محمد حامد ndash; إيلاف : لأنه حدث إستثنائي في حجمه وفي مغزاه العلمي والكوني والأخلاقي، استحق أن يتصدر واجهات الصحف العالمية ومواقع الإنترنت والنشرات الإخبارية والعلمية وبكل اللغات في كافة أرجاء العالم، وكان الإهتمام أكثر في الأوساط الغربية بطبيعة الحال، حيث يعلو صوت العلم والتجريب، وكلما اقتربنا من العالم الغارق بدرجة أكبر في الروحانيات تجد درجة الإهتمام أقل، وتتأكد أن صوت المعارضة أقوى وتستطيع أن تلمس حالة من الجدل الذي لا يعرف نقطة التقاء أو اتفاق لتلك التجربة التي هي باختصار أهم تجربة في تاريخ البشرية (تجربة الإنفجار العظيم)، حيث ما زال العلماء يبحثون عن دليل تجريبي مادي ملموس لنشأة الكون، فهناك افتراض شهير استنتجه العلماء من مشاهداتهم لبقايا الحفريات الموجودة على سطح الأرض، والتي قالوا بناء عليها إن الكون نشأ نتيجة انفجار عظيم لسديم ساخن منذ 15 بليون سنة تقريبا مكونا النجوم والكواكب التي شكلت المجرات والنظام الشمسي الذي نتبعه بعد أن بردت تدريجيا.
|
العلماء القلقون في مركز سيرن يصفقون اليوم |
مارك هندرسون المحرر بالقسم العلمي لصحيفة quot;التايمزquot; رصد أصداء تلك التجربة بشكل تحليلي مع الاهتمام بالخلفية العلمية لها، حيث أكد أن كل ما قاله العلماء بشأن هذا الانفجار العظيم هو مجرد افتراض ونظرية لم تثبت بالدليل العلمي القاطع حتى الآن. ولهذا يلجأ العلماء اليوم إلى إجراء تجربة تشبه هذا الفرض الخاص بالانفجار العظيم، من أجل التأكد من صحة هذا الفرض من عدمه، وبالتالي إما أن يتحول هذا الفرض إلى حقيقة علمية مؤكدة، أو تقود التجربة الحالية إلى حقيقة أخرى لم تكن معروفة من قبل أو تظل النظرية كما هي مجرد فرض غير قابل للتحقق منه بعد. فقد يصل العلماء الى ما يؤيد فرضهم، وقد يصلون إلى شيء مخالف تماما، وقد لا يصلون إلى شيء على الإطلاق فجميع تلك النهايات هي افتراضات محتملة وقائمة حتى تلك اللحظة.
|
دكتور ليندن إيفانز من ويلز |
وقال quot;هندرسونquot; إنه من أجل التحقق من فرض الانفجار العظيم المنتشر بين العلماء منذ زمن ليس بالقصير، اجتمع علماء أوروبا اليوم لإجراء تجربة يتم فيها توفير ظروف مشابهة لظروف وقوع الانفجار العظيم، على الحدود السويسرية الفرنسية حيث سيتم إطلاق ملايين من بروتونات الذرة وجزيئاتها في نفق تحت الأرض يبلغ طوله 27 كيلومترا، وذلك من خلال معجل تصادمي مثل المستخدم في الأبحاث النووية ما يؤدي إلى سرعة تصادم الجزيئات والبروتونات وبالتالي حدوث انشطارات يتم رصدها والتعرف من خلالها إلى ما حدث لحظة الانفجار العظيم في الكون منذ 15 بليون سنة حسبما يفترض العلماء. وهذا قد يؤدي حسب العلماء إلى تفسير وشرح ما حدث بدقة وقت الانفجار العظيم الماضي وقد يتحول هذا الفرض إلى حقيقة علمية مؤكدة إن ثبتت صحته من خلال هذه التجربة التي أعد لتنفيذها جهاز تعجيل التصادم بمبلغ ثلاثة مليارات يورو تحت إشراف مركز كير الأوروبي لأبحاث الجزيئات.
ويقول العلماء إن درجة الحرارة التي ستنتج داخل هذا الجهاز المعجل لتصادم الذرات ستكون أكبر مائة ألف مرة منها داخل مركز الشمس. كما أن هناك مجالا مغناطيسيا يتم إعداده يفوق في جاذبيته المجال المغناطيسي الأرضي مائة ألف مرة للتأثير على حركة الجزيئات وجعلها تنتظم في مداراتها. ومن المتوقع أن يتم التصادم بين بروتونات الذرة بسرعة الضوء تقريبا، وأن تدور بمعدل 54211 دورة في الثانية، وتقطع مسافة 299780 في النفق المعد لذلك تحت الأرض، وهكذا يسعى العلم إلى وضع الفرض موضع التحقق كي يكون لديه خبر يقيني وليس مجرد حدس أو ظن.
|
مكان إجراء التجربة على الحدود الفرنسية السويسرية |
|
المستكشف المشارك يفحصه أحد الموظفين بعد تجربة الإطلاق صباح الاربعاء |
|
الخبراء يستخدمون شاشات كمبيوتر من أجل متابعة البروتونات الأولى |
|
المغناطيس العملاق الذي تم إنزاله في قناة جهاز تعجيل التصادم بواسطة تجويف أعد خصيصا لذلك |
التعليقات