وشدد الملك خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية للاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بشان دعم الحوار بين الأديان والثقافات وذلك بمقر الأمم المتحدة بنيويورك بمشاركة عدد من رؤساء وممثلي الدول العربية والأجنبية عزم مملكة البحرين على المساهمة الفعالة في مسيرة مؤتمر حوار الأديان بكل ما تملك من جهد وإمكانات وصولا إلى الهدف المنشود وهو عالم تسوده المحبة وتظلله العدالة ويحقق الأمن والسلام سعادة شعوبه ومجتمعاته.
واكد الملك أن تنوع الأديان والمذاهب ينبغي أن يكون رافدا للحوار الذي يحصن البشرية ضد النزاعات والصراعات التي تزيد من اتساع الهوة بين الشعوب حيث لاينبغي إقحام الأديان في المآسي التي مرت على البشرية خلال العقود الماضية .
وأشار إلى أن السبب الحقيقي لتلك المآسي هو غياب منهجية الحوار مما أدى إلى وجود التطرف الذي اتبعه قلة من إتباع الأديان متوهمين أنهم بذلك يؤدون واجبا دينيا والدين منهم براء، مضيفا أن الإسلام منذ بزوغ فجره مد يده ليصافح كل الحضارات بايجابية تضمن استمرارية الحوار والانفتاح والتعارف الإنساني في ظل منظومة القيم الأخلاقية التي تتفق عليها الشرائع والملل كافة .
وتطرق الملك إلى محاولات بعض الأهواء والمصالح الضيقة الإساءة إلى حقوق الإنسان فبدلا من أن تؤكد وتعزز مظاهر المساواة والإخوة بين البشر فإنها تثير نزاعات الكراهية والعنصرية والتفرقة مثل التي يطلق عليها نزعة الخوف من الإسلام الاسلاموفوبيا والتي تروج لها القلة في بعض الدوائر بقصد إثارة الفتن والكراهية بين الشعوب ولتحقيق مآرب سياسية ضيقة بهدف إيجاد صراع بين الحضارات متجاهلين سماحة الإسلام وتعاليمه التي تنبذ العنف وتدعو إلى السلم والأمن والعدل والرحمة.
وقال أن مملكة البحرين وعلى مر العصور كانت وما زالت أرضا خصبة للتعايش بين جميع الأديان لما تقره تشريعاتها من احترام لحقوق الإنسان.كما أن المملكة ومن خلال حرصها على تأكيد دعم
مسيرة حوار الأديان فقد استضافت العديد من المؤتمرات والمنتديات وبحضور كبار العلماء ورجالات الدين.
وقال أن البحرين تساند كل مشروع انساني يهدف إلى إسعاد البشرية وتؤيد الرؤى الحضارية التي غايتها حماية الإنسان وتحقيق آمنه واستقراره ، مشيدا بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية لحوار الأديان باعتبارها رؤية جديدة لتقريب شعوب العالم على مختلف دياناتهم إذ يمكن اعتبارها أداة عملية لمعالجة ظاهرة التطرف والكراهية من جهة
ومكافحة ما يسمى بالخوف غير المبرر من الإسلام والمسلمين من جهة أخرى.
التعليقات