quot;إيلافquot; على كرسي الاعتراف 6
مصارحة القراء بمتاعب التحرير
quot;ديسكquot; تحرير إيلاف:ضمن المراجعة الذاتية التي تجريها إيلاف لأخطاء العام المنصرم يتواصل الحديث عن التجربة داخل التحرير من خلال شهادات واعترافات العاملين في الديسك المركزي او المراسلين المتصلين بهذا القسم.
وتبدأ هذه الشهادات بما كتبه بشار دراغمة من مجموعة الديسك والمقيم في رام الله في الاراضي المحتلة تحت عنوان .. لحظات مع ديسك التحرير حيث يقول :
فإيلاف عملت وتعمل بجهد دون ملل أو كلل على خلق صدى للأحداث متسلحة بالموضوعية والمصداقية والحيادية، لتحول ذبذبات الوقائع إلى حقائق متكاملة تقدمها لمتصفحها بكل أمانة، وإزاء كل ذلك كان لابد من الخطأ، فمن لا يعمل هو فقط من لا يخطأ.
ولأن العمل متواصل على مدار الساعة، ولأن السرعة في مجاراة الأحداث تغرر بالمحرر أحيانا، ليكون ماكينة تسابق صدى الكلمات. يكون الخطأ متاحا، لكن الذاكرة تسجله كشريط سينمائي، لتتداركه في المرات القادمة.
في quot;ديسكquot; تحرير إيلاف، يعمل كل منا ثماني ساعات يوميا، ورفيقنا في ذلك الوقت هو جهاز الحاسوب وما يحويه من أخبار المراسلين ووكالات الأنباء، ومتابعات مستمرة لكل حدث في العالم، وقد يعتقد البعض أن محرري إيلاف يعملون في مكاتب متلاصقة، ويتشاورون مباشرة في ما بينهم، لكن إيلاف، تميزت حتى في طريقة عملها، فتوزع محرروها على بلدان عدة من العالم ولا يربطهم سوى الانتماء إلى إيلاف وquot;المسنجرquot; الذي يتم التنسيق من خلاله بشكل مباشر. حتى أن الاجتماع اليومي يعقد أيضا لجميع العاملين في إيلاف من خلال الآلية نفسها.
وربما طريقة التواصل هذه التي تميزت بها إيلاف عن بقية زميلاتها الإلكترونية والورقية، هي التي خلقت لغة جديدة لها على قياسها فكانت لغة دون علامات استفهام. في ظل ذلك، وأتحدث هنا عن تجربتي الشخصية quot;كان الأمر صعبا في البدايةquot; فلم أتصور أن يتم التواصل بهذا التناغم عبر quot;المسنجرquot; إلى أن أيقنت لاحقا أن quot;لا مستحيل أمام إيلافquot;.
نعم كنا نخطئ، وأحيانا تأتي الكلمات غير مفهومة عبر المسنجر ، لكن هناك دائما من هو حاضر للإجابة إلكترونيا عن أي استفسار. لدرجة أن التدريب على نظام إيلاف الإلكتروني تم أيضا عبر quot;المسنجرquot;.
عند كل استفسار كنت أرسله كنت أنتظر أن تأتي الأجوبة. فتأتيني وربما تكون متبوعة بعلامات تعجب، وربما بعلامات إعجاب.
لا شك، كان اختيار خبر ما للنشر أمر صعب في البداية، وربما كان الأصعب تقدير مكان نشره، لكن هي أيام فقط حتى سارت الأمور كما يجب بتوجيهات المسؤولين والزملاء.
وربما حتى اليوم نخطئ أنا والزملاء في quot;ديسك التحريرquot; في تقدير أهمية خبر ما، فننشره في مكان ما على الصفحة، ليكون هناك تدخل إلكتروني مباشر من الأستاذ عثمان العمير ناشر إيلاف، المتابع لها لحظة بلحظة فيدعونا للاهتمام بذلك الخبر ونقله إلى الأخبار الرئيسة نظرا لأهميته بالنسبة إلى القارئ. وربما أيضا ننشر خبرا يكون اهتمام القراء به أكثر من الاهتمام الذي منحناه لذلك الخبر، وحدث كذلك أن نشرت أخبار في غير الأقسام المخصصة لها.
