محامية في quot;نساء من أجل أسيرات سياسياتquot; لإيلاف
الأسيرات في السجون الإسرائيلية .. رحلة من المعاناة والألم
رماح مفيد من حيفا: 75 امرأة فلسطينية ترقد خلف السجون الإسرائيلية تترقب بوجس المحادثات التي تتطاير أخبارها من هنا وهناك عبر الاذاعات والقنوات الفضائية والتي تبشر في المطالبة بتحرير الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية. مطالبة حماس بتحرير بعض الأسيرات الفلسطينيات يثير تساؤلات عديدة عن أوضاع الأسيرات في السجون الإسرائيلية بعيدا من كونهنّ أرقاما في السجون. إيلاف حاولت من خلال الحوار مع المحامية تغريد جهشان من جمعية نساء من أجل أسيرات سياسيات الاطلاع على أوضاع الأسيرات في السجون الإسرائيلية. في المحادثة التمهيدية أخبرتني المحامية تغريد إن الأسيرات الفلسطينيات لطالما عانين التهميش في المحادثات حول تبادل اسرى وقليل ما طرح مطلب تحريرهن أو بعضهن كمطلب أساسي في عمليات تبادل الأسرى رغم ما يعانينه من ظروف صعبة في السجون الإسرائيلية.
بداية من المتابعة الصحية ، التي تقتصر غالبا على الأدوية المسكنة للألم ،ونادرا ما تتم متابعة الوضع الصحي للأسيرات ، وغالبا ما تكون في حالات صعبة جدا ، وحتى عندما تتم متابعة الأسيرة صحيا ويسمح لها بإجراء فحوصات طبية في بعض المستشفيات لكن في الوقت نفسه لا يتم توفير الدواء لها بل إن هناك أسيرات طلب منهن شراء دوائهن من مالهن الخاص من الكنتينة في السجن .(الكنتينة دكان صغيرة يباع بها بعض احتياجات الاسيرات من مالهن الخاص ).
وتضيف جهشان ، أن أوضاع السجون التي تتواجد فيها الأسيرات صعبة جدا خاصة في سجن الشارون والذي يعتبر سجنا قديما جدا ولم يطرأ أي تجديد عليه منذ بنائه ، بالكاد تجدين في غرف السجن شباكا صغيرا يدخل منه الهواء فما بالك بالشمس . الرطوبة عالية جدا في غرف السجن الأمر الذي أدى إلى إصابات معظم الأسيرات بمرض الفطريات في الجلد إضافة إلى مرض المفاصل المتفشي هو الآخر بين الأسيرات بسبب الرطوبة.
في سجن الشارون توجد 35 أسيرة ومثلهن موجودات في سجن تلموند ، الأسيرات في هذا السجن يعانين الحرارة المرتفعة في الصيف ، ومن شدة البرودة في الشتاء ولا تختلف ظروف الغرف كثيرا عن غرف سجن الشارون فلا يتم توفير التهوية ولا التدفئة لا في الصيف ولا في الشتاء.
وبمرارة بدت واضحة في صوتها قالت جهشان quot; يعني الأسيرات في الصيف بيموتوا من الحرارة المرتفعة وفي الشتاء من البرد القارص quot; ولا حياة لمن تناديquot;.
وبقيت أسيرتان في سجن الرملة و4 في الجلمة واحدة منهن قيد التحقيق. ولا تنتهي هنا مأساة الأسيرات فالأسر والقيد لا يمنعهن من الحلم والهندسة لمستقبل رغم ما تحاول بثه قيود السجن والسجانين من أن الحرية صعبة المنال، لا زال أمل بمستقبل أفضل يراودهن فتقول جهشان إن إدارة السجن quot;حاولت مرارا منعنا من إدخال كتب الدراسة للتوجيهي وتوجهنا للمحكمة ، التي لم تصدر حكما في القضية لكنها وجهت تحذيرا لإدارة السجن بأن الدراسة حق من حقوق السجناء لتتخذ قرارها ، وفعلا فقد سمحت في ذلك العام لجميع الأسيرات بالتقدم لامتحان التوجيهي ، لكنها في هذا العام اشترطت ان تقوم الأسيرات بإعادة كتب التوجيهي للعام الماضي من أجل أن تسمح لنا بإدخال الكتب هذا العام ، وقد وافقت مرغمة الأسيرات على ذلك وتقدمت 20 أسيرة هذا العام للامتحان التوجيهيquot;.
لكن إدارة السجن لا تتردد في استغلال فترة الامتحانات لتقوم بتصفية حساباتها مع الأسيرات ، بحجج فارغة كأن تمنع إحدى الأسيرات من التقدم للامتحان بإدعاء أنها كانت تثير المشاكل في السجن أو ما شابه، حسب المحامية.
وتقول جهشان إن quot;المضحك المبكي هنا إن عدد الأسيرات الذي قل وأصبح 75 أسيرة قل لسبب واحد فقط وهو إن معظم الأسيرات اللاتي تم اعتقالهن إبان الانتفاضة الثانية أنهين مدة الحكم التي فرضت عليهن علما بأنه وفقط في العام الأخير تم اعتقال 20 أسيرة أخرى، أصغرهن هي أسيرة قاصر تبلغ من العمر 17 عاما وحكم عليه بالسجن الإداري ، والحكم الإداري هو سجن تعسفي تقدم من خلاله الأسيرة للمحاكمة دون أن تعرف سبب المحاكمة ولا يتم الكشف عن سبب أسرها إلا للقاضي. وتحكم تبعا لذلك مدة معينة قابلة للتجديد في كل مرة ، وتعلم الأسيرة في اليوم الأخير من انتهاء المدة إن كان سيتم الإفراج عنها ، أو انه تم تجديد حكمها.
