quot;ايلافquot; تحاور نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح (1/2)
العهد الدولي مؤجل لحين تنفيذ استحقاقاته العراقية
أسامة مهدي، ايلاف: قال نائب رئيس الوزراء العراقي الدكتور برهم صالح ان العهد الدولي حول العراق مؤجل حتى يتم تنفيذ استحقاقاته العراقية وشدد على رفض أي تفاهمات ايرانية اميركية على حساب العراق خلال المفاوضات المقبلة للدولتين ودعا الى عمل عراقي دولي مشترك يحول العراق من ساحة تصفية حسابات وصراعات اقليمية ودولية الى ساحة توافق اقليمي ودولي من اجل انتصار ارادة الاعتدال في المنطقة ضد المتطرفين.واضاف السياسي العراقي نائب الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس جلال طالباني في حواراجرته quot;ايلافquot;معه في عمان حول الاوضاع الراهنة في العراق بمختلف مجالاتها .. ان تهديدات جبهة التوافق السنية بالانسحاب من الحكومة والعملية السياسية تؤكد ان الوحدة الوطنية العراقية الفاعلة بحاجة الى اسس واضحة يجب ان تتجسد في مشاركة جدية وفعلية في القرار الوطني وفي تحمل المسؤولية لانه لايمكن ان تتمتع أي قوة سياسية بأمتيازات المشاركة في العملية السياسية واتخاذ القرار من دون تحمل المسؤولية في تنفيذ هذا القرار والمشاركة الفعلية في مواجهة التحديات السياسية والامنية ضد البلد .
وعن المطالب الاميركية من الحكومة العراقية اشار برهم صالح الى انها تتعلق بالاداء السياسي والحكومي وتلبية مجموعة من الاستحقاقات المطلوبة التشريعية والسياسية ومنها ما يتعلق بقوانين معروضة على مجلس النواب مثل تعديل الدستور واجتثاث البعث والمصالحة الوطنية .. موضحا انها ليست مطالب اميركية بقدر ما هي تطبيق للبرنامج الحكومي الذي لم تنفذ الكثير من فقراته بسبب الظروف السياسية .. ملقيا بمسؤولية ذلك على تعدد مراكز القرار والاطر التي تحد من سياقات عمل الحكومة. وقال ان هناك مطالبات اميركية بتحقيق تقدم جذري وجوهري في الاداء الحكومي العراقي خلال فترة زمنية معينة .. لكنه اشار الى خطورة توقع تغييرات بنيوية في الوضع العراقي خلال الفترة القريبة المقبلة .. واكد على ضرورة الاقرار بوجود وضع صعب وخطير في العراق .. وهنا الجزء الاول من الحوار مع نائب رئيس الوزراء العراقي:
المحادثات الاميركية الايرانية وتأثيرها على العراق
كيف ترون لطبيعة المحادثات الاميركية الايرانية المنتظرة قريبا حول العراق وهل تتوجسون من خطورتها عليه ؟
يجب ان نقر بحقيقة ان الصراعات الاقليمية والدولية حول العراق قد شكلت عاملا معرقلا لاستباب الامن والاستقرار فيه . ومع الاسف ان الساحة العراقية قد تحولت الى ساحة تصفية صراعات اقليمية ودولية خلال الفترة السابقة ولذلك ليس من مصلحة العراق عدم ايجاد توافق اقليمي ودولي حوله . واذا كان مقصودا بالاتفاق الاميركي الايراني هو تقسيم العراق الى مناطق نفوذ ايرانية واخرى اميركية فأن هذا غير مقبول لاعراقيا ولا اقليميا . ان أي اتفاق يجب ان يكون مبنيا على اسس واضحة اولها احترام السيادة والارادة العراقية الحرة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية .
