السعودية تتسلم رئاسة القمة العربية التاسعة عشرة
الفيصل: لنخرج بصوت واحد إزاء القضايا المصيرية
وقال الفيصل في كلمته أمام وزراء خارجية الدول العربية خلال اجتماعهم التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة للدورة العادية التاسعة عشرة في قصر المؤتمرات في الرياض بأن أول ما ستحرص عليه المملكة وهي تستضيف قادة ورؤساء الدول العربية هو أن تخرج هذه القمة بصوت عربي واحد إزاء القضايا المصيرية خاصة القضية الفلسطينية التي هي قضية العرب الأولى ومحور المشاكل التي تعصف بمنطقتنا.
وبين الفيصل بأن الموقف العربي من هذه المسائل قد تعزز باتفاق مكة المكرمة بين الفلسطينيين مما يزيد فرص الخروج بموقف عربي واضح وقوي يستند إلى مبادرة السلام العربية، باعتباره أفضل إطار لبلوغ الحل الشامل والعادل، ليس فقط للمشكلة الفلسطينية الإسرائيلية، بل ومجمل النزاع العربي الإسرائيلي، مشيراً إلى أنه وكلما خرج العرب بموقف واضح وقوي في هذا الصدد كلما زادت فرص التبني الدولي لهذه المبادرة، وإمكانية الدخول في مفاوضات جادة لتحقيق السلام العادل والشامل.
العراق .. ولبنان
واعتبر الفيصل أن موضوع العراق بكل تعقيداته وانعكاساته المحتملة والخطرة على دول الجوار وسائر المنطقة تحديا خطرا يواجه القادة العرب الساعين إلى موقف جماعي يؤكد وحدة واستقلال وسيادة العراق والنأي به عن التدخلات الخارجية، والتوجه الجاد من أجل تحقيق مصالحة وطنية حقيقة يتمتع في ظلالها كافة أطياف الشعب العراقي بالمساواة والحقوق المشروعة.
وعلى الساحة اللبنانية فقد أوضح الفيصل أن في انعقاد القمة العربية فرصة مهمة لحث الفرقاء اللبنانيين على تغليب مصلحة بلادهم ووطنهم على كل اعتبار آخر، مشيداً بجهود الجامعة العربية لتحقيق الوفاق الوطني اللبناني الذي بدونه يصعب تجاوز المشاكل والعقد القائمة.
دارفور .. والصومال
وفي ما يتعلق بمشكلة دارفور والوضع في الصومال أشار الفيصل إلى أن التعامل معهما سيتم في ضوء ما أسفرت عنه جهود الجامعة العربية وما توصلت إليه اللجان المنبثقة منها من توصيات في هذا الشأن. وبمناسبة مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس (إيجاد) وممثلي المنظمات الإسلامية والأفريقية والأوروبية الذين تستضيفهم القمة، قال الفيصل إن المملكة تجد الفرصة سانحة لترتيب لقاء معهم وذلك لاستعراض السبل الممكنة لتحقيق مصالحة وطنية في الصومال، وحشد الموارد التي تسهم في دعم الصومال واستعادته لأمنه واستقراره.
النووي الإيراني
وحول المسألة النووية أوضح الفيصل أن القمة ستكون مدعوة للتأكيد على ضرورة الوصول إلى حل سياسي للملف النووي الإيراني مع الأخذ في الاعتبار هدف إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية على نحو لا يقبل الاستثناءات والحفاظ على حقوق كافة الدول الموقعة على معاهدة منع الانتشار النووي في الاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية وبموجب الاشتراطات الدولية المعروفة. وبين بأن من أهم ما ستبحثه القمة هو مسألة النهوض بمفهوم الأمن العربي المشترك على النحو الذي يجعل هذا المفهوم أكثر شمولية واتساعاً، بحيث يستوعب ليس فقط البعد العسكري وإنما جملة التحديات الأمنية والاقتصادية والثقافية والحضارية التي تواجه أمتنا العربية وتستدعي منا استعداداً وتأهيلاً خاصاً .
وقد استهلت الجلسة الافتتاحية للاجتماع بكلمة لوزير الخارجية السوداني رئيس الدورة السابقة الدكتور لام أكول أشاد فيها باتفاق مكة المكرمة الذي وقع مؤخرا بين الفلسطينيين برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقال quot;نرحب بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تشكلت بموجبه وندعو قادة فتح وحماس إلى الالتزام بالاتفاق تعزيزا للوحدة الوطنية الفلسطينية لمجابهة التحديات الأساسية المتمثلة في تحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية كما نطالب الأسرة الدولية والرباعية بضرورة التعامل الإيجابي مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية والعمل على رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وتقديم الدعم اللازم لهquot;.
ولفت النظر إلى توجيه المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية اتهامات لاثنين من المواطنين السودانيين بارتكاب جرائم حرب في دارفور، مبينا رفض السودان لهذه الاتهامات باعتبارها تأتي في إطار الكيد السياسي ولا تستند إلى أسس قانونية سليمة، ووصف اتهام المدعي العام بأنه مخالف لقواعد القانون الدولي والنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، مشيرا إلى أن موقف السودان عدم تسليم أي مواطن سوداني ليحاكم خارج إطار النظام القضائي السوداني حتى لو كان من الذين يحملون السلاح في وجه الحكومة حالياً .
كلمة الأمين العام
عقب ذلك ألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى كلمة أوضح فيها أن المجلس الوزاري توصل من خلال هذا الاجتماع إلى المرحلة النهائية للتحضير للقمة والإعداد النهائي لمشاريع القرارات والتوصيات ووضع اللمسات الأخيرة لجدول أعمال حافل بالموضوعات السياسية والاقتصادية والأمنية تمهيدا لمناقشتها، وإصدار القرارات الخاصة بها وتحديد المواقف العربية منها.
وقال quot;أود في هذا الصدد أن أركز على ثلاثة قضايا أساسية ميزت الأعمال التحضيرية لهذه القمة أولها مجال الأمن العربي الذي يتصدر جدول أعمال القمة، وما يتطلبه من اهتمام بعد أن استفحل عدد من الأزمات في المنطقة العربية واتسعت رقعتها واشتدت وطأة المخاطر الموجهة للأمن الإقليمي والأمن العربيquot; .
واعتبر موسى أن الطرح العربي الجماعي لإيجاد تسوية سلمية للنزاع العربي الإسرائيلي هو الطرح المتمثل في مبادرة السلام العربية وسبل تفعيلها والتحرك على أساسها على كافة المحافل، وتأكيد التمسك بالمبادئ والنصوص والطروحات التي تحويها.
وبين أن المجال الاقتصادي والتنموي والاجتماعي وكيفية النهوض بهذه القطاعات يبين مدى أهمية عقد قمة عربية تخصص للمجال الاقتصادي والتنموي، بالإضافة إلى إطلاق المبادرة الخاصة بتطوير التعليم.
وأفاد الأمين العام أن أمام وزراء خارجية الدول العربية في اجتماعهم الحالي ثلاثة تقارير تتناول مختلف مجالات العمل العربي على مدى سنة كاملة، وهي تقارير الأمين العام التي ستعرض على القمة ومن بينها تقرير خاص حول تطوير التعليم في الدول العربية ويتضمن مقترحات محددة وخطة عمل لإصلاح هذه المنظومة وإحداث تعديل شامل لمؤسسات التعليم ومناهجها في الدول العربية.
وأبان بأنه سيتناول وزراء الخارجية في اجتماعهم عددا من مشروعات القرارات المرفوعة من كبار المسؤولين بعد مناقشات مطولة بشأنها والتي تتطرق إلى كافة النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها .
التعليقات