كم عدد الأسيرات المحكومات حكما إداريا؟
يدور الحديث عن 7 أسيرات فلسطينيات في السجون لايعرفن شيئا عن مصيرهن ولايعرفن سبب سجنهن أيضا، أصغرهن قاصر تبلغ من العمر 17 عاما اعتقلت بعد شهر من زواجها ، وأقدمهن هي الأسيرة نوره الهشلمون أم ل6 أطفال تقبع هي وزوجها خلف القضبان في السجون الإسرائيلية
وتمنع الهشلمون من زيارة زوجها في السجن رغم أنها قاربت على ختم عامها الثاني في السجن وفقط بعد إضرابات عديدة سمح لأبنائها بزيارتها زيارة مفتوحة وهي زيارة نادرا ما توافق عليها ادارة السجن التي تفرض على السجينات أن تكون الزيارة من خلال فاصل زجاجي ، وبزيارة زوجها مرة واحدة فقط وفي كل مرة يتم تجديد حكمها لمدة إضافية تتراوح ما بين 6 أشهر إلى 3 أشهر فقط بعد العديد من الاضرابات وافقت ادارة السجن على السماح لها بهذه الزيارات.
ممارسة الضغط النفسي على الأسيرات في السجون
إلى جانب الظروف الصعبة التي تمر بها الأسيرات الفلسطينيات في السجون ، فهناك ممارسات الضغط النفسي على الأسيرات كمنعهن من زيارة أقربائهن ، أبنائهن وأزواجهن ، حتى الموجودين في السجون الإسرائيلية أيضا فهناك فالكثير من الأمهات الأسيرات يتواجدن في السجون هن وأزواجهن والبعض أبنائهن ومع ذلك يمنعن من زيارتهم فلا يقتصر الأمر على إدارة السجون إنما تشترك في ذلك السلطات العسكرية التي تمنع زيارات الأقارب كون احدهم اعتقل مرة أو شارك في تظاهرات ضد إسرائيل.
وتقول جهشان:quot; ولا تتورع السلطات الاسرائيلية من منع ام عجوز قد تجاوزت الستين من عمرها من زيارة ابنتها في السجون دون سبب يذكر وقد تعود أسباب منع الزيارة للأسيرات بادعاء أنها لم تلتزم بالنظام ، الذي أحيانا يفرض كغرامة مالية كبيرة أو حتى منعهن من استلام وإرسال رسائل لأقربائهن خارج السجون ، ولا يقتصر الأمر هنا فأحيانا يمنعن أيضا من شراء أغراض خاصة بهن من الكنتينة في السجن كعقابquot;.
يوسف وغادة أصغر أسيرين في السجون الإسرائيلية
يوسف الذي ولد ليجد أنه يشارك أمه في عامه الأول في الأسر الإداري وغادة التي فقط بظروف وجهود خاصة وافقت إدارة السجون على إبقائها مع والدتها التي ستنهي مدة حكمها بعد نصف عام من الأن وتضيف جهشان:quot;من خلال متابعتنا لوضع غادة ويوسف في السجن علمنا انه لم يتم توفير الغذاء الكافي للام المرضعة ، بل كانت الأم تقوم بتغطية احتياجاتها من خلال شرائها غذائها الذي تحتاجه بفترة الرضاعة من الكنتينه في السجن من مالها الخاصquot;.
هنا من دون عنوان
سونا الراعي تمضي عامها ال11 خلف القضبان، سونا دخلت السجن وابنها عمره 5 سنوات ، وعلى مدار 11 عاما لم يسمح له بزيارتها إلا في ظروف خاصة جدا بعد 6 أعوام من سجنها ، ولم يسمح له بزيارتها بعد ذلك. أمنة منى قضت عاما ونصف العام في غرفة وحيدة من أربعة جدران وفي غرف تحيطها سجينات جنائيات في سجن نابي تيلتسا في ظروف صعبة جدا وفقط بمرور عام ونصف العام أنهت المحكمة السجن الانفرادي لها.
25 أما في السجون تمنع من زيارة ابنها وفي حال سمح لها بزيارة أبنائها ، تكون الزيارة من خلال أسلاك شائكة أو جدار زجاجي وعبر سماعات الهاتف وزيارة واحدة في الشهر بمساعدة من الصليب الأحمر علما انه من المفروض أنه يحق للام بزيارة أبنائها كل أسبوع.7 أسيرات وأزواجهن في السجون وأبنائهن في الخارج ، حتى الزيارات بين الأم السجينة وأبنائها السجناء أيضا أو زوجها تتم بعد الكثير من المماطلة ، والقيود ومن بين الأسيرات من مضت فترات طويلة على سجنهن .
وتختم المحامية جهشان حديثها بالقول ، نسمع مؤخرا عن المطالبة بالإفراج عن الأسيرات وهو اهتمام حقيقة لم يسبق أن حظيت به الأسيرات نتمنى أن يأخذ مكانه من التنفيذ الفعلي على أرض الواقع فالأسيرات يعانين ظروفا صعبة جدا كما سبق وأخبرتكِ وقد يعود الاهتمام هذه المره لاختلاف جهة المفاوض.
التعليقات