ان احد اسباب استمرار دوامة العنف وعدم استقرار الاوضاع في العراق هو التدخل في شؤونه والانتقاص من ارادته الحرة ولذلك فأن املنا ان يكون الحوار الايراني الاميركي المنتظر بداية لترتيبات تمنع التدخل في الشأن الداخلي العراقي .. ولكن يقينا فانه لن تكون المحادثات هذه كافية في هذا السياق لانه يجب ان يكون هناك توافق وطني عراقي مدعوم بتوافق اقليمي ودولي . والتوافق الاقليمي يتطلب ليس فقط الجانب الايراني وانما يتطلب التعاطي مع البعد العربي والبعد الاقليمي بصورة كاملة .. فالمطلوب ان نبني على ما تحقق في مؤتمر شرم الشيخ الاخير لمؤتمر الجوار العراقي والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وان يأتي باجماع على ان يكون العراق نقطة اتفاق اقليمي دولي يجعل من استقرار العراق وانهاء العنف على اراضيه مصلحة اقليمية ودولية مشتركة ولكن هذا يتطلب تصورا اقليميا متكاملا ببعديه العربي والايراني والتركي ايضا داعم لمفهوم السيادة العراقية ورفض التدخل في الشأن العراقي واحترام الارادة الحرة للعراقيين والرغبة العراقية في عدم التدخل في شؤونه الداخلية .
التهميش السني في العملية السياسية
الى أي مدى تتفقون مع طروحات جبهة التوافق بان السنة في العراق مهمشون في العملية السياسية ؟
لا أريد ان اعلق على مفردات جبهة التوافق فهي مشتركة معنا في حكومة الوحدة الوطنية .. والحكومة العراقية الحالية متكونة من اطراف اساسية وهناك بعض الملاحظات فيما يتعلق باجراءات اتخاذ القرار .. ومن وجهة نظري فأننا لانزال نعيش في مرحلة استكمال الصفقة المطلوبة لحل المشكلة العراقية والتي هي في اساسها صراع على السلطة .. والعراق بحاجة الى صفقة وطنية وعقد وطني يؤدي الى مشاركة حقيقية في القرار الوطني ويؤمن في الوقت نفسه المشاركة في تحمل المسؤولية في مواجهة الارهابيين والتكفيريين والمتطرفين الذين لايريدون للبلد الاستقرار. املي ان نتحاور كاطراف سياسية اساسية في المعادلة العراقية داخل الحكومة ونتفق على سياقات واليات وقرار يضمن المشاركة الحقيقية لانه بدون هذه المشاركة لن يتحقق الاصطفاف الوطني المطلوب للقضاء على الارهابيين والمتطرفين.
تهديدات جبهة التوافق بترك الحكومة
وكيف تنظرون الى تهديدات جبهة التوافق بالانسحاب من الحكومة الحالية والعملية السياسية ؟
دعنا نتخلى عن لغة التهديد .. نعم لدينا مشاكل حقيقية لايمكن الاستهانة بها .. فالوضع العراقي خطير لكن في النهاية فأن العدو الاساسي هو الارهاب والتكفيريين والخارجين على القانون والذين لايريدون للبلد الاستقرار في مواجهة ارهاب القاعدة ومشاريع القتل والتدمير الذي تريده ولذلك لايمكن لنا الا ان نبقى موحدين .. ولكن الوحدة الحقيقية والفاعلة بحاجة الى اسس واضحة وهذه يجب ان تتجلى وتتجسد في مشاركة جدية وفعلية في مؤسسات القرار الوطني والمشاركة. يجب ان تتحقق مشاركة حقيقية في تحمل المسؤولية لانه لايمكن ان تتمتع بأمتيازات المشاركة في العملية السياسية واتخاذ القرار من دون تحمل المسؤولية في تنفيذ هذا القرار وتحمل نتائجه والمشاركة الفعلية في مواجهة التحديات السياسية والامنية التي تعترض البلد .
المطلوب اميركيا من الحكومة العراقية
عدتم توا من زيارة للولايات المتحدة اجريتم خلالها مباحثات مع كبار المسؤولين والقادة السياسيين بينهم نائب الرئيس ديك تشيني ووزيرة الخارجية غونداليزا رايس .. فماهي طبيعة المفاوضات التي اجريتموها هناك ؟ وماهو رأي اصحاب القرار الاميركي بالاوضاع العراقية الحالية وماذا يريدون من حكومته ؟
في اميركا الان سجال كبير حول الوضع العراقي ونقاشات واسعة داخل مؤسسات القرار الاميركي وتحديدا في داخل الكونغرس وبينه وبين البيت الابيض وهذا ناتج من قلق حول مايجري على الساحة العراقية وعدم استقرارها واستمرار دوامة العنف . وزيارتي كانت مناسبة مهمة للتعرف عن كثب على هذا السجال وطبيعته والذي يجري داخل اروقة اصحاب القرار في واشنطن.
