عون يحضر لحملة إنتخابية تحت شعار quot;تعديل الطائفquot; ... والإنقسام على أشده
مسيحيو quot;14 آذار quot; سيطلبون التفاوض غير المباشر مع إسرائيل

إيلي الحاج من بيروت: علمت quot;إيلافquot; أن الجناح المسيحي في قوى 14 آذار/ مارس يعد لتحرك سياسي في الايام المقبلةيطالب بإجراء مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل على غرار تلك الجارية بين سورية وإسرائيل عبر الوسيط التركي، وذلك من أجل تجديد إتفاق الهدنة الموقع عام 1949 وجعله أساساً ثابناً للوضع على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية. ومن المتوقع أن يزور وفد موسع من مسيحيي قوى 14 آذار البطريركية المارونية في بكركي ويعلن هذا الموقف من هناك، ولم يتحدد بعد ما إذا كان هذا التطور الذي سيثير الكثير من الغبار في حقل السياسة اللبنانية سيسبق أم يلي جلسة الحوار المقبلة بين زعماء الأحزاب والطوائف في 22 من الشهر الجاري.

وينتظر مسؤولون وسياسيون في بيروت، في مقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري انعقاد الجلسة، بعد عودة رئيس الجمهورية ميشال سليمان من زيارة الأحد للملكة الأردنية، من أجل الإطلاع على إقتراح quot;الإستراتيجية الدفاعيةquot; الذي سيقدمه إلى هيئة الحوار رئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع، وهو كان أول من أطلق تعبير quot;الإستراتيجية الدفاعيةquot; في سياق الإعتراض على استمرار quot;حزب اللهquot; في حيازة السلاح الذي يقول الحزب إن لا بد منه لاستمرار quot;المقاومةquot; التي يصفها بأنها quot;مقدسةquot;. لكن الحزب أبدى إنفتاحاً في الوقت نفسه على البحث في أي إقتراح يؤمن الحماية للأراضي اللبنانية من إعتداءات إسرائيلية محتملة،من دون أن يتخلى عن إعطاء الأولوية لتحرير مزارع شبعا المحتلة والتي يدور سجال يومي في شأنها بين الأفرقاء اللبنانيين.

ففي حين تعتبر قوى 14 آذار/ مارس إن لبنانية هذه المزارع لا يحسمها سوى توقيع خرائط ترسيم الحدود بين لبنان وسورية وإرسالها إلى الأمم المتحدة لتنطبق على هذه البقعة مفاعيل القرار الدولي الذي نص على إنسحاب إسرائيل من كل الأراضي اللبنانية المحتلة، يتمسك فريق 8 آذار/ مارس المتحالف مع سورية بأن لبنانية هذه المزارع تحسمها صكوك الملكية التي يحملها لبنانيون والصادرة عن الدوائر الرسمية اللبنانية، فضلاً عن إن القيادة السورية أقرت بلبنانية المزارع في مواقف إعلامية كما في رسالة إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة .

ويريد الفريق المسيحي في قوى 14 آذار/ مارس طرح فكرة حياد لبنان على الطريقة السويسرية من دون التخلي عن فكرة العداء لإسرائيل. الأمر الذي لن يستسيغه quot;حزب اللهquot; وحلفاؤه، خصوصا أن الحزب يذهب في أدبياته إلى الكلام على ضرورة تحرير فلسطين في معرض حديثه عن السلاح. وتظهر هذه التعارضات لبناناً منقسماً بشدة حيال هذه القضية .

أما الجناح المسلم في قوى 14 آذار/ مارس فالظاهر إنه لن ينزلق إلى هذا السجال ،وإن كان الزعيم الأبرز في هذه القوى عموماً رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط يردد في مجالسه الخاصة والعلنية أن من حق لبنان أن يرتاح من الحروب بعد أكثر من 40 عاماً من الأهوال، ويشير إلى النظام السوري الذي لم يحرر أرضه المحتلة في الجولان ولم يطلق مقاومة فيها، ومع ذلك يخوض مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل.

ويسعى فريق الغالبية النيابية (14 آذار) إلى خوض الإنتخابات النيابية في الربيع المقبل تحت شعار ي quot;مَن يؤيد استمرار quot;حزب اللهquot; في الإحتفاظ بسلاحه ومن يعارضه؟quot; وquot;مَن يريد الدولة اللبنانية ومن يريد دويلة حزب الله؟quot; .

في المقابل سيخوض فريق الأقلية النيابية (8 آذار) الإنتخابات في المناطق المسيحية ndash; الحاسمة باعتبار أن ميزان القوى في المناطق الإسلامية لا يتيح توقع مفاجآت كبيرة- تحت شعار تعديل إتفاق الطائق الذي طرحه النائب الجنرال ميشال عون، بما يعيد بعض صلاحيات أُخذت من رئيس الجمهورية الماروني وأُعطيت لمجلس الوزراء مجتمعاً، في الإتفاق الذي أنهى مرحلة الحرب الطويلة في لبنان (1975- 1990).

ويثير موضوع المساس باتفاق الطائف حساسيات كبيرة لدى كل الطوائف اللبنانية، وقد أبدى الرئيس بري شبه اعتراض على التطرق إلى هذا الموضوع، متخوفاً من أنه يفتح شهية كل الفئات من منطلقات طائفية لتحسين أوضاعها داخل تركيبة الدولة، فضلاً عن أن تعديل إتفاق الطائف الذي أصبح دستوراً للبلاد يستلزم موافقة ثلثي أعضاء مجلس النواب أي الجميع، وهذه الموافقة متعذرة.

ولا يبدو المسلمون في لبنان سواء في قوى 14 أو 8 آذار متحمسين لإعادة صلاحيات كانوا يعتبرونها quot;ملوكيةquot; لرئيس الجمهورية الماروني، خصوصاً أنهم لن ينالوا شيئاً في المقابل. لكن خوض الإنتخابات تحت شعار quot;تعديل الطائفquot; يمكن أن يكون مفيداً للجنرال عون الذي غادر قصر بعبدا تحت وطأة القصف الجوي والبري السوري عام 1990 وهو يردد :quot;تستطيعون سحقي ولكن لن تأخذوا توقيعيquot; . وبعد الحملة الشديدة التي استهدفته إثر زيارته لسورية ومواقفه القريبة من مواقف قيادتها، بات في أمس الحاجة إلى ما يدغدغ به جمهوره المسيحي، ويبدو متجهاً نهائياً إلى إستعادة مشاهد 1990 سياسياً، ولكن مع حذف لقطات العداء لسورية منها.