إيلاف: تمنع إسرائيل أهالي الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في حرب لبنان الثانية من الكتابة على قبورهم بأنهم قتلوا في الحرب. وإنما السماح لهم بالكتابة quot;قتلوا في معركةquot;.
وتقول صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن أهالي الجنود يطالبون وزارة الدفاع السماح لهم بالكتابة على شواهد أبنائهم أنهم سقطوا في حرب. أما الكتابة الحالية التي تقول أن الجنود quot;سقطوا في معركة في لبنانquot; فإنها تخدم بزعم الأهالي سياسة الحكومة في عدم الإعلان عن حرب لاعتبارات سياسية داخلية واقتصادية.
وسيقرر المجلس الجماهيري لتخليد الجندي قريبا إذا سيوصي الوزير عمير بيرتس بتغيير الكتابة على القبور بأثر رجعي. وذلك لان المقابر العسكرية تنتهج قواعد كتابة موحدة على القبور والتي تقررها وحدة تخليد الجندي في وزارة الدفاع، وهي الهيئة التي تقرر كيف سيخلد الجنود.
وُعقدت مشاورات بعد أيام معدودة من بداية الحرب بمشاركة ممثلي وزارة الدفاع، والجيش الإسرائيلي.
ويقول مدير عام يد للأبناء موطي شليف، الذي حضر الجلسة، أنه لم يكن واضحا على الإطلاق للمشاركين في الجلسة بان الحديث يدور عن حرب. وحسب اقواله، quot;كان اقتراح بان يكتب quot;قُتل في عمليات ميدانيةquot;، ولكن في النهاية تقرر quot;سقط في معركة في جنوب لبنانquot; والتي بدت جملة أكثر بطوليةquot;. ومنذ اندلاع الحرب وحتى وقف النار قتل 117 جنديا.
وبعد شهر من نهاية الحرب أثارت الكتابة انتباه البروفيسور يوسي كاتس، الجغرافي من جامعة بار ايلان، الذي كان يعنى بجمع مادة لكتابة كتاب عن تاريخ الشاهد العسكري. يقول:quot;ظننتُ أن من الغريب ألا يكون هناك أي ذكر للحرب. أثرت ذلك أمام رئيس وحدة تخليد الجندي الذي قال لي انه سيطرح الأمر على وزير الدفاعquot;.
لكن توجه كاتس لم يُجدِ نفعا، ولكن مؤخرا انضم إليه عدد من أهالي الجنود وعلى رأسهم موشيه موسكول، والد الجندي رفنال موسكول. وبزعم موسكول، يدور الحديث عن جزء من محاولة شاملة للهيئة العسكرية والسياسية لكبت الحرب عن الذاكرة العامة.
وبالمقابل فان عطارة كوخافا، والدة الجندي ران كوخافا قالت لصحيفة quot;هآرتسquot; أنها تعارض تدخل الأهالي في قرارات وزارة الدفاع. وحسب أقوالها فان quot;ما هو دارج يبدو لنا صحيحا. لا يوجد لدينا أي داع للتدخل في هذه الأمورquot;.
أما سيرجيو شاينبروم، والد الجندي ينيف شاينبروم، فقال انه quot;إذا كان هناك أب أو أم يريد أن يُكتب quot;حرب لبنان الثانيةquot; فينبغي احترام ذلكquot;.
وقبل نحو أسبوعين، في آخر لقاء بين مجموعة من أهالي الجنود القتلى وبيرتس، وعد وزير الدفاع بأنه حتى يوم الاستقلال القريب القادم سيتم اختيار اسم رسمي للحرب.
وفي هذه الأيام تنكب لجنة برئاسة اللواء يشاي بار، رئيس المحكمة العسكرية للاستئناف، على ايجاد اسم. وطرحت أمام اللجنة عدة اقتراحات. حسب أحدهما، كل القتلى منذ نهاية حرب سلامة الجليل في 1985 سيدخلون تحت اسم واحد مثل quot;الصراع ضد حزب اللهquot;.