ليس الأقباط في مصر وحدهم من يعاني الاضطهاد والتهميش والتفرقة، فهناك العديد من الأعراق والطوائف في العديد من الأقطار العربية يعاني نفس المشاكل بنسبة من النسب ،وهذا يعود في الأساس إلى سيادة ثقافة التسلط والقمع التي يوضحها المثل العربي (أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب)، وهذا يعني أن (ابن العم) من الممكن أن يكون عدوا يوما ما) يتم التحالف مع الأخ ضده، ومن يستعرض التاريخ العربي بعد سقيفة بني ساعدة سيجد أن المنظر الأكثر شيوعا وسيادة هو القتل والدماء التي تسيل من الأخ بسبب سيف أخيه، ومن الأب بسبب سيف ابنه أو ابن أخيه، وكم من الخلفاء أنفسهم مات ذبحا وغدرا بشكل دموي لم يستعمله القاتل مع أعدائه. وفي العصر الحديث ورثنا هذا السلوك الدموي بشكل لم يألفه أي شعب من شعوب العالم في كافة القارات، فكم من حاكم انقلب دمويا على شقيقه أو على ابن عمه أو على أبيه؟؟. وماذا نسمي الانقلابات العسكرية التي كانت موضة في العديد من الأقطار العربية خاصة بعد انقلاب العسكر في مصر الذي أطلقوا عليه (ثورة)، وبدأ الثوار فور تسلمهم الحكم الإقصاء والقتل لبعضهم البعض، وانتقلت العدوى المرضية للبعثيين القوميين الاشتراكيين في سورية والعرق فكان الدم هو لون العلم في القطرين ، إلى حد أن بعض الآباء كان ينصح ابنه بدخول الكلية العسكرية كي يصبح ضابطا وينقلب على من قبله ويصبح رئيسا وحاكما . وعودة لموضوع الأقباط في مصر ما زال بعض القوميين والعروبيين والإسلاميين يصرون على نفي الاضطهاد والتفرقة والتهميش ويتغنون بوحدة الهلال والصليب، وليت ضمائرهم تصحو لحظة واحدة ليجيبونا نحن العملاء على الأسئلة التالية: ماذا تسمون مسلسل خطف الفتيات القبطيات الذي يتم على مرأى ومسمع من أجهزة الأمن وتواطئها مع الخاطفين بحجة أنهن اعتنقن الإسلام، في حين أنه في بعض الحالات تم إعادة الفتيات لذويهن بسرعة الضوء عندما تدخل رئيس الجمهورية رعاه الله!. وماذا نسمي عدم السماح ببناء أو إصلاح أية كنيسة إلا بقرار من الرئيس المفدى نفسه، وقد تنازل عن هذه الصلاحية للمحافظ وكأن المحافظ ليس ببغاء يفهم بحركة العين ما يريده الرئيس!. وماذا نسمي استثناء الأقباط من المناصب العليا خاصة العسكرية والمحافظين ورؤساء الجامعات؟. و مسلسل التفرقة والاضطهاد طويل،لا ينكره إلا العنصريون الذين لا يهمهم سوى السيطرة والاستعباد، أما تمتين نسيج المجتمع الوطني لمواجهة التحديات فهو آخر اهتماماتهم، طالما هم المسيطرون والمستفيدون والناهبون لثروة البلاد.
ولأن يدهم في النار يتطلع (الأقباط متحدون) لتوحيد وتجميع جهود المضطهدين والمهمشين من كافة الأعراق والطوائف في مختلف الأقطار العربية، لذلك دعوا (هيئة استشارية) للاجتماع في زيوريخ لتدارس هذا الحالة، و قد صدر عن هذا الاجتماع البيان التالي: محضر اجتماع الهيئة الاستشارية لـ (الأقباط متحدون) زيورخ في 28-29 نوفمبر 2006
اجتمعت الهيئة الاستشارية لـ (الأقباط متحدون) في مدينة زيورخ يومي 28، 29 من شهر نوفمبر لعام 2006، برئاسة الأستاذ المهندس عدلي أبادير يوسف، وضمت كل من:
الدكتور شاكر النابلسي والأستاذ مجدي خليل والدكتور أحمد أبو مطر والأستاذ مدحت قلادة والمهندس عزت بولس. وقد درست الهيئة بعمق ووضوح جدول الأعمال المقدم لها وقررت التالي:
أولاً:مضمون رسالة الأستاذ العفيف الأخضر
توافق الهيئة على الفكرة الأساسية الواردة في الرسالة، حول توسيع اهتمام (الأقباط متحدون) لتكون صوت كل المضطهدين والمُهَمَّشين في الأقطار العربية من كافة الطوائف والأعراق، مثل كافة المسيحيين في تلك الأقطار، والسُّنة في إيران، والشيعة في بعض الأقطار العربية، والأكراد في كردستان وسورية وتركيا وإيران وغيرها من الدول، وسيتم الاتصال لاختيار ممثلين عن تلك الطوائف والأعراق للمشاركة في نشاطات الهيئة وتزويد موقعها على الإنترنت بكافة المستجدات والتطورات الخاصة بحقوقهم المنقوصة والنضال من أجل رفع الظلم والاضطهاد عنهم.
