المنامة تحتضن 30 كنيسة كاثوليكية وبروتستانتية وقبطية
الملك حمد يشارك في حوار الأديان في نيويورك

سارة رفاعي من المنامة: علمت إيلاف من مصادر قريبة من الديوان الملكي أن عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة سيشارك في الاجتماع المقرر عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك منتصف الشهر الجاري حول حوار الأديان والذي ينظم بمبادرة من الملك عبدالله بن عبد العزيز وتحت عنوان ( ثقافة السلام والحوار بين الأديان والثقافات ).

وذكر تقرير رسمي ان البحرين بما تتمتع به من تنوع سكاني متجانس ومن انفتاح فكري وديني سباقة إلى احتضان تجمعات الحوار الديني على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية منذ وقت طويل، وحين طرح الملك مشروعه الوطني الإصلاحي كان واضحاً في وعيه تكريس مبدأ الحوار والانفتاح على الجميع، بغية التمازج وصهر التنوع في بوتقة الوحدة الوطنية، وتكريس تجانس مكونات المجتمع البحريني من مختلف الأطياف والأديان والأعراق، كون ذلك يجسد سمة حضارية تحسب للبحرين.

واكد التقرير ان تجربة مملكة البحرين الحضارية باعتبارها بلد التسامح وتلاقي الأديان، الى جانب تجربتها في فتح آفاق الحوار الديني والخطاب الوسطي المستنير، اكتسبت موقعاً استثنائياً بين دول العالم، جعلها محط اهتمام واحترام العديد من المجتمعات ومن الناشطين في مجال الحوار الديني الذين يؤمن بالتعايش وبأن الأديان جاءت من مصدر واحد لتحقيق السعادة للبشرية.

وذكر ان خصوصية البحرين تتكرس في هذا المجال كونها لديها مواطنين من أتباع الديانات السماوية، الذين ينشط العديد منهم في الحياة العامة، كما تحتضن أقدم وأنشط الكنائس الكاثوليكية في المنطقة الخليجية، وهي كاتدرائية القلب المقدس التي دشنت في مارس عام 1940 ، والتي تعتبر أول كنيسة من نوعها في منطقة الخليج، ناهيك عن احتضان نحو ثلاثين كنيسة كاثوليكية وبروتستانتية وقبطية تخدم عددا كبيرا من مختلف أصقاع العالم.

وقال إن إسهامات البحرين جاءت بفاعلية في الأنشطة والاجتماعات الدولية والإقليمية في مجال quot;حوار الأديان والعقائد والحضاراتquot; لتعزز موقعها بين دول العالم كإحدى الدول الرائدة على صعيد احترام عقائد الآخرين وفق مبدأ التعايش، و كواحدة من أهم المحاضن الدولية للحوارات الحضارية والعقائدية، وذلك في ظل ما تؤمن وتقوم به من دور حضاري بوصفها واحة للإخاء والحوار وملتقى للتعايش والسلام بين الأديان والثقافات.

كما كانت البحرين ولا تزال سباقة لاحتضان الفعاليات المتعلقة بالوئام العالمي حيث احتضنتquot;مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحيquot; في أكتوبر عام 2002، كما شاركت في السنة الدولية للحوار بين الحضارات 2001، وبادرت باستضافة مؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية في سبتمبر 2003 الذي استقطب العديد من العلماء والمفكرين، وغيرها من عشرات المؤتمرات والفعاليات والأنشطة.

وقد بدأت الدول خليجية أخرى بتقديم إسهامات واجتهادات تصب في ذات التوجه سعيا منها للحاق بقطار quot;حوار الأديانquot; تحت اعتبارات المستجدات الدولية الراهنة التي لا تنتظر أحداً.


يذكر ان الملك حمد التقى يوم الأربعاء الموافق التاسع من يوليو الماضي 2008 ، بابا الفاتيكان بندكت السادس عشر رئيس الكنيسة الكاثوليكية في مقر قداسته في إطار زيارته الرسمية ايطالي، مؤكدا على هامش اللقاء على :quot; أهمية مد جسور التفاهم والتعايش وتأكيد القيم الإنسانية المشتركة التي تلتقي حولها مختلف الأديان والحضارات، ونشر قيم التسامح والاعتدالquot;.