موظفو الإغاثة يحذرون من خطورة الوضع الإنساني
بعثة الامم المتحدة في دارفور... جهود جبارة وتحديات أمنية

دارفور: سجال وإتهامات وقطار الأزمة يتوقف في المحطة العربية

مروة كريدية-إيلاف: غدت مهمة القوات التابعة لبعثة الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي اليوناميد بالغة الصعوبة في أتون الفلتان الأمني الدائر حاليًّا، وفي وقت تجددت فيه الإشتبكات بين قوات الحكومة السودانية وجيش تحرير السودان، تعرض أفراد بعثة الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة العاملة في الاقليم للخطر، كما ان مأساة النازحين غدت أكثر تفاقمًا في ظل انعدام الأمن الذي تسبب في تعليق المساعدات الإنسانية، ومن بينها المساعدات الصحية والرعاية لبلدات وقرى بكاملها، مما جعل حياة نحو أربعمئة وخمسين ألف شخص مهددة بالخطر.

وكانت بعثة الامم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور قد أعلنت بأنه قد تم اطلاق النار على إحدى مروحيات البعثة التابعة لها، ولكنها تمكنت من الهبوط بسلام، على الرغم من تسرب الوقود من أحد خزاناتها. حيث كان على متن الطائرة إثنا عشر راكبًا، إضافة إلى طاقمها المكون من أربعة أشخاص. وتقول البعثة إن تلك هي المرة الثالثة التي يتم فيها إطلاق النار على إحدى مروحيات الأمم المتحدة.

ومن أخبار دارفور يقول فرحان حق، نائب المتحدثة باسم الأمم المتحدة: quot;وفي غرب دارفور، تم بالأمس إطلاق النار على إثنين من موظفي بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، من قبل مسلحين يشتبه في أنهم من الجنجويد، في ملابس عسكرية بالقرب من مقر اليوناميد في القطاع الغربي. وكان موظفا البعثة يقودان مركبتين، وتمكنا من الفرار من دون إصابات، وسط وابل من النيرانquot;. وقد بدأت شرطة اليوناميد تسيير دورية في مخيم زمزم، الذي يأوي النازحين، في أعقاب هجوم مسلح من قبل شرطة الحكومة السودانية الأسبوع الماضي. وقد أفادت بعثة الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي أن معظم المنشآت تبدو بها آثار الطلقات النارية، وأن بعض المنازل قد أحرقت.

وفي الوقت نفسه، قامت مجموعة مسلحة ترتدي زيًّا عسكريًا ويشتبه أن تكون ميليشيات الجنجاويد بإطلاق النار وابل من الرصاص على اثنين من طاقم المهندسين التابع ليوناميد أثناء قيادتهم قرب مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور. وقالت البعثة أن موظفي يوناميد تمكنوا من الهرب من دون إصابات بعد الاعتداء الذي وقع قرب فصيلة عسكرية تابعة للحكومة السودانية، وقد أثارت الحادثة الأخيرة التي وقعت قلقًا بالغًا وحل استمرار العنف في دارفور. حيث يقوم المتمردون بمحاربة الحكومة وأعضاء الجنجاويد المتحالف منذ العام 2003.

مؤشرات تحذر من خطورة توقف المساعدات الانسانية:

وفيما التقارير الواردة عن حالة حقوق الانسان قد أشارت الى تدهور الوضع الانساني فان موظفو الاغاثة ابدوا قلقهم البالغ من الوضع الامني المضطرب، وقالت مراجع مطلعة عاملة في القطاع ان يوم أمس الاثنين شهد حركة نزوح كبيرة بعد أكثر من أسبوع من الاشتباكات العنيفة بين القوات السودانية والمتمردين في شمال دارفور.

وقال موظف يعمل في الاغاثة ان بلدات كاملة قد هجرت وقد نزح سكانها نحو جبال والاماكن المفتوحة وهم يحتاجون الى معونات غذائية من دون عيادات ومعونات غذائية. من جهة أخرى فقد قال شهود عيان ان القوات السودانية والجانجويد قد شنوا سلسلة من المعارك البرية العنيفة والهجمات الجوية على مواقعهم شمالي بلدة كتم وجنوب غرب الطويلة في شمال دارفور خلال الاسبوع الماضي وفي مطلع الاسبوع الحالي.

وقد أعرب جون هولمز وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة عن قلقه الشديد من التقارير الخاصة باستمرار أعمال العنف في دارفور، وبصفة خاصة ما يتعلق بالهجوم العسكري في شمال دارفور وجبل مرة، والذي تضمن عمليات قصف جوي على مناطق بيرمازا وديسا في الأيام الأخيرة، والهجمات على العاملين في الحقل الإنساني في المنطقة من قبل المجموعات المسلحة.

وقالت ميشيل مونتاس المتحدثة باسم الأمم المتحدة إن انعدام الأمن في شمال دارفور تسبب في تعليق المساعدات الإنسانية، ومن بينها المساعدات الصحية والرعاية لبلدات وقرى بكاملها، مما أثر على نحو أربعمئة وخمسين ألف شخص. ويحث هولمز كافة أطراف الصراع على وقف القتال فورا، والانخراط في مناقشات ذات جدوى مع الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور جبريل باسولي، للوصول إلى تسوية تفاوضية.

كما ذكر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية كافة الأطراف بمسؤولياتهم وفق القانون الإنساني بحماية المدنيين، والتمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون أي عقبات إلى الملايين ممن يحتاجون إليها في المنطقة.

الجدير ذكره ان الحادثة الأخيرة التي وقعت قد أثارت قلقًا بالغًا حول استمرار العنف في دارفور. وتفيد التقديرات بأنه في خلال الخمس سنوات الماضية قتل أكثر من 300.000 شخص إما نتيجة للقتال المباشر، أو للأمراض، أو لسوء التغذية، أو لانخفاض المتوسط العمري, بينما شرّد 2.7 مليون شخص آخرون. وما زالت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي يترأسان

الجهود الدولية لإنهاء النزاع. المهمة التي يعوقها انقسام المتمردين من أكثر من ثلاث جماعات أساسية إلى ما يفوق 30 فصيلة منشقة.

و في ضمن هذه الجهود قام الأمين العام السيد بان كي مون و رئيس الاتحاد الإفريقي السيد جين بينغ بتعيين السيد عزوز انيفار من تونس نائبا لرئيس الوساطة المشتركة للاتحاد الأفريقي و الأمم المتحدة بدارفور.يحتوي السجل المهني للسيد انيفار في مجال حفظ السلام على خبرة واسعة في الدبلوماسية و الوساطة، و التي بدورها ستفيد رئيس الوساطة المشتركة للاتحاد الأفريقي و الأمم المتحدة من بوركينا فاسو.