ثانياً:الإطار المؤسساتي للعمل في المرحلة القادمة
وافقت الهيئة على البدء في إعداد الخطوات والتصورات التنظيمية والقانونية لتشكيل (مؤسسة) تقوم بالمهمات السابقة بحيث يتم تسجيلها رسمياً كمؤسسة غير ربحية، وتم تكليف الأستاذ مجدي خليل بإعداد الدراسات والخطوات القانونية الخاصة بإعلان المؤسسة وتسجيلها في أكثر من عاصمة أوروبية إن أمكن، وتم الاتفاق على عدة أسماء كي يتم اختيار اسم منها، ويبدأ العمل في تسجيلها وإشهارها، على أن يتولى الأستاذ مجدي خليل تقديم اسم المحامي وخطوات التأسيس التي يتم الاتفاق عليها معه، وبيان عن أهداف المؤسسة لتناقش في الاجتماع القادم في فبراير من عام 2007، على أن يترافق ذلك مع اتصالات مكثفة مع كافة الطوائف والأعراق المضطهدة لتقديم أسماء المرشحين لتمثيلها في المؤسسة الجديدة.
ثالثاً:المؤتمر القادم للمؤسسة الجديدة
تم الاتفاق على عقد المؤتمر القادم في العاصمة البريطانية لندن في (سبتمبر أو أكتوبر) من عام 2007، بعد دراسة الظروف المتعلقة بالمؤتمر لاختيار الموعد المناسب في هذين الشهرين المذكورين وسوف يتم تحديد ذلك في اجتماع فبراير القادم مع مراعاة الأسس التالية:
أ)تكون أيام المؤتمر يومين فقط، يوم للباحثين العرب ويوم للباحثين الأجانب باللغة الإنجليزية.
ب)اختيار المشاركين العرب والأجانب بدقة متناهية حسب فعاليتهم ونشاطاتهم، التي تخدم أهداف المؤسسة بحيث لا يكون العدد المشارك مجرد عبء مادي على المؤسسة لا يضيف جديداً وفائدة عملية لعمل المؤسسة.
ج)التركيز على دعوة مراكز البحوث والدراسات الأوروبية، والأمريكية ذات العلاقة بمسائل حقوق الإنسان والعدالة، والديموقراطية في الشرق الأوسط لرعاية المؤتمر ودعم القرارات والتوجهات الصادرة عنه.
د)دعوة ممثلين ومشاركين من كافة الأعراق والطوائف الجديدة التي ستنضم لعمل المؤسسة الجديدة، كي يقدموا تقارير عن آخر المستجدات في ميدان طوائفهم وأعراقهم.
رابعاً:كتاب مؤتمر واشنطن الذي عقد في نوفمبر 2005
وافقت الهيئة على أن يبدأ الأستاذ مجدي خليل من الآن وخلال ستة شهور لإعداد الطبعة العربية من هذا الكتاب، ويساعده الدكتور شاكر النابلسي في التحرير، وفي اجتماع فبراير 2007 يتم اختيار الدراسات التي ستكون أساساً للطبعة الإنجليزية من الكتاب، كما تم تكليف الدكتور شاكر النابلسي بالبحث عن ناشر أمريكي للطبعة الثانية لكتاب مؤتمر زيورخ عام 2004 الذي صدرت طبعته الأولى في عام 2006. (انتهى البيان)
وأنا كمشارك في هذه اللجنة الاستشارية، أدرك مسبقا حجم الاتهامات التي سنواجه وأخفها وألطفها العمالة لكافة أجهزة المخابرات بما فيها البرازيلية والتشادية والأباديرية، ومن يتنطح لهذه المسائل والقضايا الحساسة في مجتمعات العنف العربية عليه أن يتوقع ذلك، والمسألة الوطنية واضحة في فرزها، فإما أن تكون واحدا من المصفقين للطغاة أيا كانت أسماؤهم، أو تعلق الأجراس وتضيء الأضواء علّ هذه الشعوب تصحو من غفلتها وتسلك الطريق الذي أوصل الشعوب الأخرى لميادين التقدم والحضارة والتكنولوجيا التي نعيش على هامشها وعلى ما تخترعه وتصنعه تلك الشعوب، ونحن لا نجيد سوى صناعة الاستبداد وتفريخ واستنساخ الطغاة والمستبدين.
[email protected]
ملاحظة:
كل من يريد المشاركة في الاجتماع القادم للجنة الاستشارية في نوفمبر من عام 2007 ممثلا لأية طائفة أو قومية، يمكنه الاتصال على الإيميل المذكور أعلاه كي يتم تحويل طلبه للجنة الاستشارية في زيوريخ.
التعليقات