الثلاثاء 19 ديسمبر2006
القدس - وديع عواودة
على الرغم من الرفض ldquo;الإسرائيليrdquo; الرسمي لها، تواصل التصريحات السورية الداعية لاستئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة تأجيج النقاشات الداخلية في أوساط السياسة والأمن والاعلام في الكيان. وبعد دعوات سياسيين في اليسار والوسط للاستجابة لنداءات دمشق، وجهت صحيفتا ldquo;يديعوت أحرونوتrdquo; وrdquo;هآرتسrdquo; أمس انتقادات لرئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزارته بسبب الموقف من سوريا.
وكتبت ldquo;هآرتسrdquo; أن هناك أهمية عليا لموقف الولايات المتحدة بالنسبة لrdquo;إسرائيلrdquo; التي تضع حكومتها المشروع النووي الإيراني في مقدمة أولوياتها لكن المشكلة أن التحدي السوري يبدو مختلفا في واشنطن عنه في تل أبيب.
وأضافت انه في وسع أمريكا أن تخاطر وتتعرض لمخاطر التوتر مع سوريا من دون أن تسدد ثمناً باهظاً، أما الجواب ldquo;لاrdquo; لإمكانية تسوية مع سوريا فيعني بالنسبة لrdquo;إسرائيلrdquo; أن المغامرة والمخاطرة في دخول حرب أفضل من التنازل عن الجولان.
واستذكرت الصحيفة أن رئيسة الوزراء السابقة جولدا مائير قامت بمغامرة مشابهة في 1973 عندما صدت رسائل سلمية للرئيس المصري الراحل أنور السادات، ووقتذاك أيضا استندت إلى البيت الأبيض الذي سلّم بحالة من الجمود السياسي في الشرق الأوسط لاعتبارات الحرب الباردة، وكانت النتيجة أن تورطت ldquo;إسرائيلrdquo; بحرب كبدتها خسائر مروعة اضطرت في نهايتها الى إعادة سيناء بكاملها.
ومن دون أن تبدي موقفها حيال مصير الجولان المحتل، أكدت الصحيفة على أهمية إيجاد العملية الدبلوماسية مع سوريا، بدلاً من انتظار انفجار.
وتحت عنوان ldquo;الهروب الكبيرrdquo; وجهت صحيفة ldquo;يديعوت أحرونوتrdquo; انتقادات لاذعة للحكومة ldquo;الإسرائيليةrdquo; لتهربها من المبادرة السورية والإبقاء على سياسة ldquo;اجلس ولا تفعل شيئاًrdquo; اقتداء بسياسة رئيس الوزراء الأسبق اسحاق شامير، ولفتت إلى أن القيادة ldquo;الإسرائيليةrdquo; الحالية ضعيفة، وتتحرك في خدمة الإدارة الأمريكية.
وفي حديث للإذاعة العامة، قال الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي غيورا أيليند أمس إن هناك تماثلا بين مواقف ومصالح الإدارة الأمريكية وrdquo;الإسرائيليةrdquo; في رفض المقترحات السورية، وعلل رفضه التفاوض مع دمشق بالإشارة إلى أن التهديد الإيراني لن يتأثر من التوصل الى اتفاق مع سوريا التي اعتبرها ملحقة بطهران، وبأن الاتفاق المذكور سيصعب التفاوض مع الفلسطينيين.
وقال المحاضر في العلوم السياسية في جامعة القدس الدكتور محمود محارب لrdquo;الخليجrdquo; إن تكثيف سوريا دعواتها السلمية سيزيد النقاش الداخلي في ldquo;إسرائيلrdquo; وسيخدم دمشق نفسها في نقاشاتها مع البلدان العربية ldquo;المعتدلةrdquo;، وسيحرج ldquo;إسرائيلrdquo; وأوروبا وأمريكا، وأضاف ldquo;للمرة الأولى في تاريخ الصراع، تطالب دولة عربية صراحة بالتفاوض مع ldquo;إسرائيلrdquo; فيما ترفض الأخيرة ذلكrdquo;.
التعليقات