مشاورات تسمية رئيس الحكومة بدأت دون إعلان رسمي
الكويت تسأل بإلحاح عن quot;الرئاستينquot;... والأمير يُشاور
فوز أربع سيدات في الانتخابات للمرة الأولى في تاريخ الكويت صباح الأحمد.. القابض على جمر الديمقراطية
عامر الحنتولي من الكويت: بعد أن قال الشعب الكويتي كلمته في صناديق الإنتخابات الأخيرة، ولفظت تلك الصناديق (50) نائبًا الى قاعة عبدالله السالم في مجلس الأمة الكويتي فإن السؤال الوحيد الذي يدور في الأذهان كويتيًا اليوم هو من سيكون رئيس مجلس الوزراء المقبل؟... وكذلك من الذي سيكون رئيس مجلس الأمة المقبل؟... وسط إحتمالات واجتهادات وتكهنات كثيرة تملأ أجواء الكويت منذ ما قبل يوم الإنتخابات الذي انطوى على مفاجأة وحيدة تمثلت في اقتناص أربع نساء لمقاعد في البرلمان المقبل الواضح حتى الآن أنه احتوى على تنوع في التوجهات والألوان السياسية والفكرية بما في ذلك من تصفهم الحكومة المستقيلة بأنهم quot; نواب تأزيم quot; باتوا يهددون الحكومة المقبلة حتى قبل انطلاق مشاورات تشكيلها التي بدأت أمس دون إعلان رسمي إذ استقبل أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أمس في مكتبه كلا من ولي عهده الشيخ نواف الأحمد الصباح ورئيس الوزراء المستقيل الشيخ ناصر المحمد الصباح ووزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح في اجتماعات قصيرة، قيل إنها استهدفت الخوض في اجراءات تأليف الوزارة الجديدة.
تركيبة البرلمان الكويتي تعزز فرص عودة ناصر المحمد رئيسا للوزراء
وفي شأن منصب رئاسة الحكومة فإن الإحتمالات قد تقلصت الى أبعد مدى ممكن وتقريبًا في شخص الشيخ ناصر المحمد الصباح الذي ترجحه أكثر من جهة في الداخل الكويتي ليشكل حكومة هي السادسة برئاسته، وكذلك السادسة في عهد الشيخ صباح الأحمد الصباح في غضون ثلاث سنوات شهدت صدامات وصراعات مريرة مع البرلمانات الكويتية المتعاقبة، إذ تفضل أطراف كويتية قراءة النشاط الذي ظهر به الشيخ المحمد منذ عودته الأسبوع الماضي من رحلة علاج طويلة أنه إشارة الى أن الرجل لن يستنكف عن أداء الأوامر الأميرية ففي اليوم التالي لمجيئه الى الكويت غادر ممثلاً الأمير الى اجتماعات المنتدى الإقتصادي العالمي quot;دافوس البحر الميتquot;، قبل أن يعود في اليوم نفسه الى الكويت للإشراف على ملف الإنتخابات التي أشاد حتى الخاسرين فيها بإجراءات النزاهة والشفافية التي ميزتها.
وفي الداخل الكويتي هناك من يقول إن الشيخ ناصر المحمد الذي آثر الصمت على نحو لافت ضد حملات برلمانية وإعلامية طيلة العامين الماضيين، والمرجح لتأليف الوزارة السادسة في غضون ساعات، لا يمكن للقيادة السياسية أن تختصر دوره بوصفه quot;رجل الثقةquot; لدى صانع القرار الأول بمنصب رئاسة الحكومة، إذا ما قرر الشيخ صباح استنادا الى قراءته الخاصة لتركيبة البرلمان المقبل أن يعين شخصية أخرى في هذا الموقع التنفيذي الأول، فهناك من يتحدث عن خيار آخر لدى أمير دولة الكويت بتعيين الشيخ جابر المبارك الصباح النائب الأول لرئيس الوزراء المستقيل ووزير دفاعه رئيسا للوزراء، وهناك من يتحدث عن تكليف متوقع اليوم أو غدًا على أبعد تقدير للشيخ المحمد تأليف الوزارة الجديدة، إلا أن الأخير في وارده توجيه خطاب اعتذار للأمير يعلن فيه عدم رغبته في شغل هذا الموقع والبقاء جنديا يخدم الأمير والبلد من أي موقع، وبالطبع هناك أسماء أخرى ترجحها تكهنات لشغل الموقع إلا أن معظم تلك التكهنات لا تخرج من إطار التسريبات والتشويش على فرص الشيخ المحمد.
أما في شأن رئاسة مجلس الأمة الجديد فالواضح أنها محسومة quot;نظرياquot; الى رئيسه السابق جاسم الخرافي الذي تراجع موقعه الى المركز الثالث في الدائرة الثانية في الإنتخابات الأخيرة، وهو الأمر الذي توقف أمامه مراقبون كثر خصوصا أن من تقدما عليه في انتخابات الدائرة كانا من فئة الشباب المتحمس منهما إبن شقيقته النائب مرزوق الغانم وبفارق لافت فيما تلاه النائب علي الراشد، بيد أن موقع الخرافي في دائرته لا يقدم ولا يؤخر إذ أن هنالك شبه اجماع على استمراره في رئاسة مجلس الأمة، رغم أن دوره وحراكه في إطار صلاحيات ودور الرئاسة لم يكن يرضي أطراف كويتية عدة، واتهمه بعضهم في التقاعس مرارًا عن توفير الإستقرار لحكومة المحمد ضد التحرش البرلماني، دون اغفال أن علاقة الشيخ المحمد والخرافي ليست على ما يرام وأنهما يتبادلان انتقادات كثيرة، آخرها كان للخرافي خلال حملته الإنتخابية حين ركز على انتقاد الحكومة ورفضها لمواجهة الإستجوابات التي قدمت بحقها.
إلا أن الضمان النظري لفوز الخرافي برئاسة مجلس الأمة لا يعني عدم وجود طموحات مشروعة لنواب في البرلمان الجديد بالظفر بموقع الخرافي الذي يحتفظ به منذ العام 1999 حين اقتنصه من رئيسه السابق أحمد السعدون الذي ترشح مرارًا في السنوات الأخيرة أمام الخرافي لإستعادة الموقع، بيد أن دعم الحكومة عبر النواب الموالين والأعضاء الوزراء في التصويت كان يحسم المواجهة لصالح الخرافي الذي يغتبر قريبًا جدًا من القيادة السياسية.
يشار الى أن المشاورات الدستورية لتسمية رئيس الوزراء الجديد قد بدأت فعلا وتستمر الى الغد، كذلك فإن المشاورات والإتصالات بشأن رئاسة مجلس الأمة قد انطلقت هي الأخرى وسط قناعة تتنامى يوميًا أن هوية الرئيسين في quot;الحكومةquot; و quot;مجلس الأمةquot; سيحسمان ملامح المشهد السياسي بصورة كبيرة.
التعليقات