أوباما خلع حذاءه وكلينتون ارتدت الحجاب وحواس يهديه قبعته
حفاوة مشوبة بحذر تجاه خطاب أوباما التصالحي مع العالم الإسلامي

أوباما يمد جسور الثقة مع المسلمين... ويؤكد الإلتزام بحل الدولتين

أوباما: بلادنا ليست في حرب مع الإسلام ولن تكون كذلك

اوباما يغادر الرياض متوجها الى القاهرة

إرتفاع حرارة الخلاف بين أوباما وإسرائيل حول المستوطنات

إستقبال أسطوري وإجراءات صارمة لتأمين زيارة أوباما للقاهرة

العاهل السعودي يقيم مأدبة غداء للرئيس الأمريكي

الخارجية الاميركية سترسل خطاب اوباما بالقاهرة عبر الرسائل النصية

إخوان ومعارضون يحضرون خطاب أوباما بجامعة القاهرة ومبارك يغيب

نبيل شرف الدين من القاهرة: جرت مياه غزيرة في نهر النيل منذ أيام quot; نيكسون بابا quot;، كما أطلق الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم على الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، قبل خمسة وثلاثين عاماً، حتى اليوم الرابع من حزيران / يونيو حين حطت طائرة الرئيس باراك أوباما على مدرج مطار القاهرة، التي توجه من خلال جامعتها العريقة بكلمته الأولى من نوعها للشعوب الإسلامية، والتي حظيت بقدر كبير من الحفاوة وإن كانت مشوبة بقدر من الحذر، ترقباً لسلوك الإدارة الأميركية السياسي مستقبلاً خلال الفترة المقبلة، ومدى قدرته على ترجمة هذه الرؤية إلى فعل سياسي على أرض الواقع.

وكان واضحا أن المصريين تعمدوا إبهار أوباما.. فقد استقبل في قصر القبة أكبر القصور الجمهورية والملكية في مصر وربما في الشرق الأوسط برمته، فمساحته شاسعة جداً ويضم حدائق ونباتات ومتاحف نادرة يصعب أن تتكرر، ثم زار مسجد السلطان حسن الذي يعتبر مفخرة في الفن الإسلامي، وصولا إلى جامعة القاهرة أعرق الجامعات العربية حيث ألقى كلمته، واختتم زيارته بجولة في منطقة الأهرامات، حيث تولى أمين المجلس الأعلى للآثار زاهي حواس مرافقته في هذه الجولة التي زار فيها أيضاً مقابر العمال في منطقة الأهرامات، الذي أهداه قبعته الشهيرة.

وخلال زيارته إلى مسجد السلطان حسن حرص أوباما على خلع نعليه، كما أرخت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على رأسها وشاحاً، وخلعت نعليها أيضا، ورفضت هي والرئيس أوباما استعمال خف مخصص للسياح الأجانب الذين يزورون المسجد الذي يعد تحفة معمارية ويتميز ببوابته المرتفعة، المزودة بتشكيلات معمارية تعرف في الفن الإسلامي بالمقرنصات.
واستمع أوباما إلى شرح من الأثرية إيمان عبد الفتاح، وهي من أب مصري وأم أميركية ومتخصصة في الآثار الإسلامية، حول تاريخ المسجد ومحتوياته الفنية والمعمارية الفريدة.

رؤية أوباما

أوباما في جامعة القاهرة

وعرض أوباما رؤيته للعالم التي بدا واضحاً أنها تنطلق من قناعة مؤداها أن الحوار بين الثقافات يجب أن تكون الانطلاقة، بدلاً من الحرب التي لا ينبغي أن تكون أهم أدوات السياسة الخارجية، بل يجب أن تقوم بالأساس على الإدارة الدبلوماسية والتعاون، حتى إذا كان هناك صراع فإنه يجب ان يحل باستخدام العمل الدبلوماسي والسياسي، ويعول المراقبون أن تكون زيارة أوباما للقاهرة بداية مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين يعبر بها الطرفان فترة التوتر والأزمات خلال إدارة الرئيس السابق جورج بوش.

مصريون يتابعون بث مباشر لخطاب الرئيس الأميركي

ومضى أوباما قائلاً: quot;نلتقي في وقت توتر بين الولايات المتحدة والمسلمين في كل أنحاء العالم، توترات تعود بجذورها إلى قوى تاريخية تتجاوز أي جدل سياسي راهن، وحيا التسامح الديني والمساواة العرقية في الإسلام، مشيراً إلى مساهمة المسلمين الأميركيين في إثراء الولايات المتحدة وبناء حضارتها. ودعا أوباما لضرورة إنهاء دوامة التشكيك بين الولايات المتحدة والإسلام وبناء الثقة بين الجانبين، وأكد سعيه لبداية جديدة بين أميركا والمسلمين، كما اعترف بأن التغيير لن يحدث بين ليلة وضحاها، وقال quot;لا أستطيع الإجابة في هذا الخطاب عن كافة التساؤلات المطروحةquot;، مؤكدا الاحترام المتبادل والعمل المشترك مع العالم الإسلامي.

