شهد الاردن خلال الفترة الماضية مسلسلا من حلقات العنف المجتمعي توّجت باعتداء على المعارض السياسي ليث شبيلات ، مرورا بتعذيب شاب اردني لاقى حتفه على أيدي رجال الأمن. ولم تقف الاحزاب السياسية مكتوفة الايدي بل شجبت ودانت حوداث الاعتداء واعتبرت انه ما يجري في الاردن سببه عجز الحكومة عن القيام بمسؤولياتها المنوطة بها والتكيف مع مستجدات الأوضاع المتغيرة في المنطقة.

عمان: بات مسلسل العنف المجتمعي متعدد المظاهر في الاردن فالمشاجرات العائلية تتطور لتترك ضحايا وقتلى، اذ يتطور الاشتباك بالأيدي الى اشتباك باسحلة نارية لتتوج النهاية بقتلى والدخول في الطقوس والأعراف العشائرية.

ورغم العدد المرتفع من مظاهر العنف المجتمعي كان غياب الدولة وأجهزتها الرسمية وفي حال تدخلها تلقي المقاومة ويذهب ضحايا من افرادها.

والسؤال الأبرز الذي يطرح في الاردن من كافة الاطياف ماذا يجري صراحة، فهل سبب ارتفاع وتيرة العنف يعود الى غياب دور الحكومة والأجهزة الأمنية أو لصعوبة الأوضاع الأقتصادية ام لغياب هيبة الدولة.

تحدثت ايلاف مع المعارض السياسي ليث شبيلات للتعرف على حقيقة ما جرى معه وقال بصراحة ان الكل داخل وخارج الاردن يعرف أن الاعتداء مدبر من جهات ما، رافضا الاشارة إليها بشكل علني وصريح وهذا جاء بعد مشاركته بمحاضرة رابطة الكتاب طالب خلالها بمحاسبة المسؤولين حيث الكل داخل البلد يخضع للسؤال والمحاسبة. ويتابع حديثه لايلاف ليتحدث عن تفاصيل واقعة الاعتداء ويقولquot; خرجت من منزلي صباحا وتوجهت إلى المخبز وهناك وجّه احد المواطنين سؤالا لي لماذا اعتزلت العمل السياسي وبعد دقائق وقع الاعتداء من قبل خمسة اشخاص استطعت اخذ رقم السيارة لكن لم اتعرف على وجوههمquot;.

وما ان طويت حادثة شبيلات حتى وقعت حادثة وفاة صدام السعود الشاب الاردني الذي تعرض لتعذيب من قبل رجال الامن الاردني بعد مشاجرة وتشابك مع رجال الامن.

ولكن الرواية الامنية الرسمية والتي جاءت في بيان صحافي لمديرية الامن العام في قضية المهندس شبيلات افادت ان التحقيق جار لاكتشاف مرتكبي الجريمة وان رقم السيارة يعود الى سيدة تبين بعد التحقيق لا علاقة لها من قريب او بعيد بالمهندس شبيلات.

لكن الامر يختلف في الراوية الامنية في قضية صدام السعود حيث اعترف جهاز الامن بصراحة أن الشاب تعرض لتعذيب من افراد البحث الجنائي في المركز الامني وانه تم التحقيق مع جميع من هم في المركز الامني وتحويل خمسة منهم الى محكمة الشرطة.

وكانت الصراحة وشفافية الامن في قضية سعود اجبارية لا اختيارية لانه بحسب مصدر أمني مطلع اكد لـquot;ايلاف quot;ان ضرب افراد البحث الجبائي للشاب جاء انتقاما وتأديبا له على خلفية المشاجرة التي وقعت مع بائعي البسطات في احدى مناطق العاصمة الاردنية جبل الحسين وبصفة ان الشاب صدام المتوفي يعمل كمراقب للبسطات في امانة عمان.

وسبب الانتقام كما يقول المصدر الامني ان الشاب سعود سحب مسدسا من احد ضباط البحث الجنائي الذين كانوا في المكان لفض المشاجرة وبدأ باطلاق النار من مسدس المفترض انه امني وبحوزة ضابط البحث الجنائي.

وكانت تلك شرارة الاشتعال عند ذوي السعود واندلعت اعمال عنف واضطر الامن العام الى اخذ خطوات امنية لتهدئة النفوس وتجددت شرارة العنف مرة اخرى عندما اعلن رسميا عن وفاته الاسبوع الماضي ليتجدد الاشتباك.

وتركت احداث شغب ستة ضباط من قوات الدرك يرقدون في المستشفى لتعرضهم الى اعتداء وضرب وحالتهم وفق المصدر الامني متوسطة لكن واحد منهم وضعه الصحي خطير .

وبهذه النهاية الحزينة بوفاة الشاب سعود انتهت هذه الازمة التي كشفت عن عجز حقيقي لدى الاجهزة الرسمية بإدارة الازمات ودليل على تخبط وتجسيد مفهوم ضياع هيبة الدولة.

ولم تقف الاحزاب السياسية مكتوفة الايدي بل شجبت ودانت حوداث الاعتداء واعتبرت انه ما يجري في الاردن سببه عجز الحكومة عن القيام بمسؤولياتها المنوطة بها والتكيف مع مستجدات الأوضاع المتغيرة في المنطقة بينما حزب جبهة العمل الاسلامي طالب وزير الداخلية بعقد موتمر وطني حول العنف المجتمعي. وكما نشطت منظمات المجتمع في البحث عن اسباب حالات العنف المجتمعي التي باتت مظهرا اساسيا ومشهدا يوميا متكررا في الاردن.

فيما تعتقد اوساط اعلامية ان ما صعّد موضوع الاعتداء على شبيلات هو تصريح وزير الاعلام الدكتور نبيل الشريف الذي اطل على الصحافة ليقول إن الاعتداء ليس له اي ابعاد سياسية مما اعطى الموضوع ابعادا اخرى.

غيرأن المهندس شبيلات لم يراهن على جدية الاجهزة الرسمية الامنية بجدية التحقيق واصفا اياها اي مسألة التحقيق بأنها وهمية وستنام نومة اهل الكهف واكتفى بالقولquot;انني على يقين انه لن نحصل على حقيقة من اعتدى لذا اكتفيت بتوجيه رسالة الى وزير الداخلية حملت عنوان ليث شبيلات عائد إلى العمل السياسي تحدثت فيها عن زيف ونفاق المسؤولينquot;.