المنازل وإليها لأنها لا تضمن ما يحتمل أن يحصل على الطرق.
وكانت سرت أخبار منذ أمس الأحد مفادها أن أنصار حزبي الكتائب وquot;القوات اللبنانيةquot; لن يدعوا مؤيدي عون يقفلون الطرق بالقوة إذا لم تمنعهم عن ذلك وحدات الجيش وقوى الأمن، لكن مصادر في 14 آذار/ مارس أكدت أن التعليمات إلى أنصارها في كل المناطق تقضي بمعالجة الوضع بهدوء وترك المسألة على همة الجيش وقوى الأمن التي يفترض أن تنشر في الشوارع والساحات الرئيسة بدءاً من مساء اليوم.
وقد أطلق نائب جعجع ، عضو البرلمان جورج عدوان quot;صرخةquot; عبر تلفزيون quot;المؤسسة اللبنانية للإرسالquot; صباح اليوم الإثنين حذر فيها من صدامات تبدو حتمية الثلاثاء إذا ما استمرت الأجواء على ما هي.
وإزاء تصاعد المخاوف، أصدرت أمانة سر البطريركية المارونية بياناً ذكّر بأن الإضراب وعدم المشاركة في الإضراب عملان مشروعان بشرط ألا يعتدي طرف على آخر . ودعت قوى الأمن إلى الحفاظ على الأمن وحضت جميع الأفرقاء على الوعي ، وقالت إن quot;الفتنة نائمة فلا توقظوهاquot;.
واللافتأن ثمة سرعتين أو برنامجين في قوى المعارضة ، ففي حين قضت توجيهات quot;حزب اللهquot; وحركة quot;أملquot; إلى أنصارهما بالإضراب فحسب، كانت التوجيهات إلى أنصار عون وفرنجية بالنزول إلى الشارع والتظاهر. ووصف قريبون من النائب عون هذه الظاهرة بأنها دليل على استقلاليته وعدم صحة الإتهامات التي يسوقها خصومه ضده بالتبعية لquot;حزب اللهquot;.
التعليقات