انشأه الصليب الاحمر للاجئين من بحيرة الحلوة
مخيم البارد...وضع مأساوي وفقر مدقع

ريما زهار من بيروت: بعد الحديث عن ظاهرة فتح الإسلام في لبنان وتوقيف متورطين منها في متفجرة عين علق في بكفيا، علم اليوم أن إضرابًا عامًا وشاملًا بدأ في مخيم نهر البارد في الشمال حيث يتمركز اعضاء من فتح الاسلام، ويتضمن الاضراب اغلاق جميع مداخل ومخارج المخيم حتى إشعار آخر، ويتخلله اعتصام، وذلك تلبية لدعوات شباب وتجار مخيم نهر البارد، و الهدف من هذا الإضراب، المطالبة بإيجاد حل نهائي أمام ما يجري في المخيم، بعد توجيه الانظار اليه.
اين يقع هذا المخيم، وكيف انشىء، وكم يبلغ عدد قاطنيه ولماذا يشكل اليوم تهديدًا بعد الحديث عن فتح الاسلام وضبط عنصرين لهما علاقة بتفجير عين علق؟
يقع مخيم نهر البارد على مسافة 16 كم من طرابلس بالقرب من الطريق الساحلي، وأنشأ المخيم في الأساس اتحاد جمعيات الصليب الأحمر عام 1949 لتوفير الإقامة للاجئين الفلسطينيين من بحيرة الحلوة شمالي فلسطين.
وشرعت الأونروا في تقديم الخدمات للاجئين عام 1950. و ألحق العنف الطائفي في أوائل الثمانينات من القرن العشرين خسائر فادحة بهذا المخيم.
يكتظ المخيم بالسكان وتتدهور البنية التحتية فيه. ورغم أن جميع المساكن لديها مواسير مياه داخلية، فإنها تتصل بمصدر مياه غير كاف يتم ضخه من منبع أرضي. وتتصل جميع المساكن بنظام صرف يتخلص من مياه الصرف في البحر دون معالجتها.
قامت الأونروا بمساعدة من مكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية بتأهيل 28 مأوى عام 2003.
وبلغ إجمالي اللاجئين المسجلين فيه في العام 2003، 31023 وهناك 1598 أسرة تتألف من 8627 فردا مسجلة كحالات عسر شديد.
وهناك مركز صحي واحد لخدمة حوالي 494 مريض يوميا.
وهناك عشر مدارس ابتدائية وإعدادية انتظم فيها 5686 تلميذ لعام 2003/2004.
اما برنامج المرأة فيديره مركز تأهيل المجتمع ويقدم دورات لصقل المهارات، وينظم دورات لنشر الوعي حول الصحة والحقوق الاجتماعية والقانونية وحقوق الإنسان وقضايا النوع، كما يقوم بالتنسيق مع المنظمات غير الحكومية المحلية من أجل الاستجابة لاحتياجات المجتمع. كما تتوفر للنساء القروض المدرة للدخل والقروض التي تضمنها المجموعات.

مخيمات اخرى

ومخيم البارد هو واحد من 12 مخيم للاجئين تديره الأونروا في لبنان، تعرضت ثلاثة مخيمات للتدمير خلال سنوات الصراع دون أن يعاد بناؤها أواستبدالها، وهي: مخيم النبطية في جنوب لبنان، ومخيما دكوانة وجسر الباشا في بيروت. ويرجع معظم اللاجئين في لبنان، البالغين حوالي 6000 أسرة، إلى هذه المخيمات الثلاثة أساسا. وقد تم إخلاء مخيم جورو في بعلبك منذ سنوات عدة، ونقل سكانه إلى مخيم الرشيدية في تاير.
ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تتركز في عين الحلوة(45492نسمة) وشاتيلا( 8288 نسمة) والبص( 9358 نسمة)والرشيدية( 26035 نسمة)ويفل( 7615 نسمة) برج البراجنة( 15581 نسمة)المية مية( 4515 نسمة) برج الشمالي( 18835 نسمة) ضبية( 4013نسمة) البداوي( 15770نسمة) مار الياس( 613نسمة) دكوانة والنبطية( 16403 ) مخيمان تم تدميرهما بالكـامل عـام 1970.

معاناة

واليوم تعاني جميع مخيمات اللاجئين الإثنا عشر الرسمية في لبنان من مشكلات خطيرة، فليس هناك بنية تحتية ملائمة، كما أنها تكتظ بالسكان وتعاني من الفقر والبطالة. وفي لبنان العدد الأكبر من لاجئي فلسطين الذين يعيشون في فقر مدقع، والمسجلون لدى الوكالة في برنامج حالات العسر الشديد.
ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الأونروا في لبنان نحو 12% من سكان لبنان ويواجه لاجئو فلسطين في لبنان مشكلات خاصة. فليس لديهم حقوق اجتماعية ومدنية، وليس في إمكانهم الاستفادة من المرافق الصحية والتعليمية العامة إلا بالقدر اليسير، ولا يمكنهم استخدام المرافق الاجتماعية العامة. وتعول الأغلبية على الأونروا بالكامل بوصفها المصدر الوحيد للتعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية. ويحظر القانون على لاجئي فلسطين بوصفهم أجانب العمل في أكثر من 70 حرفة. وأدى ذلك إلى نسبة عالية جدا من البطالة بين السكان اللاجئين.
تناقش اللجان الشعبية التي تمثل اللاجئين في المخيمات هذه المشكلات بانتظام مع الحكومة اللبنانية أو مسؤولي الأونروا، وتطالب بظروف معيشية أفضل للاجئين.

حقائق وأرقام :

*إجمالي اللاجئين المسجلين: 404170 .
*اللاجئون المسجلون في المخيمات : 213349 .
*عدد المخيمات: 12 .
*المدارس الابتدائية والإعدادية: 87 .
*المدارس الثانوية: 5 .
*عدد التلاميذ المنتظمين (2006/2005): 39290 .
*اللاجئين المسجلين كحالات عسر شديدة: 45965 .
*عدد موظفي الأونروا المحليين: 3110
*مركز شباب واحد.
*دار حضانة أطفال تدرس الفرنسية لـ 22 طفل مسجلين لعام 2003/2004.
*مركزا تأهيل المجتمع يقدمان الخدمات لحوالي 64 لاجئ معا
* ينشط عدد من المنظمات غير الحكومية في نهر البارد، منها جمعيات النجدة وبيت أطفال الصمود ومؤسسة غسان كنفاني الخيرية وجمعية خالدية الوطنية وبرنامج التأهيل المجتمعي. وهناك خدمات
عدة تقدمها هذه الجمعيات بما في ذلك رعاية برامج الأيتام والتدريب المهني ودور الحضانة.
* يمكن لساكني المخيم الاستفادة من برامج الإقراض والقروض الميسرة التي تقدمها إدارة الإغاثة والخدمات الاجتماعية بالأونروا.