ولكن ايضا عملت على تعريفهم بوجهات النظر العراقية حول مايجري في بلدنا .. هناك مطالبات اميركية بتحقيق تقدم جذري وجوهري خلال فترة زمنية معينة لكني اريد ان انبه الى خطورة توقع تغييرات بنيوية في الوضع العراقي الحالي خلال الفترة القريبة المقبلة .. فامامنا تحديات واستقطابات سياسية كثيرة يجب ان نتجاوزها ويجب ان نقر كعراقيين بوجود وضع صعب وخطير .. فنحن بحاجة الى تجاوز الكثير من المشاكل التي نعاني منها ويجب ان نقر بضرورة مراجعة بعض سياقات عملنا السياسي وبعض بديهياته .. وان نقر ايضا بان الهجمة الارهابية الشرسة التي نتعرض لها تستدعي منا ايجاد الاصطفاف الوطني القادرعلى التخلص من هذه الهجمة ودحر الارهاب . . وبدون هذا الاصطفاف الوطني فلا يمكن دحر الهجمة الشرسة التي نعاني منها.
ان امامنا خيارات واستحقاقت صعبة فيجب ان نعمل على استحصال وادامة الدعم الاميركي والاقليمي والعربي لمشروعنا الوطني .. ولكن في النهاية يجب ان يكون القرار عراقيا لانه في غياب الارادة العراقية الداعمة لايجاد مثل هذا الاصطفاف نخشى ان تستمر دوامة العنف ويدفع العراقيون ومعهم المنطقة ككل ثمنا باهضا لما يجري في العراق .. فبعد 4 سنوات من سقوط نظام الاستبداد يجب ان نقرر مراجعة تكفل لنا احترام الارادة الحرة للعراقيين والمشروع الديمقراطي في العراق .. وفي الوقت نفسه الاتيان بهذا الاصطفاف الوطني للتعامل مع هذه الاستحقاقات.
قدرة الحكومة العراقية على اجراء تغييرات اصلاحية
ماهي هذه الاستحقاقات .. وهل تعتقدون ان الحكومة قادرة على اجراء هذه التغييرات لتحقيق الاهداف المتطلع اليها حاليا ؟
التغييرات هي فيما يتعلق بالاداء السياسي والحكومي وتلبية مجموعة من الاستحقاقات المطلوبة التشريعية والسياسية ومنها ما يتعلق بقوانين معروضة على مجلس النواب مثل تعديل الدستور واجتثاث البعث والمصالحة الوطنية وهي ليست مطالب اميركية بقدر ما هي تنفيذ للبرنامج الحكومي وهو برنامج متكامل متعدد الابعاد لكننا لم نتمكن من تنفيذ الكثير من فقراته بسبب الظروف السياسية وقد تلام الحكومة على ذلك لكنه في الواقع هناك الكثير من مراكز القرار والاطر التي تحد من سياقات عمل الحكومة . نحن في هذه الحالة بحاجة الى مراجعة هذه السياقات لنتمكن من تنفيذ ما وعدنا به شعبنا قبل ان نتحدث بما يطالبنا به الاميركان خاصة وان العراق حصل خلال مؤتمر شرم الشيخ على دعم وتاييد 74 دولة ونظمة دولية لتنفيذ العهد الدولي للعراق وهذا مشروع مبني على اساس الرؤية الوطنية العراقية والمشروع الوطني العراقي المدعوم دوليا .. فنحن مطالبين بتنفيذه عراقيا قبل ان نطالب به دوليا .
