أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: نصح تنظيم القاعدة المدنيين في المغرب العربي بالابتعاد عن الأماكن المحتمل استهدافها، دون تحديد طبيعة هذه الأماكن، واكتفى بالاشارة الى أنه يوجد فيها quot;أعداء الله من الكفرةquot;.

وطالب المسؤول المالي في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهي التسيمة الجديدة للجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، في تسجيل صوتي بث، اليوم، على شبكة الإنترنت، سكان الجزائر، وكافة المدنيين في دول المغرب العربي بالابتعاد عن الأماكن المحتمل استهدافها، وخصوصا تلك التي يوجد فيها quot;أعداء الله من الكفرةquot;. وقالت المتحدث باسم التنظيم، ويدعى أبو عبد الله، إن القاعدة مسؤولة عن تفجيرات الجزائر التي راح ضحيتها عدد من أفراد الدرك شرق البلاد.

وتقول السلطات المغاربية إن القاعدة تنشط منذ سنوات في بلدان المغرب العربي، وأنها مسؤولة عن العديد من العمليات التي استهدفت جنودا ومدنيين في دول الإتحاد.
وتنشط الأجهزة الأمنية في الدول المغاربية لوضع حد لهجمات القاعدة وتجفيف منابعها من خلال التنسيق المشترك وتبادل المعلومات ومتابعة عناصرها.وتعيش عدد من المدن الكبرى والمناطق الحيوية في المغرب حالة تأهب أمني رفعت فيها اليقظة والحذر إلى الدرجة المتوسطة، كما صدرت تعليمات بالتحقق، بشكل دقيق، من هوية كل من يلج الدوائر الأمنية مع المطالبة بمنع وقوف أي سيارة مدنية بجانب هذه المرافق.

وتنكب مصالح الأمن، حسب ما أكدته مصادر مطلعة، على تجميع معلومات تخص أكثر من 40 شخصا يشتبه في ارتباطهم بتنظيمات إرهابية، ضمنهم مبحوث عنهم في اعتداءات 16 ماي الإرهابية، التي كانت استهدفت البيضاء.

وأصدرت المصالح الأمنية المغربية، منذ أكثر من أسبوعين، مذكرات بحث على الصعيد الوطني بحق 40 شخصا، تحرر في حقهم لأول مرة مذكرات بحث، فيما جرى تحرير مذكرات بحث أخرى في حق ثمانية أشخاص يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة، ويعتقد أنهم يعتزمون القيام باعتداءات إرهابية في البلاد.

وعملت المصالح الأمنية المختصة على توزيع صور المذكرات، التي تضم صور المبحوث عنهم وبعض المعلومات الشخصية المتعلقة بهم، على جميع النقط الحدودية الخاضعة للمراقبة، وعلى رأسها المطارات والموانئ.

وتواصل مختلف الأجهزة بحثها الحثيث عن ستة مبحوث عنهم يشتبه في ارتباطهما بجماعات إرهابية، ويتعلق الأمر بكل من محمد بقالي ومحمد أغبالو، والشكاني، المعروف باسم quot;يوسفquot;، وعبد الهالي الشايري المعروف باسم quot;البشيرquot;، وبلهاشمي محمد رضا، وحمام بلال، الذين نشرت مصالح الأمن صورهم، وأهابت بكل شخص يتوفر على معلومات أو يعلم بالمكان، الذي يمكن أن يختبئ فيه المبحوث عنهما، أن يسارع إلى إخبار السلطات الإدارية، أو أقرب مركز لمصالح الأمن (الدرك الملكي والأمن الوطني).

وكان شكيب بنموسى، وزير الداخلية المغربي، حذر من أن المجموعة السلفية الجزائرية تحاول توسيع دائرة تأثيرها في منطقة المغرب العربي، من خلال عمليات الشحن الإيديولوجي والتنسيق بين المجموعات الإرهابية المحلية.

وقال المسؤول الحكومي، في حديث لصحيفة quot;إيل باييسquot; الإسبانية نشرته الأحد، إن quot;تغيير إسم هذه المنظمة الإرهابية إلى (تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي) يدل على أنها تحاول توسيع دائرة تأثيرها لتشمل المنطقة ككلquot;، مشيرا إلى أنها quot;تريد توظيف وتكوين والتنسيق بين المتطرفين بالمغرب العربي، ولتحضير أرضية التجمع، أقامت رابطا إيديولوجيا قويا مع القاعدةquot;.

وأكد وزير الداخلية أن التهديد الإرهابي نفسه يحوم حول منطقة الساحل أيضا، وهي المنطقة التي، ينبغي أن تكون، برأيه، quot;موضوع مراقبة خاصةquot;، مضيفا أنه quot;منذ سنوات والمغرب ينذر بالمخاطر التي تتهدد المنطقة، دون أن يثير ذلك كبير اهتمام من قبل البلدان الغربيةquot;.

وذكر أن سياسة المغرب في مجال محاربة الإرهاب quot;تفضل العمل الاستباقي على الزجريquot;، مبرزًا أن مصالح الأمن المغربية تقوم quot;بعملية تطهيرquot; تتصل quot;بضرب البؤر التي تمجد العنف، وتحاول شحن الشباب إيديولوجياquot;، مع إخضاع كافة عمليات التوقيف للمراقبة القضائية.