عبد الرحمن الماجدي من زيورخ: يواصل مؤتمر الأقليات في الشرق الأوسط أعماله لليوم الثاني على التوالي في مدينة زيورخ في سويسرا برعاية من منظمة (الأقباط متحدون) ورئيسها المهندس عدلي ابادير، حيث يلقي المشاركون محاضرات عن معاناة الأقليات في الشرق الأوسط وأفضل السبل لإيقافها وإيصال صوتها للمنظمات الدولية اذ تشارك فيه مندوبة من احدى منظمات حقوق الانسان الاممية هي كاترين بورتر. وتخللت المحاضرات نقاشات ومداخلات وصلت حد الخلافات الحادة بين سواء بين المحاضرين أو بين هؤلاء وبقية المشاركين. وكان أبرز الخلافات مادار بين

الدكتور سيار الجميل والدكتور وفاء سلطان حول الخوط الأولى القيام بها لإيقاف معاناة الأقليات في الشرق الأوسط إذ يرى الجميل أن يكون التغيير الدستوري هو الحل الكثر نجاحًا لتغيير واقع الأقليات الحالي وبقية مواطنيهم أيضًا، فيما ترى السلطان أن يكون التغيير من الإنسان ذاته وضرب كلاً منهما أمثلة ربما زادت الخلاف بينهما واستمر خارج صالة الندوات.

اللافت في مؤتمر زيورخ مشاركة أكثر من عشرة من كتاب إيلاف فيه بشكل فاعل فرئيس المؤتمر هو الدكتور شاكر النابلسي ومقرره الدكتور أحمد أبو مطر ويتوزع بقية كتاب إيلاف على طوال ندوات المؤتمر التي تستمر ثلاثة أيام من الرابع والعشرين من شهر آذار (مارس)الجاري حتى السادس والعشرين منه. وهم الدكتور سيار الجميل وغسان المفلح وطارق حمو وعبد الخالق حسين ومجدي خليل ووفاء سلطان والعفيف الأخضر ومدحت قلادة وأشرف عبد القادر وهوشنك بروكا ونضال نعيسة وماري تيريز كيرياكي.

هنا الجزء الثاني من آراء عدد من هؤلاء الكتاب حول هذا المؤتمر وأهميته للأقليات مستقبلاً إضافةً إلى آرائهم في إيلاف، وتواجد نحو 12 كاتبًا منها في ندواته.

الدكتور شاكر النابلسي:

الدكتور شاكر النابلسي

أهمية هذا المؤتمر تكمن في أنه لأول مرة في تاريخ العرب يجتمع هذا العدد الكبير من مثقفين وناشطي الأقليات في العالم العربي حيث تمثل هذه الأقليات نحو 120 مليون نسمة.

والأهمية الأخرى لهذا المؤتمر أنه إستطاع أن يستعرض كافة وجوه الإضطهاد التي تتعرض لها الأقليات في العالم العربي ويقترح الحلول الممكنة. وأهميته أيضًا تتأتى من كونه سوف يفعل دور الأقليات في العالم العربي ليس بوساطة الحلول الإقليمية العربية، بل سوف يستعين بكل ما يمكن الإستعانة به من منظمات دولية وشرعية. زيادة على ذلك فإن البيان الختامي للمؤتمر سوف ينص لأول مرة على المناداة بعدم إعطاء أي شرعية لأي حزب ديني في العالم العربي. والمناداة بإبعاد رجال الدين عن السياسة حتى لا يختلط الدين بالسياسة ويصبح رجل الدين سياسيًا لا يحاسب ولا يعاقب لأننا إذا حاسبنا رجل الدين السياسي سنتهم بأننا نحاسب السياسي وبالتالي نحاسب الدين. فإما أن يكون رجل دين أو سياسيًا.

في هذا الإطار، نجد أننا استطعنا لأول مرة أن نلمس الثمار التي أعطتها إيلاف خلال الخمس سنوات الماضية بوجود نحو 12 كاتبًا في هذا المؤتمر، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الأثر الإعلامي الكبير الذي تلعبه إيلاف في أبراز الفكر العربي السياسي الليبرالي الذي يستطيع أن يشارك في أكثر المؤتمرات العالمية أثرًا وفعالية.

طارق حمو:

المؤتمر خطوة جديدة على صعيد الأقليات وتجمع أكبر عدد من الباحثين والناشطين في الدفاع عن حقوق الأقليات من الكرد والأمازيغ والأقباط وغيرهم من الأقليات كالصابئة والمندائيين والدارفوريين.
وهو خطوة جيدة جدًا... وأظن أن البداية ستؤسس قاعدة لهذه الأقليات وسنعمل جهدًا مشتركًا من أجل الدفاع عن حقوق الأقليات في كل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. والسعي إلى رفع دعوات ضد الأنظمة التي تظلم الأقليات وسيكون الجهد مشتركًا بين الباحثين والمفكرين والناشطين.

