كتب ـ نبيل شرف الدين :تمكنت مباحث القاهرة من إحباط محاولة سرقة مقبرة الأميرة فاطمة الزهراء كريمة الخديوي إسماعيل باشا، والقبض على اللصوص أثناء قيامهم بسرقة قبة مقام المقبرة المطعمة بفصوص من المرمر والزجاج الملون النادر المطعم بالذهب، والتي يتوافد عليها السائحون لزيارتها، كقيمة أثرية تاريخية لا تقدر بثمن، وتقع بمقابر سيدي علي زين العابدين بحي السيدة زينب وسط العاصمة المصرية .

تم اكتشاف المحاولة وإحباط مخطط السرقة إثر ورود معلومات للمباحث تفيد أن ثلاثة لصوص هم : كريم علي عاشور quot;28 سنةquot; وهو مسجل خطر وسبق اتهامه في 17 قضية سرقة وبلطجة، وفريد أحمد عبد الباسط quot;43 سنةquot; أمين مخازن بمعهد سرطان الأطفال، وهاني مرسي مصطفى quot;26 سنةquot; موظف أمن بشركة بترول، وقد خططوا في ما بينهم لسرقة قبة ضريح مقبرة الأميرة quot;فاطمة الزهراءquot; الأثري من خشب الورد الأرابيسك والمطعم بالمرمر والذهب ويعتبر أثراً تاريخياً وتحفة معمارية نادرة .
أعدت المباحث أكمنة حول المقبرة حتى حضر اللصوص الثلاثة وكسروا الزجاج بعد التسلق للمدفن وفور قيامهم بالسرقة ألقي القبض عليهم ومعهم أدوات الجريمة، واعترفوا بمحاولة السرقة، التي خططوا لها طويلاً على أمل بيع مقتنياتها بمبالغ ضخمة .

ولمع الأميرة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل على مسرح الأحداث إبان إنشاء الجامعة المصرية، حين وضعت ثروتها تحت تصرف الجامعة، وتقول الوثائق الخاصة بجامعة القاهرة إنها قدمت في العام 1909 وقفية تتضمن 3357 فداناً و14 قيراطاً تشمل سراي بولاق الدكرور القائم بناؤها على قطعة الأرض رقم 2 بحوض الورد، وجميع بناء الوابورين، وبناء العربخانة والإسطبل حيث تقع اليوم كلية الفنون التطبيقية، وجميع ما في السراي المذكورة من أثاث وخلافه، حيث يقع مقر كلية الآداب الآن، وبدأت التبرعات والاكتتابات المالية للإسهام في بناء الجامعة، وتصل في منتصف فبراير عام 1909 إلى 26 ألفاً، و728 جنيهاً، ولا تكفي هذه التبرعات لإنشاء الجامعة، فتعود الأميرة مرة أخرى لتمنح الجامعة 661 فداناً، كما تتبرع بكمية من مجوهراتها لتباع كما تقول وثائق الجامعة، وتنفق من ثمنها على الإنشاءات .

الخديوي إسماعيل

والخديوي إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي باشا (ولد في 31 ديسمبر 1830، وتوفي في 2 مارس 1895) ، وهو خامس حكام مصر من الأسرة العلوية وحكم من 18 يناير 1863 إلى أن خلعته انجلترا عن العرش في 1879، وخلال حكمه أعطى مصر دفعة قوية للمعاصرة، إلا أنه أغرق مصر في الديون .

وولد في القاهرة عام 1830 ، و كان الإبن الأوسط بين ثلاثة أبناء لإبراهيم باشا و حفيد محمد علي. بعد حصوله علي التعليم في باريس عاد الى مصر و أصبح وريثا شرعيا للعرش بعد وفاة أخيه الاكبر. قام سعيد باشا بإبعاد إسماعيل عن مصر ضمانا لسلامته الشخصية وذلك بإيفاده في مهمات عديدة أبرزها الي البابا و الإمبراطور نابليون الثالث وسلطان تركيا، ثم إرساله في جيش تعداده 14000 الي السودان وعاد بعد أن نجح في تهدئة الأوضاع هناك.

بعد وفاة سعيد باشا في 18 يناير 1863 حصل إسماعيل علي السلطه دون معارضة وفي 1866 أو 67 حصل علي لقب خديوي من السلطان العثماني بموجب فرمان مقابل زيادة في الجزية، تم بموجب هذا الفرمان أيضا تعديل طريقة نقل الحكم لتصبح بالوراثة، حصل إسماعيل لاحقا علي فرمان اخر يتيح له استقلالا أكثر عن الإمبراطورية العثمانية .

وضاقت الدنيا بإسماعيل باشا بعد عزله، ولم يعرف أين يذهب بعد أن رفض السلطان العثماني أن يعيش في الأستانة، حتى انتهى به الأمر إلى أن يعيش في نابولي بإيطاليا، فأقام فيها هو وزوجاته وحاشيته، ولم تفارقه آماله بالعودة إلى مصر وعرشها، ولكن مساعيه أخفقت، ثم انتهى به الأمر إلى أن استقر في الأستانة في قصر يملكه على البوسفور، وبعدما قضى نحو 16 عامًا في منفاه لم يعد لمصر إلا ميتًا، حيث دفن في مسجد الرفاعي حيث توجد مقابر ملوك مصر من الأسرة العلوية .