دمشق، طهران: أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد بلاده للمشاركة في تشجيع القادة العراقيين على تحقيق عملية المصالحة والوفاق بمشاركة دول الجوار و جامعة الدول العربية ومجلس الامن. وقال لافروف في حديث لوكالة الانباء السورية (سانا) بثته اليوم ان الوجود العسكري الاجنبي في العراق هو احد عوامل احتدام الوضع السياسي والعسكري داعيا الى وضع جدول زمني لسحب القوات الاجنبية من العراق مع مراعاة حالة واستعداد البنى العسكرية والقدرات الوطنية العراقية للقيام بالمهام المتعلقة بضمان الامن والاستقرار والنظام في البلاد.

وذكر ان ضمان هذه الامور لايمكن بالقوة فقط بل بالتوصل الى مصالحة وطنية ووفاق وطني بين جميع الاطراف العراقية داعيا الى توفير رعاية دولية نشيطة وتشجيع القادة العراقيين على تحقيق عملية المصالحة والوفاق بمشاركة دول الجوار و جامعة الدول العربية ومجلس الامن.

واعلن استعداد روسيا للمشاركة على نحو فعال في هذا المجال مشيرا الى تزايد اعمال العنف واستمرار تعمق الخلافات العراقية العراقية الامر الذي يهدد بانزلاق البلاد نحو حرب اهلية واسعة النطاق.

وعن الوضع في فلسطين اعرب وزير الخارجية الروسي عن ترحيب بلاده باتفاق مكة بين حركتي حماس وفتح حول تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية موضحا ان الدبلوماسية الروسية تعمل حاليا على رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.

واكد ضرورة تجاوز الفلسطينيين والاسرائيليين حالة انعدام الثقة بينهما وضرورة اجراء مفاوضات بين الجانبين على اسس خريطة الطريق وما قررته اللجنة الرباعية الدولية في اجتماعها في واشنطن.

وفيما يتعلق بالوضع في لبنان اعرب لافروف عن قلق بلاده ازاء الازمة السياسية الداخلية التي يشهدها لبنان داعيا جميع الاطراف اللبنانية الى حل الخلافات ضمن اطر الدستور وعبر الحوار والاقدام على تنازلات متبادلة من اجل بلوغ الوفاق في لبنان، وقال ان الموقف الروسي يتمثل في ان يحل اللبنانيون مشاكلهم وقضاياهم الداخلية بانفسهم دون اى تدخل خارجي مشيدا بالجهود العربية بهذا الصدد لمساعدة اللبنانيين على التوصل الى الاتفاق والتوافق.

وعن التصعيد الغربي حيال الملف النووى الايراني اكد لافروف تمسك بلاده بفكرة اقامة منطقة في الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل بما فيها الاسلحة النووية من اجل تعزيز السلام والامن في العالم وتفادي اي كارثة يمكن ان يسببها استخدام هذه الاسلحة مشيرا في الوقت ذاته الى امتلاك اسرائيل للاسلحة النووية دون اى احتجاج من الدول الغربية، وقال ان اقامة منطقة خالية من الاسلحة النووية لا يمكن الا بانضمام اسرائيل الى معاهدة حظر الانتشار النووى وان تضع مجمل نشاطها في هذا المجال تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤكدا ان الموقف الروسي حيال هذه القضية لا يزال ثابتا.

واضاف وزير الخارجية الروسي ان خبراء مجموعة العمل للرقابة على الاسلحة والامن الاقليمي التي اقيمت ضمن اطر المسار المتعدد الجوانب لعملية مدريد افلحوا في حينها في احراز تقدم ملحوظ فيما يتعلق بصياغة المبادىء الاقليمية ورسم الاتجاهات الاساسية واهداف الرقابة على الاسلحة وتدابير الامن في منطقة الشرق الاوسط مشيرا الى ان الجانب الروسي لا يزال يعتقد بوجوب الاستفادة من الانجازات التي حققتها هذه المجموعة.

واشاد لافروف بعمق العلاقات الروسية السورية معربا عن قناعة بلاده بانه يمكن لسوريا ان تلعب دورا ايجابيا في حل قضايا منطقة الشرق الاوسط سواء الصراع العربي الاسرائيلي او في العراق ولبنان. واكد عزم روسيا على مواصلة الحوار السياسي الروسي السورى من اجل ايجاد حل للمشاكل العالقة في المنطقة.

لاريجاني: ايران ستشارك في مؤتمر بغداد

بدوره اعلن كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي علي لاريجاني اليوم الاربعاء ان ايران ستشارك في المؤتمر الدولي المقرر عقده في بغداد ان كان يخدم مصلحة العراق، وفق ما اوردت وكالة ايرنا الرسمية الايرانية. وقال لاريجاني quot;سنبذل كل ما في وسعنا لتسوية مشكلات العراق. وان كان ذلك في مصلحة العراق، سنشارك في اجتماعquot; بغداد الذي ستحضره واشنطن العدو اللدود لطهران.

واعلن العراق الثلاثاء انه دعا الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وكل دول جواره بما فيها ايران وسوريا للمشاركة خلال الاسابيع المقبلة في مؤتمر يعقد في بغداد بهدف احلال السلام في هذا البلد الذي يشهد اعمال عنف دامية.