وأحيانا كان هناك لبس في تقديم بعض المواد - على سبيل المثال - المعلومات الثانوية تتقدم على المعلومات الرئيسة، وأيضا كان هناك أخطاء مثلاً كتابة الأسماء الأجنبية بأكثر من شكل في الخبر نفسه، على سبيل المثال، يكتب في الخبر نفسه، أميركا وأميركا، ولذلك يضاف أن بعض الأخبار الكبيرة نسبياً كانت تنشر بلا عناوين فرعية، وهو ما يصعب عملية متابعتها من القارئ.
إلى جانب ذلك، بعض الأخبار كانت تتضمن حشواً من المعلومات الزائدة، وبعضها الآخر لا يتضمن معلومات كافية، ويعزى ذلك لما قد يحدث من سهو في التنسيق بين ما ينقله المراسل ووكالات الأنباء في الوقت ذاته، وهو ما جعل بعض الأخبار أحياناً تتضمن معلومات مكررة. ولا يمكن إخفاء بعض الهفوات في إطلاق صفات على شخصيات عادية، مثل الشيخ والسيد والسمو وصاحب الجلالة.
وأحيانا كنا نفاجأ بأخبار تصلنا من بعض المراسلين ينسبون فيها أخبارهم إلى مصادر مجهولة، بينما لا يكون الخبر quot;قنبلة نوويةquot; وأبسط قواعده ذكر المصدر، وربما نسأل أحيانا المراسل عن سبب عدم ذكر المصدر فيجيب أنه يخشى على quot;أمنه الشخصيquot;. لكن ربما الحقيقة أنه خبره quot;غير آمن لكي ينشر في إيلافquot; فنتجنب النشر بعدما يثبت لنا عدم صحة الخبر.
بينما تصل لبريد المراسلين بين الحين والآخر مواد أخرى بعناوين مضحكة لا تصلح إلا أن تكون quot;نكتاquot; لا أكثر وليست أخبارا وقصصا صحافية في إيلاف.
وربما كانت الأخطاء أكثر لكن الذاكرة عجزت عن التسجيل.
أما الزميل أسامة مهدي من لندن فيعتبر في شهادته ان الاخطاء امر طبيعي في أي وسيلة اعلامية تستقطب مئات الاف القراء يوميا كإيلاف غير ان ما يطمئن إلى مسيرتها الحاضرة والمستقبلية هو الرغبة في مراجعة الاداء باستمرار من اجل التطور وتجاوز الاخطاء وصولا لما يرضي النفس اولا ثم الاخرين، ويقول:
تشكل إيلاف صحيفة جامعة بكل ماتعنيه هذه الكلمة من تنوع شامل ولا اعتقد ان قارئا مهما اختلفت رغباته وتطلعاته للمعرفة في اي واحد من حقول المعرفة التي يرغب في الاطلاع عليها والاستفادة منها لايجد في إيلاف ضالته.
وعلى امتداد مساحات التغطية الاخبارية فإن بعض المناطق العربية لم تحظ بعد بالتغطيات المطلوبة وخاصة في اقطار المغرب العربي . واذا كانت التغطيات الحاصلة للساحتين الجزائرية والمغربية قد تنشطت مؤخرا الا انها تظل بحاجة الى نقل هذا الاهتمام الى البلدان الثلاثة الاخرى تونس وليبيا وموريتانيا .. فبالكاد تتم متابعة مايجري في البلدين الاخيرين وحيث الاحداث فيهما مثيرة بحسب ما اعتقد لطبيعة انظمتهما وعلاقاتهما الخارجية وخاصة موريتانيا التي لانقرأ عنها كثيرا وهي بحاجة لكشف الستار عن الكثير من التحولات الحاصلة فيها .
