عامر الحنتولي من الكويت: بعد متاعب صحية مضنية خلال العامين الماضيين رحل فجر اليوم بهدوء الشيخ سالم أكبر أبناء أمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم الصباح، إذ سيتقدم أمير دولة الكويت بعد ظهر اليوم صفوف المشيعين في مقبرة الأسرة الحاكمة في منطقة الصليبخات، فيما المتوفى الشيخ سالم هو الشقيق الأكبر لوزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح الصباح. والشيخ سالم وفقًا لبيان الديوان الأميري فقد توفي اليوم عن عمر يناهز التاسعة والستين بعد معاناة طويلة مع المرض منذ العام 2001 حين غادر التشكيل الوزاري كوزير للدفاع، طالبًا بإعفائه من شغل أي مناصب سياسية في الكويت، مفضلاً التفرغ لعمله التطوعي الإنساني كرئيس لهيئة الأسرى والمرتهنين الكويتيين في العراق وهي الهيئة التي لا تزال تزاول أعمالها حتى اقفال ملف الأسرى نهائيًا، إذ لقب الشيخ سالم مرارًا بأنه أبو الأسرى نظرًا لإهتمامه اللافت بقضية الأسرى ورعايته الشخصية لأهاليهم وعائلاتهم حتى في أصعب لحظات المرض الذي واجهه بشجاعة وإيمان.

والشيخ سالم الذي وافته المنية اليوم ظل يوسم بأنه رجل السلام والحكمة في حلقات صناعة القرار السياسي في الكويت ولوحظت حكمته في أزمة الحكم الأخيرة في الكويت العام الماضي حين زار على كرسي متحرك دارة سلوى وهو مقر سكن الأمير الكويتي الشيخ صباح لمبايعته الى جانب المئات من أبناء الأسرة الحاكمة كأمير للكويت بعد وفاة الأمير الشيخ جابر الصباح في شهر يناير من العام الماضي وسط جهود لبعض الجهات وقتذاك بعرقلة مبايعة الشيخ صباح، إذ أنه أصر على الرغم من صعوبة مرضه إلا أن يزور الشيخ صباح الذي لوحظ وهو يستقبل الشيخ سالم وقد ارتسمت على محياه علامات التأثر الشديد.

يذكر ان الشيخ سالم قد بدأ حياته العملية في عقد الستينات بعد تخرجه من أحد الجامعات البريطانية بتخصص الحقوق حيث شغل منصب السفير الكويتي في الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا قبل أن يشغل المنصب الوزاري للمرة الأولى عام 1975 كوزير للشؤون الإجتماعية والعمل وبعد ست سنوات شغل منصب وزير الداخلية وظل يشغله حتى العام 1988 حتى العام 1991 إذ شغل منصب وزير الخارجية في أول حكومة كويتية تشكل بعد تحرير الكويت وفي العام 1994 غادر الحكومة ليعود اليها في العام 1996 كوزير للدفاع حتى العام 2001 حين اعتذر عن مواصلة العمل الحكومي بسبب معاناته الصحية.