واستشهد أوباما بآية من القرآن الكريم quot;وقولوا قولا سديداquot; دليلاً على ضرورة العمل بشكل جيد وسديد، وقال إن أميركا لن تكون في حرب ضد الإسلام، ونرفض التطرف وقتل النساء والأطفالquot; واستشهد بآية قرآنية أخرى quot;من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاquot;، وأضاف أوباما قائلاً إن المصالح التي بيننا أكبر من أي قوة، أنا مسيحي من أسرة كينية بها مسلمون إن الإسلام وصروحه مثل الأزهر مهد لعصر النهضة الأوروبيةquot;، وأشاد بالابتكارات التي قدمها العالم الإسلامي، وأكد أن الإسلام برهن على مدار العصور على روح التسامح الديني والمساواة بين كافة البشر.

وأكد أوباما quot;إن الولايات المتحدة لا تقبل باستمرار المستوطنات الإسرائيلية، فإن هذا البناء ينتهك الاتفاقات السابقة ويقوض جهود تحقيق السلام، فقد حان الوقت لأن يتم إيقاف هذه المستوطنات ، كما أنه يجب على إسرائيل أن تلتزم بتعهداتها لضمان أن الفلسطينيين يمكنهم العيش والعمل وبناء مجتمعهمquot;.

تاريخ العلاقات

إسرائيليون يتظاهرون ضد أوباما

وزيارة أوباما للقاهرة هي الأولى من نوعها لرئيس أميركي منذ نحو 35 عاماً، وتحديداً منذ الزيارة الأولى للرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون إلى مصر في 13 يوليو عام 1974، حيث كان الرؤساء الأميركيون السابقون يزورون منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر، وبالتالي فإن زيارة أوباما للقاهرة تعيد إلى الأذهان أجواء زيارة نيكسون التي جاءت بعد استئناف العلاقات بين البلدين في مارس 1974، التي اعتبرها الرئيس الراحل أنور السادات بداية عصر جديد من العلاقات بين القاهرة وواشنطن بعد أعوام طويلة من الجفاء الذي بلغ ذروته في العام 1967 حين اتخذت مصر قرارا بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة بعد هزيمة حزيران (يونيو) الشهيرة.

ومع أن العلاقات الأميركية ـ المصرية بدأت في القرن التاسع عشر وتحديداً في 12 كانون الثاني (يناير) عام 1830 وهو تاريخ فتح أول قنصلية للولايات المتحدة في الإسكندرية، غير أن أول رئيس أميركي زار مصر كان الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون.

ثم جاءت سلسلة من الزيارات التي قام بها رؤساء أميركا لمصر حيث قام الرئيس جيمي كارتر بزيارة مصر في منتصف مارس 1979 بعد زيارة قام بها لإسرائيل وقبل أيام من توقيع اتفاقية كامب ديفيد مباشرة والتقى الرئيس كارتر بالرئيس الراحل أنور السادات في منزله بالجيزة وطلب الإفطار نفسه الذي طلبه نيكسون في القاهرة وهو الفطير المشلتت مع العسل والطعمية الساخنة والخبز البلدي. وفي آذار (مارس) 1996 زار الرئيس الأسبق بيل كلينتون مصر ليشارك في قمة مكافحة الإرهاب بمنتجع شرم الشيخ، ثم كانت الزيارة الشهيرة التي قام بها جورج بوش لشرم الشيخ أيضا في ديسمبر الماضي لحضور منتدى quot;دافوسquot;، ولم يحضر الرئيس مبارك كلمته في المنتدى لتوتر العلاقات بين البلدين حينئذ.

وربما لا يعرف الكثيرون أن ريتشارد نيكسون لم يكن أول رئيس أميركي يزور القاهرة فقد سبقه بشكل غير رسمي الرئيس الأميركي روزفلت الذي وصل مصر عام 1945 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث التقى رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الوقت ونستون تشرشل والزعيم السوفيتي جوزيف ستالين في اجتماع لقادة الحلفاء في فندق quot;مينا هاوسquot;، بعيدا عن أنظار العالم ليضعوا شروط الهدنة وخطوط السياسة العالمية الجديدة.