وصل إلى الانترنت ورسائل الsms
الكويت: صراع حكومي قبلي شرس حول الانتخابات السرية
تفاصيل حول سر علاقته بمكتب المشورة للمحاماة وشركة المخازن يضع ثقله في الدائرة الثانية : |
ممدوح المهيني من الكويت: تدور عدد كبير من سيارات الشرطة الكويتية في المناطق ذات الكثافة القبيلة، ومع أن الأمر لا يتعلق بالمخدرات أو الأسلحة إلا أن رجال الشرطة قد يدهمون الديوانيات بشكل مفاجئ ويقومون بالقبض على الأشخاص الموجودين داخلها ،ويبحثون عن الكمبيوترات المحمولة. في الواقع فإن وجود كمبيوتر محمول في أحدى هذه الديوانيات يبدو هذه الأيام أهم من الأسلحة غير المرخصة. ففيه يمكن أن تخزن عشرات الأسماء للمشاركة في الانتخابات الفرعية الخاصة للقبائل ، والتي تقوم الحكومة باستخدام قوتها الأمنية ( وصل لحد تشغيل الطائرات المروحية ) للقضاء عليها وإنهائها تماما. مع ذلك فإن الصراع التي تدخله الحكومة الكويتية لمنع الانتخابات الفرعية يتسع يوماً بعد آخر مع قرب موعد الانتخابات.
وكما يظهر، فإن هناك صراع بين القوى القبلية والحكومة على الوقت من أجل الانتصار وكسب هذه المعركة الشاسعة والشرسة. قبل أسبوعين تقريبا تظاهر العشرات من أبناء المقابل بسبب احتجاز خمسة أشخاص من أقاربهم بتهمة التجهيز لانتخابات فرعية ، ولكن الآن هناك عشرات الأشخاص يجرون بشكل شبه يومي إلى النيابة بينهم نواب سابقون وتوجه لهم تهم تتعلق بخرق القانون,وهذا ما يعكس تصاعد وتيرة الصراع مع مرور الوقت.
ويبدو أحيانا أن الداخلية الكويتية تخوض صراعا مع نفسها عندما اكتشفت أن عدد من الضباط الذين يعملون لديها ، يقومون بأنفسهم بالتحضير لهذه الانتخابات المجرمة. وتتخذ المعركة شكل تقنيا أيضا عندما تقوم الحكومة بملاحقة حتى مواقع الانترنت والرسائل القصيرة التي تدعو لانتخابات فرعية ، وقد عثرت مؤخرا على تلفونات بأرقام مصرية تستخدم للتواصل من أجل التحضير لهذه الانتخابات.
ويبدو أن هناك رغبة حكومية لسد أي ثقب يمكن أن تتسرب منه أي فرصة للقيام بعملية غير قانونية. ولكن رغم اللهجة الحادة والغاضبة التي يتكلم عنها وزير الداخلية الكويتي ويطبقها من خلال هذه الإجراءات التي يرى البعض أنه مبالغ بها إلى أن هذه الفئة من أبناء القبائل ( هناك عدد كبير من أبناء القبائل في الكويت يرفضون بشكل قاطع الانتخابات الفرعية) يعتزمون المضي بهذه الانتخابات الفرعية. وهم يرون أن عليهم أن يبذلوا كافة الوسائل من أجل أن يوصلوا أكبر عدد من أقربائهم إلى البرلمان الكويتي الذي يتمتع من يصل إليه بنفوذ سياسي كبير، ويحصلون بالتالي على سلطة داخل البلد. ومن أجل ذلك يبدو أنهم سيواجهون كافة الصعوبات وعمليات الدهم والسجن من أجل النجاح في الاتفاق على أسماء معينة من قبيلتهم ودعمها بكل قوة للفوز بكرسي مجلس الأمة. يقول فيصل (ع) :quot; لا يهم إذا تم القبض على عشرين أو ثلاثين شخص لمدة معينة ومن ثم يطلق سراحهم إذا كان هناك في النهاية من سيفوز من العشيرة بمقاعد البرلمانquot;.
وقد نجحت القبائل في الكويت في السنوات الأخيرة بتوصيل عدد من كبير من أبنائها إلى داخل البرلمان ،وذلك عبر عملية الاحتشاد القبلي الهائل الذي يعتمد على مبدأ الولاء لأسم القبيلة ولا يتم الالتفات لكفاءة الشخص أو نزاهته . بالنسبة لهذا المنظور القبلي التقليدي فإن الاسم الأخير للشخص وليس مهارته ونظافة يده هو من يحدد إذا كان هذا الرجل يستحق التصويت له أم لا.
ويرى عدد من أبناء القبائل المصرين على مساعيهم لتوصيل أبناء عمومتهم تحت قبة البرلمان إلى أن قانون منع الانتخابات الفرعية يظلمهم كثيرا عندا يقوم بشرذمة أصواتهم في حين يسمح لمختلف التيارات السياسية الأخرى والطوائف الدينية التشاور والتجمع لتحديد مرشحهم في الانتخابات.ويهاجم عدد من النواب القبليين هذا القانون ومخالفته للدستور عندما يحرمهم من قاعدتهم الشعبية الكبيرة.
ولكن يرى عدد من الصحفيين والكتاب الكويتيين أن مثل هذه التصرفات التي تقدم العرق والدم على الوطن والإنسان الكويتي هي تصرفات فاشية ولكنها تجد من يدافع عنها من اجل المصالح الخاصة ، كما يفعل النواب. وضعت الحكومة ملفات خاصة لكل قبيلة ،وستشهد الأيام القادمة تزايد الصراع الحكومي القبلي في معركة لا يمكن إيقافها حتى مع وجود طائرات تراقب من السماء .
التعليقات