وهذا الامر ينطبق على السودان الذي تتصدر اخباره اجهزة الاعلام العربية والدولية لطبيعة العلاقات التي تربط بين ابنائه وقواهم الداخلية من جهة وبين نظامها والعالم الخارجي في ظل ازمة دارفور القديمة الجديدة . ثم هناك الامم المتحدة كمنظمة دولية جامعة يتقرر فيها مصير الكثير من القضايا الحساسة في العالم ما يستوجب المتابعة والتحليل والتوقع .
وفي منطقة المشرق العربي فاذا كانت التغطيات تكاد ان تكون مقنعة ومواظبة الا ان بعض بلدان الخليج مثل عمان واليمن بحاجة الى تنشيط اخباري اكثر .
وقد كان مهما ان تقدم ايلاف على الاهتمام مؤخرا بالاحداث الفرنسية والباكستانية والايرانية وتغطياتها لكنه من المهم الالتفات الى تركيا ايضا .
اجد كذلك ان متابعة الصحافة الدولية خاصة الاميركية والبريطانية والفرنسية لم تتماش بعد مع التغطيات السريعة للاحداث التي تقوم بها ايلاف فان هناك ما ينشر في هذه الصحف على جميع الاصعدة ما يستحق الملاحقة والتصدي باستمرار والترجمة السريعة لنشر ماهو عاجل وملح منها .
واذا اعترفنا بوقوع اخطاء مطبعية تكاد تكون مزعجة في بعض الاحيان فإنه لابد من الاهتمام بصياغة الاخبار وحسن تحريرها قبل تقديمها وجبة شهية لقراء ومتابعي ايلاف .
ومن المهم ايضا بذل جهود لاعادة كتابة بعض الاخبار التي تكون ضعيفة في صياغتها .. وكذا ملاحظة ان الكثير من التقارير لاتشير الى مصادرها والاخبار الى وقت حدوثها وهذان ركنان اساسيان من اركان المادة الصحافية الخمسة اذا غاب احدها تخلخل توازنها .
واذا كانت لنا نحن العاملين في إيلاف ملاحظات فإنه من المهم ايضا الاستماع الى الطرف الاخر المتلقي لها . لقد وجدت 4 ملاحظات تتكرر على ألسنة قرائنا الذين نلتقيهم وهي ملاحظات فيها ما يستحق المعالجة بشكل جدي.
اول هذه الملاحظات هو سرعة تغيير الاخبار وبشكل لايتمكن الكثير من القراء من ملاحقتها باستمرار وأنهم حين يبلغون بنشر تقرير مهم فانهم يحاولون بعد رفعه من الصفحة الاولى العثور عليه من دون جدوى وخاصة الاخبار التي تنشر رئيسة. وثانيها ما يتعلق بما ينشر من تعليقات على الموضوعات فالكثير يرى فيها قسوة وتجنيا وعدم موضوعية والكثير منها يأخذ طابعا شخصيا وحيث ان معظم كاتبيها يتخفون وراء اسماء مستعارة تفقد التعليقات مصداقيتها . ثم هناك الشكوى من ارشيف ايلاف حيث القراء يقولون إنهم يعجزون في كثير من الاحيان عن العثور على مادة مطلوبة . وفي ما يخص الملاحظة الرابعة فإنها تتعلق بالصور الصغيرة التي تنشر الى جانب الكثير من المواد على الصفحة الاولى فانها بالكاد يمكن التعرف عإلى تفاصيلها لصغر حجمها ويقولون ان الكثير من الجرائد الالكترونية المشابهة فيها خدمة يتمنون لو تقدمها ايلاف وهي تكبير الصور الصغيرة بمجرد الضغط عليها .
لكنه رغم ذلك استطاعت ايلاف ان تكون حقا رائدة في حقل الصحافة الالكترونية حاول الكثيرون منافستها فلم يستطيعوا المطاولة ورفعوا الراية البيضاء .. فظلت جرائدهم او مواقعهم الالكترونية نسخا تريد ان تكون حتى شبيهة لكنه من المعروف ان التقليد يفتقد للبريق المطلوب دوما.