طارق حمو

أود التعبير عن شكري لدور إيلاف بشكل عام، إذ نتابعها منذ أربع سنوات وكان دورها في هذا المؤتمر فاعلاً من خلال مشاركة عدد كبير من كتابها فيه إضافة إلى تغطيتها وفضائية روز بشكل يومي لفعالياته.

أشرف عبد القادر:

أهمية المؤتمر هو التأسيس لحقوق الأقليات والنساء، كما طلب الأستاذ العفيف الأخضر، بإضافة كلمة النساء لاسم المؤتمر. ونحن هنا نلقي حجرًا في المياه الراكدة النتنة ويجب علينا أن نصدم الوعي العربي والإسلامي بوجود مشكلة حقيقية تتناول 120 مليون إنسان مهضومي الحقوق ويعاملون على أنهم مواطنين من الدرجة الثانية وفي أحسن الظروف كاهل ذمة.
أهمية المؤتمر بأننا نؤسس لحقوق الأقليات الذين هم الأقباط والأكراد والشيعة والسنة في الدول الشيعية والسنية وبقية الأقليات، إضافة إلى حقوق النساء، فلو أعطينا للمرأة وللأقليات حقوقها فسنؤسس للديمقراطية. هذه الديمقراطية التي نتشدق بها صباح مساء ويكتب كل كتابنا حولها. لكن لا بد أن نؤسس لها الأسس.. الديمقراطية هي آخر مرحلة سنصل إليها. ويجب علينا أن نقضي على الفقر والأمية والجهل لأن الديمقراطية لاتتوافق مع الفقر والجهل. وأن نعطي للمرأة حقوقها وللأقليات حقوقهم.
إذا تحققت هذه الشروط سنكون قد أسسنا حق المواطنة حيث الجميع متساوون في الحقوق والواجبات أمام القانون... فلا نقول مثلاً إن الأقباط في ذمة المسلمين ولا المسلمين في ذمة الأقباط ولكن نقول أن الجيمع في ذمة القانون وفي ذمة الدستور.

وحول دور إيلاف في هكذا مؤتمرات فإن مشاركة هذا العدد من كتابها في هذا المؤتمر يشير إلى غنى إيلاف وهي باعتقادي أغنى المواقع الإلكترونية ولا أقول هذا الرأي لأني من كتاب إيلاف ولكن أقول: quot;إني أغني ايلاف لكن إيلاف أيضًا رد الجميل إلى أيضًا وأصبحت مشهورًا عن طريق موقع إيلاف فوجود نحو هذا العدد من كتاب إيلاف هنا فمن أجل التأسيس لحقوق الأقليات والمرأة وهي شهادة تضاف لإيلاف ولكل الجنود المجهولين الذين يعلمون فيها... فأنا لا أعرف إلا الأستاذ عثمان العمير وعبد القادر الجنابي ونبيل شرف الدين وعبد الرحمن الماجدي. لكن أعرف أن هناك جيشًا من الجنود المجهولين والجنديات المجهولات فيها... وأتمنى لإيلاف مزيدًا من الثراء والغنى الفكري والثقافي وأتمنى لها أن تكون دائمًا منبرًا للحرية والثقافة والديمقراطية.

هوشنك بروكا:

لننطلق في هذا المؤتمر من مقولة إنما الأعمال بالنيات. حيث إعتبر أن هذا المؤتمر على مستوى الأقليات قد تححقت النية فيه. لكن بناء على quot;الأعمال بالنياتquot; فإني أقول في هذا المؤتمر إن المؤتمرات بالأفعال أو الممارسات. من هذا المنطلق كما قال البروفسور دانيال بايبس إن عقد هكذا مؤتمرات على مستوى الأقليات هو جزء من من الحل. لكن ماذا عما تبقى من الحل. بمعنى ماذا تبقى من المؤتمر. وبالمحصلة فإن جزءَا من الحل قد تحقق. السؤال الذي يبقى في هذا الإطار يكمن في السؤال الآتي: ماذا على مستوى الحل؟ بمعنى أن مشكلة الأقليات لا تكمن في عددها، إنما في عدتها التي تتعاطى بها الأكثرية الحاكمة مع الأقليات والأغلبيات أيضًا. فالمشكلة هي العدة وليس العدد. وعليه أقول إنما الكثير القليل بالقليل الكثير يفلح. والسؤال الذي يبقى هو: ما الطريق وأين الطريق وإن الطريق إلى النية والفعل والمؤتمر الفعل والحل الفعل واللأقليات الفعل.

ولأود هنا أن أشكر إيلاف: إنها تقدمني أنا الأقلية كأكثرية( الأقل الكثير).. ووجود هذا العدد من الكتاب فيها يمثل نجاحًا لرؤية إيلاف وللطريق الذي بإيلاف نسلكه إلى ذواتنا وإلى الآخر.

أشرف عبد القادر

هوشنك بروكا