مسؤول عمل مع السفير الأميركي الجديد في العراق لـquot;إيلافquot;:
صارم بعلاقات مع الليبراليين وليس الإسلاميين

رايان كروكر
أسامة مهدي من لندن: بعد ساعات من الاعلان في واشنطن عن موافقة مجلس الشيوخ الاميركي على تعيين الدبلوماسي رايان كروكر سفيرا جديدا في العراق لتنفيذ استراتيجة الرئيس جورج بوش الجديدة في هذا البلد تحدث مسؤول عراقي لquot;إيلافquot; عمل مع السفير عن مواصفات شخصيته وطريقة تعامله مع الاخرين ونوعية علاقاته مع القادة العراقيين الذين سيعمل معهم . ويقول المسؤول ان كروكر (57 عاما) الاتي الى العراق من باكستان التي يعمل سفيرا لبلاده فيها هو دبلوماسي محنك وضليع في قضايا الشرق الاوسط التي عاش معها سنوات طويلة من خلال مهماته السابقة في لبنان والكويت وقطر وسوريا وايران ومصر .. والعراق ايضا ويتحدث العربية بطلاقة .

ويضيف ان كروكر يستمع جيدا إلى محاوريه ويستجيب لهم وان عرف عنه اعتراضاته على الكثير من القرارات التي كان يتخذها الحاكم الاميركي المدني السابق للعراق بول بريمر والذي عمل معه لمدة اربعة اشهر عام 2003 ومنعه من اتخاذ العديد من القرارات . ويشير المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه إلى ان كروكر صارم في اتخاذ القرارات وسرعة ودقة تنفيذها . ويقول انه يختلف في تعامله مع الاخرين عن السفير الحالي في بغداد زلماي خليلزاد الافغاني الاصل المشبع بطباع شرقية تجامل الاخرين وتتعامل معهم بمرونة في حين ان كروكر اكثر حزما في التعامل بمعنى انه (يأمر لينفذ الاخرون).

ويوضح ان الرجلين كلاهما من الدبلوماسيين المحترفين حيث سبق ان عمل خليلزاد وهو أفغاني الأصل سفيراً في كابول قبل ان ينتقل الى بغداد وهو من الشخصيات المقربة من نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ويعتبر في واشنطن من الدبلوماسيين الذين يعبرون عن أفكارهم بصوت مسموع عكس كروكر الذي يفضل التكتم على آرائه.

ويقول المسؤول ان السفير الجديد ليس غريبا عن العراق فقد عمل فيه ملحقا تجاريا لسفارة بلاده في بغداد عام 1976. ويشير الى ان كروكر يتمتع بعلاقات جيدة مع الاكراد والليبراليين وفي مقدمتهم برهم صالح عضو قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء السابق زعيم القائمة العراقية اياد علاوي ورئيس المؤتمر الوطني نائب رئيس الوزراء السابق احمد الجلبي . ويضيف ان كروكر له علاقات مع الشخصيات والحركات الليبرالية اوسع منها مع الاسلاميين الذين لم تربطه علاقات سابقة معهم او مع قادة الاحزاب التي تشكل هرم السلطة الحالية في العراق .

ويقول المسؤول العراقي ان كروكر ليس قريبا جدا من بوش غير انه متحمس لخدمة الولايات المتحدة خارجها مشيرا الى انه سيعمل على تنفيذ استراتيجة واشنطن الجديدة في العراق . لكنه يوضح ان كروكر وبحكم منصبه الحالي في اسلام اباد فإنه على دراية بأنشطة تنظيم القاعدة في باكستان وأفغانستان وهو ما سيضيف زخما لجهود القوات الاميركية والعراقية في القضاء على الفرع العراقي للقاعدة.

لقد تنقل كروكر المولود في واشنطن في التاسع عشر من حزيران (يونيو) عام 1949 للعمل في سفارات الولايات المتحدة الاميركية في منطقة الشرق الاوسط منذ ان بدأ رحلته الدبلوماسية عام 1971. فقد عمل سفيرا لبلاده في عدة بلدان عربية .. في لبنان عام 1990 وفي الكويت عام 1994 وفي سوريا عام 1998 كما عمل قبل ان يصبح سفيرا موظفا في سفارات بلاده في ايران وقطر والعراق ومصر. وبعد احداث اب (اغسطس) عام 1990 وغزو العراق للكويت عمل كروكر مديرا لقوة المهام الخاصة بالعراق والكويت . وقد عين رايان كروكر سفيرا للولايات المتحدة لدى باكستان في تشرين الاول (اكتوبر) عام 2004 بعد ان عمل في الفترة الممتدة من ايار (مايو) عام 2003 حتى اب (اغسطس) عام 2003 مديرا في بغداد ضمن سلطة الائتلاف الموقتة التي رأسها بريمر.

والسفير كروكر يعرف منطقة الشرق الاوسط عن كثب ومنذ وقت مبكر فقد عين في عام 1972 في القنصلية الاميركية في خرمشهر في ايران بعد إكماله تدريبا في اللغة الفارسية . وارتبط اسمه بالبعثات الاميركية التي كانت قيد الانشاء في منطقة الشرق الاوسط حيث عمل ملحقا تجاريا في سفارة بلاده لدى قطر عام 1974 وفي عام 1976 عاد الى بلاده ليتعلم العربية ليعود رئيسا للقسم التجاري ضمن سفارة بلاده في بغداد كما خدم للفترة من عام 1987 الى عام 1990 مستشارا سياسيا في سفارة الولايات المتحدة في القاهرة.

ثم خدم كروكر مبعوثا موقتا لبلاده لدى حكومة افغانستان عام 2002 ليبقى هناك حتى تم اعتماده سفيرا للولايات المتحدة في الباكستان عام 2004. وبعد ان يحظى تعيين كروكر بموافقة الكونغرس فإنه سيخلف خليلزاد الذي سيحل بدوره محل السفير جون بولتون مندوب الولايات المتحدة الدائم في الأمم المتحدة الذي استقال من منصبه اواخر العام الماضي .

ومعروف عن كروكر انه شغوف بعمله وقد نجا من الموت عندما فجر مسلحون مبنى السفارة الأميركية في بيروت عام 1983. كما تسلم مسؤولية إعادة فتح السفارة الأميركية في أفغانستان عام2001 بعد الإطاحة بنظام حكم طالبان. وترأس فريق مهمة العراق والكويت خلال حرب الخليج الأولى عام 1991 ليعود إلى بغداد في أعقاب الإطاحة بنظام صدام حسين عام2003 بهدف المساهمة في تأسيس الإدارة المدنية الأميركية. ونال كروكر العديد من الجوائز على خدماته المميزة كما منحه الرئيس بوش أعلى رتبة في السلك الدبلوماسي.