وتبدو سلوى اللوباني اكثر تحديدا من باقي زملائها وهي تعترف بالاخطاء وتفصل في الملاحظات التي جاءتquot; مفقطة ومنقطةquot; كما لو كانت تقريرا لجهة استخباراتية فتقول بشكل عام:
bull;اصبح الموقع بطيئا جدا عند الدخول عليه. في السابق كان اسرع من ذلك بكثير.
bull;لا يزال موقع ايلاف مهما ومقروءا الا اننا كنا اكثر نشاطا في السابق، عدد المراسلين اقل من السابق وحتى موضوعاتنا اقل من السابق.
bull;لا ادري اذا كان علينا كصحافيين ان ننشر أي خبر او موضوع يرسل لنا كبيان صحافي، هناك بعض الاخبار (في نظري على الاقل) لا تستحق النشر ولا حتى تعتبر سبقا صحافيا.
وبالنسبة إلى تعليقات القراء: اصبحت بعيدة نوعا ما عن الموضوع او المقال المنشور، تعليقات بين القراء انفسهم. واحيانا نشعر وكأننا في جلسة صباحية على القهوة بسبب بعض التعليقات. يجب ان نختار التعليقات المهمة والموضوعية المتعلقة بالموضوع المنشور.
وتنتقد سلوى التقارير السياسية، وتقول كنا متميزين بتقاريرنا السياسية في السابق، بدليل ان كثيرا من الحكومات العربية كانت تهتم بقراءتها اما الان اصبحت تقاريرنا نوعا ما شبيهة بتقارير الصحف الحكومية.وتعتبر سلوى ان مختارات فقدت جاذبيتها بعد ان كانت الموضوعات التي توضع في هذا القسم جذابة ولكن مؤخرا لم يعد هناك اختيار صحيح لما يوضع في هذا القسم. بمعنى أنّهاحيانا هناك موضوعات تستحق ان تنشر في هذا القسم الا انها لا تأخذ اهتماما منا.وعن جريدة الجرائد تقول كنا ننشر موضوعا اسبوعيا المضحك المبكي. كان رائعا. لا ادري لماذا توقف؟ وتتمنى سلوى اللوباني في ملاحظاتها على كتاب ايلاف ان يكتبوا موضوعات تمس حياتنا اليومية بشكل مبسط بعيدا عن التعقيدات الفكرية والمصطلحات الكبيرة. وان يكون هناك نوع من التنويع في الموضوعات لان اكثرها سياسة ومللنا من السياسة. وعن صفحة الشباب تقول انها لا تزال بحاجة الى اهتمام اكثر وتطالب اضافة الى الموضوعات التي ننشرها بالتواصل مع هيئات او جمعيات معنية بمجال الشباب لتزودنا باخبار الشباب ومشاكلهم او نشاطاتهم حتى نفتح افاقا جديدة لشباب ايلاف.وكان للفن نصيب في ملاحظات وتعليقات سلوى حيث تقول نحن بحاجة الى تقارير بين فترة واخرى عن فنانين كبار (لا اقصد سنا). حتى لو لم يكن لديهم اخبار جديدة. عند مزج القديم بالجديد يصبح هناك نوع من الثراء في القسم. على سبيل المثال فنان مثل ملحم بركات لماذا لا يقوم احد مراسلينا بكتابة تقرير عن اهم محطات حياته الفنية. او تقرير عن ممثلة. ولا تتورع سلوى اللوباني عن تجاوز الخط الاحمر عندما تتساءل لماذا لا ينشر عثمان العمير مقالا اسبوعيا عن أي موضوع. فمشاركته تدل القراء على اهتمامه ووجوده فعليا معنا ومعهم.وتعيد اللوباني الى الذاكرة باب تجربة الذي يقدم احد المثقفين فيه تجربة معينة في حياته وتتساءل لماذا توقفنا و لماذا لا نطبق الفكرة على جميع الشخصيات العامة وليس فقط المثقفين او الكتاب. اسبوعيا ننشر تجربة او موقفا او حدثا حدث مع شخصية عامة. تجربة قديمة او حديثة سعيدة او حزينة. شخصيات مثل رئيس تحرير جريدة، ناشر، رجل اعمال، فنان، سياسي، رياضي..الخ.
التعليقات