كلام شديد اللهجة يقابله استخفاف ولا مبالاة
المعارضة اللبنانية تهدد والحكومة لا تصدقها
محاولة يائسة لجمع الموارنة حول حل للرئاسة السنيورة: نريد علاقات على أساس الإحترام مع إيران اسهم نارية في بيروت اثر استقالة حالوتس
إيلي الحاج من بيروت: يكرر قادة quot;حزب اللهquot; وحلفاؤه يومياً منذ مدة أنهم في صدد التحضير لتحرك تصعيدي كبير ومفاجىء ومختلف نوعياً في التعبير عن معارضتهم لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وذلك قبل انعقاد مؤتمر باريس- 3 لدعم لبنان اقتصادياً في 27 من هذا الشهر، ليكون صوت المعارضة مسموعاً داخل المؤتمر. ويكتفون بالقول إن التحرك سيكون محصورا في العاصمة بيروت، لكنهم لايقدمون تفاصيل ولايعلقون نفيا او تأكيدا على ما يشاع عن توجه إلى اقفال طرق حيوية لشل المطار والمرفأ والحركة العامة، او لعرقلة سفرالرئيس السنيورة الى باريس.
إلا أن تحذيرات الحزب وحلفائه الشديد ة اللهجة، تقابلها الحكومة وقوى الغالبية باللامبالاة والإستخفاف وعدم أخذ التحرك المزمع تنفيذه على محمل الجد، ويتعامل فريق الحكومة مع quot;التصعيد المقبلquot; باعتباره مجرد تهويل، ومع المعارضة بأنها فقدت صدقيتها، وأن أفعالها وتحركاتها المحدودة فعلياً لم تعد متطابقة ومنسجمة مع تهديداتها وأقوالها الكبيرة.
وترى مصادر معارضة في رد الفعل هذا استفزازاً ينطوي على خطأ في التقدير السياسي لقدرة الحزب وحلفائه سياسياً وشعبياً ولعامل الوقت. وتتهم قوى الغالبية بأنها تستند إلى الدعم الخارجي العربي والغربي وتكتفي وتستقوي به. كذلك تعتمد سياسة كسب الوقت والانتظار حتى حلول موعد انتخابات رئاسة الجمهورية في أيلول /سبتمبر المقبل، التي يُنظر اليها على انها الاستحقاق المفصلي والمدخل الطبيعي الى مرحلة سياسية جديدة في لبنان.
وفي الواقع يتعاطى أركان الغالبية مع الاستحقاق الرئاسي باعتباره مفتوحاًعلى احتمالين: إما ان تجري الانتخابات الرئاسية وتكون للغالبية القدرة على التحكم في مجرياتها ونتائجها، وإما ان يتعذر اجراؤها بسبب الانقسام الحاد وتعذر التوافق على رئيس جديد او لأي سبب آخر، مما يؤدي حكما الى ان يتسلم مجلس الوزراء الحكم مجتمعا وتنتقل صلاحيات الرئاسة اليه.
وفي الموازاة تراهن الغالبية على عامل الوقت، استنادا الى نتائج الجولة الأولى من المواجهة التي أظهرت quot;تماسكquot; قوى 14 آذار/مارس وثبات الحكومة والدعم الدولي لها، في مقابل quot;ارتباكquot; المعارضة وترددها وتباين التوجهات داخلها.
وفي اعتقاد اوساط المعارضة ان الأكثرية تراهن على تفكك قوى المعارضة وتراجع الزخم الشعبي في تحركها، وانها باشرت فعلا خطة او حربا سياسية اعلامية في اتجاه احداث شرخ في العلاقة بين الطرفين الشيعي والمسيحي فيها ، أي quot;حزب اللهquot; وquot;التيار العونيquot; بعدما فقدت الأمل في احداث مثل هذا الشرخ بين الرئيس نبيه بري والحزب وأقلعت عن رهانها على الرئيس بري وتمايزه.
وتضيف أن خطة الغالبية تقضي بالتركيز على تراجع في شعبية الجنرال ميشال عون بسبب تحالفه مع الحزب الشيعي، وعن ملل أصاب جمهوره وجعله يسأم لعبة الانتظار والمراوحة، وهذا النمط من التحرك الذي لا يعطي نتيجة. وكذلك الحديث عن خلافات بين قوى المعارضة حول الخطوات المقبلة ومداها ،الى حد تصوير ان هناك توجهين وان حزب الله وحرآة أمل يعملان على ضبط ولجم اندفاعة حلفائهما. فضلاً عن زرع الشكوك لدى الطرف المسيحي في المعارضة ، أي الجنرال عون والنائب السابق سليمان فرنجية، ازاء الاتصالات التي ترعاها السعودية وتحصرها على صعيد المعارضة برئيس مجلس النواب وحركة quot;أملquot; نبيه بري وقيادة quot;حزب اللهquot;.
ويعترف قادة quot;حزب اللهquot; وحلفاؤه بأن ارتباك الطرف السني في المعارضة كان من أسباب التعثر في الجولة الأولى من التصعيد ، وبأن الإرتباك في وضع الطرف المسيحي من المعارضة يستدعي استعجال الجولة الثانية منه. ويبدي هؤلاء القادة استعدادا وجهوزية لخوض مرحلة جديدة من المواجهة في الشارع من أجل احداث quot;صدمةquot; ، على أمل أن تدفع الغالبية الى مراجعة حساباتها وتفتح الأفق السياسي أمام الوضع ا لداخلي المقفل الذي زادته التطورات الإقليمية الأخيرة توترا وتعقيدا.
التعليقات