الياس توما من براغ: اظهر استطلاع حديث للرأي أن 61% من مواطني جمهورية التشيك ضد وضع القاعدة الرادارية الأميركية في بلادهم مقابل موافقة 25% فقط.الأمر الذي يشير إلى أن جهود الحكومة لم تنجح حتى الآن في تغيير المزاج السياسي المعارض للمواطنين التشيك لان استطلاع مماثل اجري في أيلول سبتمبر من العام الفائت أشار إلى أن 62% من التشيك ضد وضع الرادار الأميركي .

ويبرر 50% من التشيك الرافضين لوضع القاعدة في بلادهم موقفهم بالتشديد على أن ذلك سيجلب مخاطر أمنية على البلاد ولن تكون له ايجابيات بالنسبة إلى البلاد والدفاع عنها فيما قال 15% أن سبب رفضهم يعود إلى أنهم ضد وجود قوات أجنبية في بلادهم وضد أن يتم التدخل في السيادة الوطنية للبلاد بينما برر 7% رفضهم بالقول إنهم لا يثقون بالسياسة الخارجية الأميركية ولا يوافقون على الخنوع المبالغ فيه من قبل الحكومة التشيكية تجاه الولايات المتحدة . ورأت أغلبية المشاركين في الاستطلاع أن بناء الرادار سيؤثر بشكل ايجابي على علاقات تشيكيا بالولايات المتحدة وبمعدلات قليلة على العلاقات مع بقية دول الناتو في حين رأت الأغلبية بالمقابل أن وضع الرادار سيؤثر بشكل سلبي على العلاقات مع بقية الدول وعلى سيادة الدولة التشيكية ولاسيما على أمنها وامن مواطنيها .

وأشار الاستطلاع الذي أجراه مركز أبحاث الرأي العام، أن 73% من التشيك يريدون أن يتم تنظيم استفتاء بشأن وضع الرادار الأميركي قبل إعطاء الكلمة النهائية للأميركيين فيما لا يؤيد ذلك 19% .ومقارنة باستطلاع مماثل أجري في أيلول (سبتمبر) من العام الفائت فان نسبة المطالبين بإجراء استفتاء انخفضت الآن بمقدار 5 نقاط . ويلاحظ من خلالنتائج الاستطلاع أن الرافضين لإجراء استفتاء هم من الذين يريدون بناء القاعدة الأميركية في تشيكيا في حين لم يصوت ضد الاستفتاء من الرافضين لوضع الرادار إلا نادرًا.

ووفق الانتماء السياسي للمشاركين في الاستطلاع فان 47% من أنصار الحزب المدني الديمقراطي اليمني الحاكم يؤيدون وضع الرادار فيما عبّر 42% من أنصار هذا الحزب عن معارضتهم أما أنصار بقية الأحزاب السياسية ولاسيما الحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة والحزب الشيوعي التشيكي المورافي المعارض فقد عبروا عن موقف رافض لإقامة القاعدة الأميركية .

يذكر أن الحكومة التشيكية أعلنت قبل يومين أنها سترد على المذكرة الأميركية الخاصة بطلب إقامة الرادار في تشيكيا خلال هذا الشهر لكنها لم تكشف عن طبيعة هذا الرد، وفيما إذا كانت ستضع شروطًا كما لمحت إلى ذلك بولندا المجاورة التي تريد الولايات المتحدة أن تضع في أراضيها القاعدة الصاروخية الأميركية كجزء من الدرع الصاروخي الأميركي . ولا تسود بعد حالة من التوافق بين أحزاب الائتلاف الحاكم في تشيكيا بشأن الموقف من وضع القاعدة الأميركية فالحزب المدني أقوى الأحزاب لائتلاف الحاكم يتوافق مع حزب الشعب على ذلك من دون تحفظ ومن دون استفتاء فيما يربط حزب الخضر المشارك أيضًا في الائتلاف بين الموافقة وبين أن يكون الرادار جزءًا من منظومة الدفاع الأطلسية .

هذا وسيقوم الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس يوم الأحد القادم بزيارة عمل إلى الولايات المتحدة يقابل خلالها نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ونوابا من الكونغرس ومجلس الشيوخ ومن المنتظر أن يتم، خلال هذه اللقاءات، التطرق إلى موضوع وضع القاعدة الأميركية في تشيكيا .