خالد شيخ محمد: خططت لتفجير قناة بنما وذبحت بيرل بيدي

خالد شيخ محمد يعترف بدوره في هجمات 11 أيلول (سبتمبر)

اعتدال سلامه من برلين-وكالات : اعلنت عائلة الصحافي الاميركي دانييل بيرل الذي قتل في باكستان عام 2002، انه من quot;المستحيلquot; في الوقت الراهن معرفة ما اذا كانت اعترافات الارهابي المفترض خالد شيخ محمد بهذا الخصوص صحيحة. واقر خالد شيخ محمد بانه قطع رأس دانييل بيرل وذلك خلال استجواب خضع له في قاعدة غوانتانامو الاميركية (كوبا) واعترف خلاله ايضا بانه ضالع في سلسلة اعتداءات ارهابية بينها اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة.

وجاء في بيان لروث وجوديا بيرل اللذان يقطنان في كاليفورنيا وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه انهما متحفظين جدا حيال هذه المعلومات. وقالا quot;من المستحيل في هذه المرحلة معرفة ما اذا كانت اعترافات خالد شيخ محمد حول مقتل ولدنا تتمتع بذرة من الصحةquot;. واضاف بيان عائلة بيرل quot;نفضل ان نركز طاقتنا على مواصلة عمل داني في اطار جمعية دانييل بيرل التي تهدف الى نبذ الحقد الذي قضى على حياة ولدناquot;.

وجاء في نسخة لنص جلسة استماع مغلقة في معتقل جوانتانامو سمحت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاجون) بنشرها يوم الخميس أن خالد شيخ محمد المشتبه به الرئيسي من عناصر تنظيم القاعدة قال انه ذبح الصحفي الامريكي دانييل بيرل.وجاء في النص أن محمد قال عبر ممثل شخصي quot;فصلت بيميني المباركة رأس الامريكي اليهودي دانييل بيرل.quot;quot;ولأولئك الراغبين في التأكد .. هناك صور لي على الانترنت وأنا أحمل رأسه.quot;

وكان بيرل وهو صحفي بجريدة وول ستريت جورنال قد خطف وقتل في باكستان عام 2002. واعتبر محمد لفترة طويلة المشتبه به الرئيسي في القضية.وقال برايان ويتمان المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية ان البنتاجون أفرج عن نسخة أولى للنص مساء يوم الأربعاء لكنه حذف فقرات عن مقتل بيرل لانه أراد اطلاع أسرة الصحفي اولا على النص.وفي جزء اخر من النص يشير محمد الباكستاني الجنسية الى عملية قتل بيرل ويقول انها لم تكن عملية للقاعدة.وينقل عنه النص قوله quot;هذا مثل قطع رقبة دانييل بيرل. لا صلة له بالقاعدة.

الاعترافات فعلة استفزازية

من جهته أعرب الخبير الروسي كاليمجان كالانداروف المعروف بنشاطاته لصالح حقوق الإنسان عن خشيته في أن تؤدي اعترافات سجين غوانتانامو خالد شيخ محمد إلى إثارة موجة من المشاعر العدائية تجاه الإسلام في العالم. وقال كالانداورف، الذي يترأس المنظمة الاجتماعية الروسية quot;الحقquot; quot;هذا استفزاز كبير جدا من فعل الأجهزة الأمريكية الخاصة موجه ضد المسلمينquot;.

ويرى كالانداروف أن خالد محمد أجبر على الاعتراف بذلك، quot;والمسألة هنا هي ليست مسألة شخص اعترف بالتخطيط للأعمال الإرهابية بل المسألة في أنه قد وضع الأمة الإسلامية كلها في خطرquot;. وقال كالانداروف: quot;لا توجد أي براهين أو أدلة تدين خالد محمد فالقضاء فقط يستطيع إدانته، أما الآن فيجري التحقيق في ذلكquot;. وفي هذا الصدد يخشى كالانداروف أنه ستتم معاملة المسلمين في الولايات المتحدة وفي دول أخرى كأناس يميلون إلى الإرهاب وأضاف quot;أن هذا ليس صحيحاquot;.

ويعتقد كالانداروف أن نشر اعترافات خالد شيخ محمد ستكون الورقة الرابحة للولايات المتحدة الأمريكية ليس في العراق فقط وإنما في إيران أيضا.

حقوق الإنسان لا تستبعد انتزاع الاعترافات بالقوة
يأتي هذا بينما لا يستبعد مدير منظمة حقوق الإنسان quot;العفو الدوليquot; سيرغي نيكيتين أن خالد شيخ محمد المحتجز في السجن الأمريكي بقاعدة غوانتانامو اعترف بارتكاب عدد من الأعمال الإرهابية بسبب تعرضه لأساليب الضغط والإكراه.

وقال لمندوب وكالة نوفوستي الروسية إن هناك quot;العديد من شهادات أدلى بها سجناء غوانتانامو السابقون الذين اشتكوا من تعرضهم لأعمال التعذيب والتهكمquot;.

