خلف خلف من رام الله: اظهر بحث أكاديمي إسرائيلي تم إجراؤه بعد شهر من وقوع حرب لبنان الثانية أن 33% من المواطنين في شمال إسرائيل ما زالوا يعانون من الأعراض النفسية والصدمة. وأظهر البحث الذي نشرت نتائجه مؤخراً أن 85% من السكان العرب في داخل إسرائيل لم يغادروا منازلهم وأماكن إقامتهم التي تعرضت لقصف صورايخ الكاتيوشا خلال فترة الحرب، فيما هرب 67% من الإسرائيليين في شمال إسرائيل إلى منطقة الوسط والجنوب بحثا عن مكان آمن.
وقد اعد هذا البحث المركز الإسرائيلي لحالات الطوارئ بالتعاون مع كلية تل حاي وبإشراف طاقم الباحثين برئاسة البروفيسور مولي لاهد، والدكتورة ميري شاحم، وشمل البحث عينة مكونة 300 شخص من المواطنين اليهود والعرب وتم استجوابهم بواسطة الهاتف. وبينت النتائج أنه مقابل 26% من اليهود يعاني 41% من المواطنين العرب من أعراض نفسية وآثار الصدمة، سيما الأطفال منهم حيث يعاني 54% من الأطفال العرب مقابل 18% من الأطفال اليهود، وتظهر هذه الأعراض على شكل خوف وأرق وقلق دائم، وخوف من أصوات الانفجارات وفقدان القدرة على التركيز وعدم التأقلم في مكان العمل.
ونقلت صحيفة كل العرب الأسبوعية الصادرة في داخل إسرائيل عن الباحثة شاحم أشارتها إلى أنها تعزو أسباب إصابة المواطنين العرب بالصدمة والاضطرابات النفسية إلى عدم توقعهم لان تتعرض بلداتهم للقصف، وعدم توفر أماكن آمنة يلتجئون إليها في حال سقوط صواريخ كاتيوشا.
ومن الأسباب الأخرى هي انكشافهم الواسع لوسائل الأعلام العربية، بحيث أنهم كانوا يفهمون ما يقال خلال نشرات الأخبار، وفهمهم لما تخطط له المقاومة اللبنانية. وحسب استنتاج شاحم فان أسباب بقاء المواطنين العرب في اماكن سكناهم رغم القصف تعود إلى الإطار العائلي المتماسك وعدم قدرة الفرد الابتعاد عن هذا الإطار لفترة طويلة. ومن الاستنتاجات التي خلص إليها البحث ايضا هو انه نتيجة عدم إخلاء المواطنين العرب لاماكن سكناهم يتطلب من قيادة الدفاع المدني والسلطات المحلية التأهب لحالات مماثلة، وتوفير الخدمات المناسبة لان عدم الجاهزية قد يضر بالجبهة الداخلية لدولة إسرائيل بأكملها وليس فقط بالمواطنين العرب.