كتب رفيق خوري في " الأنوار " اللبنانية فقال : " واشنطن تلعبها باردة وحارة في وقت واحد. ليس فقط حيث تسقط الصواريخ وتدور لعبة (بناء الأمم) في افغانستان بل ايضاً حيث محطات الصعود الى قطار التحالف الدولي. هناك تربط اميركا بين انتصارها على نظام الطالبان ومنظمة (القاعدة) واقامة نظام بديل وبين مصير الانظمة العربية والاسلامية المعتدلة. وهي تنظر الى جحيم القذائف فترى آثاراً سياسية لشظاياها عندنا، الى حد ان المعلق جيم هوغلاند يلاحظ ما احدثه استخدام القوة الاميركية من (تغيير في أفكار الحكام ومواقفهم). وهنا تبدأ رفع الحرارة تحت المقعد اللبناني وسواه من المقاعد العربية، وهي تحاور من فوق بعقل بارد. وليست اللائحة الاخيرة التي تحمل اسماء ثلاثة لبنانيين سوى بداية الانتقال من مرحلة الى اخرى. واذا كان من الطبيعي أن يتمسك لبنان بالثوابت ويتجنب الوقوع في الارتباك والذعر، فأن من غير الطبيعي ان يواجه الأمور بالاستخفاف.
ذلك أن الخطة الأميركية في الحرب وفي الكلام عليها واحدة: استراتيجية شاملة وتاكتيك مرحلي. ففي الحرب أرضى الرئيس بوش المتشددين في الادارة الذين ارادوا بدء المعارك في اكثر من مكان والمعتدلين الذين اعطوا الاولوية لتوسيع التحالف الدولي والتركيز على افغانستان باعتماد خيار (افغانستان أولاً). لكنه ترك اللعبة مفتوحة على مسارح أخرى. وفي الكلام على الحرب انتقل من تعبير (الحرب ضد اشباح) الى تعبير الحرب ضد معلوم. اذ اعتبر، وهو يتطلع الى صور المطلوبين في اللائحة الأخيرة (ان الارهاب له وجه اليوم، ونحن نكشفه ليراه العالم). والوجه الذي يتحدث عنه ليس فقط صور اشخاص بل أيضاً خرائط دول. وما قاله بوش بأسلوبه التكساسي المباشر كرره وزير الخارجية كولن باول بأسلوب (ديبلوماسية الجنرال) حين قال: (اذا وجدنا ان هناك دولاً لا تزال توفر الملجأ للارهابيين أو تدعمهم، فعليها ان تتحمل العواقب).
ومن هنا أهمية الموقف الذي اتخذه وزراء الخارجية في مؤتمر الدوحة: (رفض المؤتمر استهداف اي دولة عربية أو اسلامية تحت ذريعة مكافحة الارهاب). فهو جواب قاطع عن سؤال حائر يتردد في المنطقة وسط الكثير من الاشارات الاميركية والاوروبية: اين الضربة التالية بعد افغانستان?
واذا كانت ادارة الرئيس بوش ترمي في الجو اسماء دول عربية واسلامية مرشحة للضرب ثم تسحبها من دون ان تجلو الغموض، فأن الأصوات غير الرسمية تصر على توسيع الحرب. وهي تعدد اسماء ثلاث دول في المنطقة وتحدد المطلوب منها والمطلوب لها ان لم تستجب. ففي افتتاحية (الواشنطن بوست) دعوة واضحة الى عرفات لكي يختار الآن ضرب المنظمات المتشددة، والى شارون لئلا يعقد المهمة أمامه. وفي مقال نشرته (الفايننشال تايمس) لاثنين من العاملين في مؤسسة (بروكينغز) النافذة، يدعو ايفو دالدر وجيمس ليندساي الى مطالبة ثلاث دول بأكثر مما على عرفات فعله والا واجهت (عقوبات اقتصادية وديبلوماسية وقانونية ثم استخدام القوة لتغيير الحكومات). اي ان الخيار امام الدول العربية والاسلامية لمنع استهداف اي منها هو ان تعطي بالضغط ما يصعب اخذه حتى بالحرب.
وليس هذا خياراً بل إملاء غير مقبول. لكن رفضه يتطلب ما يتجاوز المواقف الكلامية أو المأخوذة تحت ضغط الخوف من الشارع الى رسم استراتيجية عملية لكي تبقى الحرب ضد الارهاب حرباً على الارهاب وحده. والامتحان قريب.
ذلك أن الخطة الأميركية في الحرب وفي الكلام عليها واحدة: استراتيجية شاملة وتاكتيك مرحلي. ففي الحرب أرضى الرئيس بوش المتشددين في الادارة الذين ارادوا بدء المعارك في اكثر من مكان والمعتدلين الذين اعطوا الاولوية لتوسيع التحالف الدولي والتركيز على افغانستان باعتماد خيار (افغانستان أولاً). لكنه ترك اللعبة مفتوحة على مسارح أخرى. وفي الكلام على الحرب انتقل من تعبير (الحرب ضد اشباح) الى تعبير الحرب ضد معلوم. اذ اعتبر، وهو يتطلع الى صور المطلوبين في اللائحة الأخيرة (ان الارهاب له وجه اليوم، ونحن نكشفه ليراه العالم). والوجه الذي يتحدث عنه ليس فقط صور اشخاص بل أيضاً خرائط دول. وما قاله بوش بأسلوبه التكساسي المباشر كرره وزير الخارجية كولن باول بأسلوب (ديبلوماسية الجنرال) حين قال: (اذا وجدنا ان هناك دولاً لا تزال توفر الملجأ للارهابيين أو تدعمهم، فعليها ان تتحمل العواقب).
ومن هنا أهمية الموقف الذي اتخذه وزراء الخارجية في مؤتمر الدوحة: (رفض المؤتمر استهداف اي دولة عربية أو اسلامية تحت ذريعة مكافحة الارهاب). فهو جواب قاطع عن سؤال حائر يتردد في المنطقة وسط الكثير من الاشارات الاميركية والاوروبية: اين الضربة التالية بعد افغانستان?
واذا كانت ادارة الرئيس بوش ترمي في الجو اسماء دول عربية واسلامية مرشحة للضرب ثم تسحبها من دون ان تجلو الغموض، فأن الأصوات غير الرسمية تصر على توسيع الحرب. وهي تعدد اسماء ثلاث دول في المنطقة وتحدد المطلوب منها والمطلوب لها ان لم تستجب. ففي افتتاحية (الواشنطن بوست) دعوة واضحة الى عرفات لكي يختار الآن ضرب المنظمات المتشددة، والى شارون لئلا يعقد المهمة أمامه. وفي مقال نشرته (الفايننشال تايمس) لاثنين من العاملين في مؤسسة (بروكينغز) النافذة، يدعو ايفو دالدر وجيمس ليندساي الى مطالبة ثلاث دول بأكثر مما على عرفات فعله والا واجهت (عقوبات اقتصادية وديبلوماسية وقانونية ثم استخدام القوة لتغيير الحكومات). اي ان الخيار امام الدول العربية والاسلامية لمنع استهداف اي منها هو ان تعطي بالضغط ما يصعب اخذه حتى بالحرب.
وليس هذا خياراً بل إملاء غير مقبول. لكن رفضه يتطلب ما يتجاوز المواقف الكلامية أو المأخوذة تحت ضغط الخوف من الشارع الى رسم استراتيجية عملية لكي تبقى الحرب ضد الارهاب حرباً على الارهاب وحده. والامتحان قريب.
التعليقات