سيشجع على التسامح والإنفتاح وينبذ الإرهاب وقتل الأبرياء
البيان الختامي لمؤتمر الأديان: إستقلالية الحوار عن التدخلات
العاهل السعودي يدعو في كلمته إلى نبذ التعصب الملك عبد الله: سأذهب لأميركا لحوار الأديان
إيلي الحاج من بيروت:علمت quot;إيلافquot; إستناداً إلى تقرير دبلوماسي ورد إلى بيروت أن مؤتمر quot;حوار الحضارات والأديانquot; المنعقد في مقر الأمم المتحدة بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون وبرعاية العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، ويشارك فيه عشرة رؤساء دول وثمانية رؤساء حكومات وعدد كبير من الوزراء، سيخلص في ختام أعماله اليوم، بتوقيت نيويورك، بعد انتهاء كلمات رؤساء الوفود والمناقشات والمداخلات إلى بيان ختامي يقضي بتشكيل لجنة متابعة تمثل جميع الهيئات الدينية التي سبق ان شاركت في مؤتمر مدريد في تموز/ يوليو الماضي، ويكون مقر هذه اللجنة في سويسرا، وذلك من أجل متابعة الحوار باستقلالية كاملة.
وستخصص فقرة في البيان تدعو في هذا السياق إلى أن يكون الحوار بعيدا من أي تدخلات سياسية. وسيلفت الى أن مبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله هي الأحدث بعد مبادرات سابقة لزعماء دينيين ورؤساء دول اعضاء في مجلس الأمن من أجل تعميق ثقافة السلام والتفاهم بين أتباع مختلف الاديان والثقافات والحضارات، سعياً إلى نشر قيم التسامح واحترام حقوق الانسان بين الناس جميعا.
وسيركز البيان الختامي على أن الدول الاعضاء تشجع الحوار والتفاهم والتسامح بين الناس واحترام اديانهم وثقافاتهم ومعتقداتهم المتنوعة بعد تنامي حالات عدم التسامح والتمييز وبث الكراهية واضطهاد مجتمعات الأقليات الدينية لأي دين، وسوء استغلال الأديان في ممارسات الارهاب والعنف والاكراه، كما سيشدد على رفض الدول استخدام الدين لتبرير قتل الأبرياء.
واستغربت أوساط سياسية في بيروت انتقاد بعض السياسيين اللبنانيين، على خلفية تحالفاتهم الإقليمية، مشاركة لبنان في quot;مؤتمر حوار الحضارات والأديانquot; بسبب مشاركة الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريس، وأوضحت ان الرئيس ميشال سليمان يلبي دعوة مزدوجة، أولا من العاهل السعودي وثانيا من رئيس الجمعية العمومية، إلى مؤتمر ينعقد في القاعة الرئيسة للأمم المتحدة. وأضافت أن سليمان يركز في لقاءاته في الأمم المتحدة على quot;اهمية الحوار وخبرة لبنان الواسعة في هذا المجال، وأنه يرعى حوارا لقادة الطوائف والفئات التي يتألف منها لبنان، وان الحوار هو طريقة حياة للبنانيين، وأن لبنان هو quot;المؤهل لأن يكون المكان المناسب لحوار الاديانquot;. علماً أنه سبق ان اشار الى ذلك في خطابه في ايلول/ سبتمبر الماضي امام الجمعية العمومية، لكن تكراره الامر على المنبر الدولي نفسه له وقعه الخاص، خصوصاً ان موضوع الدورة الخاصة للجمعية هو حوار الاديان والحضارات.
واشارت الى ان سليمان يتناول توظيف الدين في السياسة لمنع الخلل في الموازين، ويتخذ مثالا القدس الرازحة تحت الاحتلال، ويمكن تحويلها عاصمة تحضن الاديان. كما أنه يؤكد لقادة الدول المشاركين او من يمثلهم في المؤتمر ان لبنان يقوم من محنته وقد اجتاز الصعاب والمحن التي مر بها، ويشرح لهم سبل تغلب الاجهزة الامنية على الارهاب. وختمت ان quot;مشاركة لبنان، الذي يضم 18 طائفة، في هذا المؤتمر امر طبيعي، وهو النموذج الاوحد في العالم لنسيج الأديان والطوائف والحوار والتعايش السلمي بين أتباعها.
في سياق مختلف، لفت تقرير دبلوماسي آخر ورد إلى بيروت إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما متحمس لمعاودة إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط، ومن المتوقع ان يتعامل بانفتاح أكبر مع حركة quot;حماسquot;. لكنه يدرك أن مقومات الحل غير متوافرة على المسارين السوري والفلسطيني في ظل التركيبة السياسية الحالية في إسرائيل، وضعف موقع حركة quot;فتحquot; وصعوبة الفصل بين سورية وإيران. لذلك كله لن تكون المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية في صدارة أولويات أوباما، إلا إذا اتخذت الحكومة الاسرائيلية قرارا جديا يتماشى مع المؤشرات الأخيرة التي تبثها خصوصاً نحوquot; المبادرة العربية للسلامquot; التي أطلقها العاهل السعودي الملك عبدالله عندما كان ولياً للعهد في القمة العربية التي أقرتها بالإجماع في بيروت عام 2002.
وأشار التقرير إلى أن الموقف من مبادرة الملك عبدالله أصبح بنداً رئيسًا في المنافسات التي تسبق الإنتخابات الإسرائيلية المقبلة، بعدما برزت في المرحلة الأخيرة تصريحات علنية ورسائل ومواقف وتلميحات لعدد من القيادات في اسرائيل تشير الى الاستعداد للقبول بالمبادرة العربية. فهل تصدق أم أنها مجرد مناورة أخرى؟
التعليقات