آليات تنفيذ العهد الدولي للعراق
ماهي الاليات التي ستتبع لتنفيذ العهد الدولي للعراق ؟
لن يتم تنفيذ أي شيء في غياب التوافق بين الكتل السياسية في العراق .. ولحد الان نحن مانزال نعيش استقطابات تمنع تجسيد هذا التوافق من خلال التشريعات وغيرها ولذلك فاننا الان في وضع خطير ولايمكن ان نستمر على هذا الوضع . لقد وعدنا شعبنا ووعدنا العالم الخارجي بتحقيق الكثير من هذه الاجراءات ولكن لم نتمكن من ذلك بسبب الاستقطابات الداخلية والمحددات السياسية .. ولذلك يجب مراجعة هذه المحددات اذا اردنا ادارة بلدنا بالشكل الصحيح ونقدم الخدمات وتحسين الوضع الاقتصادي وفي الوقت نفسه نجابه الارهاب الدولي والتطرف الداخلي . ولايمكن ان ننجز ماهو مطلوب بالنهوض بالواقع العراقي بوجود هذه المحددات السياسية فنحن نحتاج لحوار هاديء بعيد عن الابتزاز والتحزب اذا كنا نقر باستحالة ادامة هذا الوضع بشكله الحالي . نحن حريصون على مستقبل بلدنا الامر الذي يتطلب مراجعة الكثير من المحددات التي نجمت عن المرحلة الانتقالية ولظروف معروفة لايمكن ان ننجح بهذه المحددات ولذلك اذا اردنا ان ننجح علينا تنفيذ ما وعدنا به شعبنا ولكن هذا مرهون بتوافق وطني بين الكتل السياسية .. غير انه ولحد الان ليس هناك توافق جازم لتحقيق وعودنا لشعبنا .
عهد العراق الدولي وصعوبات التنفيذ
اذا هل نستطيع ان نقول ان تنفيذ عهد العراق الدولي مؤجل التنفيذ ؟
ما حصلنا عليه من دعم وتأييد دولي واسع يتطلب منا ان نكون ايجابيين ونعمل بشكل استثنائي على ايجاد هذا التوافق الوطني المطلوب من اجل تنفيذ مما هو مطلوب في عهد العراق الدولي والذي هو قائم على سياسة اساسها مشاريع وطنية عراقية نابعة من المصالحة الوطنية ... ولكن اذا سألتني هل نحن قادرين ضمن المحددات الحالية على تنفيذ ما وعدنا به انا اقول لك بصراحة كلا .. فالعهد مؤجل التنفيذ ولكن لايمكن تأجيله لوقت طويل لان هناك في ظل الظروف الداخلية الحالية التي نواجهها والتحديات الكبيرة السياسية والامنية وفي ضوء المتغيرات الاقليمية والدولية لايمكن الانتظار الى ما لانهاية . فيجب ان نكون في القيادات السياسية الاساسية جريئين ونقول ان المحددات الحالية لاتوفر للقيادة السياسية في البلد العمل على تنفيذ هذه الوعود .
قيادة بديلة للاوضاع الحالية
ما هو رأيك بما يروج في الاوساط السياسية من خطة تدرسها الادارة الاميركية سيجري تطبيقها في حالة بقاء العجز الحكومي على وضعه الحالي ان يتم تشكيل قيادة ثلاثية بديلة تضم برهم صالح الكردي واياد علاوي الشيعي وطارق الهاشمي السني لقيادة البلد لعامين يتم خلالهما تهيئة الاوضاع لانتخابات جديدة ؟
اني اسمع بهذا للمرة الاولى .. وهنا اؤكد انه لايمكن تجاوز الارادة الحرة للعراقيين .. وانا جزء من القرار الوطني الحر للعراقيين .. والحكومة التي نمثلها منتخبة شعبيا .. الاميركان لن يستطيعوا حل المشكلة العراقية لان حلها مرهون بارادة العراقيين اولا واساسا ويجب ان يتم هذا الحل من دون تدخل في ارادة العراقيين .. ليكون هناك توافق عراقي مدعوم بتوافق اقليمي دولي .. وبدون ذلك ستستمر دوامة العنف في العراق . واريد ان اذكر في هذا السياق انه قد يتصور البعض ان العنف في العراق سيبقى محصورا ضمن الحدود العراقية لكن مانراه من انتشار ظاهرة التطرف في المنطقة ككل فان مواجهة الارهابيين تتطلب التوصل الى تفاهم كامل حول الامن الاقليمي من اجل دحرهم وهو امر مطلوب عراقيا واقليميا ودوليا . لنأمل ان يتحول العراق من ساحة تصفية حسابات وصراعات اقليمية ودولية الى ساحة توافق اقليمي ودولي من اجل انتصار ارادة الاعتدال في المنطقة ضد هؤلاء المتطرفين .
التعليقات