وذكر أيضا أن سبعة من مواطني روسيا قضوا فترة في سجن غوانتانامو ثم أفرج عن ستة منهم وتم تسليمهم إلى السلطات الروسية.

وقال نيكيتين quot;إن المحكمة الروسية سرعان ما برأتهم لسبب غياب مقومات الجريمة في أعمالهمquot;

وأضاف quot;إننا نطالب بالإفراج في الحال عن جميع سجناء غوانتانامو على أن تؤمن لهم مقاضاة عادلة تعتمد على المبادئ الأساسية التي يجب أن تسترشد بها محكمة العدل الدوليةquot;.

تشكيك الماني

شكك سياسيون المان باعترافات خالد شيخ محمد معتبرين انها ملفقة وخاليةمن المصداقية وتخدم مصالح واشنطن ومخططاتها للمضي بسياستها لمحاربة الارهاب ورصد المليارات لترسانتها العسكرية والمخابراتية.

واعرب عدد من سياسي حزب الخضر المعارض عن شكهم من صحة اقوال خالد الشيخ محمد وطالبوا بتقصي الحقيقة لان التشويه والتمويه يجعل وضع المعتقلين في معسكر غوانتانامو اكثر ضبابية ولا يمكن عندها معرفة حقيقة ما يجرى لهم والاتهامات التي توجه اليهم. وقال المدير الاداري للحزب فولكر بك ، الوضع العام للمعتقلين يوضح مجددا بانه حان الوقت من اجل اجراء تحقيقات قانونية معهم كي يحاكموا على ما اقترفوه او لم يقترفوه، ويجب اغلاق هذا المعتقل.

الا ان نائب رئيس الكتلة البرلمانية للخضر هانس كريستاين شتروبليه كان اكثر صراحة فقال اليوم، كان بامكان الشيخ محمد ان يعترف ايضا بانه الشيطان بنفسه، فالتقارير الواردة عن غوانتاناموا تدفع الى الاعتقاد بان هذا المعتقل الباكستاني يمكن ان يقول كل شيء خاصة بعد انواع التعذيب التي تعرض لها منذ اعتقاله. وورد في تقارير انه لم يسجن ويعذب بعد عام من اعتقاله بل مورست عليه اساليب تعذيب غير عادية مما جعله عاجزا على السير وفقد الصواب كليا.
ومن اهم الشخصيات السياسية التي علقت على اعترافات الباكستاني وزيرة الدفاع السابقة الاشتراكية هاريتا دويبله غملين وتصدت عندما كان في منصبها عدة مرات لسياسية الرئيس الاميركي جورج بوش وتشغل حالي منصب رئيسة لجنة حماية حقوق الانسان في البرلمان الاتحادي. اذ قالت كل محكمة يقف امامها متهم يجب ان تكون مستقلة وفي قضية الشيخ محمد على البنتاغون عدم التدخل. والامر الان يتعلق باعترافات جرت بعيدا عن نظر الاعلام وفي غرف مغلقة مما يدفع الى اثارت الشكوك حول حقيقتها.

وقرر النائب بك الاستعلام بنفسه عن وضع المعتقلين في معسكر غوانتانامو ، لذا سيسافر مع زملاء له من لجنة حماية حقوق الانسان التابعة للبرلمان الاتحاد في شهر حزيران ( يونيو ) القادم من اجل وضع صورة عن قرب عن الوضع، لكن عليه قبل ذلك الحصول على اذن من السلطات العسكرية الاميركية في المعتقل وهذا امر صعب حسب تقدير سياسيين.

هوس السرية

من جهتها كتب براونن مادوكس في التايمز مقالا في صفحة العالم بعنوان quot;هوس امريكا بالسرية سيكلفها غاليا في محاكمات الارهابquot;، تقول فيه: كل مرة تسنح للولايات المتحدة فيها الفرصة للخروج من الحفرة التي حفرتها لنفسها في غوانتنامو تزيدها عمقا. وكانت آخر مرة لما منعت الصحافة من حضور محاكمات quot;كبار المشتبهينquot; الاربعة عشر المعتقلين في غوانتنامو.

quot;فقد جاء في تقرير المحاكمة الذي حرره البنتاغون للحفاظ على سرية بعض المعلومات quot;الحساسةquot; ان خالد شيخ محمد اعترف بمسؤوليته عن 11 سبتمبر واكثر من ثلاثين تهمة أخرى، مما فاجأ الجميع وطرح تساؤلات حول ما اذا كانت الاعترافات نتيجة تعذيب.quot; quot;ومن جهة أخرى، قد تدعم تلك الاعترافات ادعاء الولايات المتحدة بان السجناء الاربعمئة في غوانتنامو على درجة كبيرة من الخطورة، لكن هذه المحاكمات والسرية التي تنتهجها واشنطن تبقيها عرضة لتهمة انها تخالف نفس مبادئ الحرية والعدالة التي تريد تطبيقها في حربها على الارهاب