دمشق ـ من وحيد تاجا: نفت مصادر سورية وفلسطينية صحة الانباء التي اشارت الى طلب الخارجية الاميركية اغلاق مكاتب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في دمشق على خلفية اعلان كتائب الشهيد ابو علي مصطفى مسؤوليتها عن اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي وزعيم (حزب الاتحاد الوطني) رحبعام زئيفي.
وقالت مصادر مطلعة في العاصمة دمشق لـ(الوطن): ان الخارجية الاميركية لم تتقدم بأي طلب بخصوص اغلاق مكاتب (الشعبية)، او أي من مكاتب الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، وما يشاع حول هذا الخبر لا يتعدى كونه تسريبات يعمل عليها اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الاميركية، وبعض وسائل الاعلام القريبة من الكيان الصهيوني.
وتساءلت المصادر عن السبب الذي يحول دول تناول وسائل الاعلام لرسائل التطمينات الايجابية التي ارسلتها الادارة الاميركية الى دمشق ومنها الرسالة الاخيرة التي بعثها وزير الخارجية كولن باول، في الوقت الذي تذيع فيه الاخبار التي تلمح الى توتر العلاقات السورية ـ الاميركية، مؤكدة على ان مثل هذه الاخبار لا علاقة لها بالصحة ولا تثير أي قلق لدى دمشق.
من جهتها اكدت ايضا مصادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عدم تلقيها أي مؤشرات من دمشق على امكانية اغلاق مكاتبها، وقالت لـ(الوطن): ان ما سمعناه يصب على العكس مما يشاع، حيث وصلتنا رسائل باتخاذ تدابير الحيطة بعد عملية الاغتيال الناجحة لوزير الترانسفير زئيفي، وعلاقاتنا مع دمشق لا يمكن ان تحددها دوائر اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة.
واكدت المصادر ان الهدف من اشاعة مثل هذه الاخبار هو الايحاء بأن العملية تمت بتوجيهات من مكاتب الجبهة خارج فلسطين وتحديدا من دمشق، مع التأكيد ان العملية تم تنفيذها بالكامل من داخل فلسطين، والكوادر في الداخل قاموا باختيار زئيفي على اعتباره كان احد اعضاء الحكومة الامنية المصغرة التي اتخذت قرار اغتيال ابو علي مصطفى، اضافة الى سياساته العنصرية المعلنة ضد شعبنا الفلسطيني.
من جهة اخرى استبعدت دمشق حربا شاملة مع تل ابيب واعتبرت مصادر مطلعة سورية ان تصريحات مساعد رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال موشي يالون& الاحد الماضي والتي هدد فيها باحتمال نشوب حرب شاملة في المنطقة، أنها ليست الا للاستهلاك المحلي وتصب في اطار الصراعات الاسرائيلية الداخلية التي ستتزايد على منصب رئيس الوزراء بعد فشل ارييل شارون في جلب الامن الذي وعد به الاسرائيليين.
وقالت المصادر لـ(الوطن): ان تصريحات يالون تأتي في اطار التهيئة للحملات الانتخابية التي ستجري في اسرائيل، ولا يمكن لها ان تأخذ ابعادا اكثر من ذلك لان الظرف الدولي لا يسمح بذلك اطلاقا، وعلى اساس ذلك جاءت العملية التي نفذها حزب الله امس الاول في مزارع شبعا المحتلة في& جنوب لبنان لتؤكد استحالة تطبيق السيناريو الذي رسمه يالون قبل العملية بساعتين.
واكدت المصادر ان الادارة الاميركية لن تسمح حاليا بمثل هذا التصرف، على اعتبار انها مشغولة بالكامل بالملف الافغاني ولا تريد فتح ملفات اخرى يمكن لها ان تخرب التحالف الدولي الذي بنته لمحاربته الارهاب.
واشارت المصادر الى ان رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون كان قد وعد ناخبيه بأنه سيجلب الامن لهم في غضون ثلاثة اشهر، واثبتت الايام استحالة تحقيق ذلك بل ان الامر وصل الى درجة خوف الوزراء الاسرائيليين انفسهم& من الخروج من منازلهم، موضحة ان الامن يجب ان يكون للجميع او لن ينعم به أي طرف في المنطقة، ولا يمكن تحقيق مقولة ان الامن سيجلب السلام وانما السلام العادل هو من سيجلب الامن للجميع.
ورأت المصادر ان عملية اول امس هي رسالة تؤكد على استمرار فاعلية حزب الله على الساحة اللبنانية، وانهم يشكلون رقما لا يمكن القفز فوقه عند دراسة اوضاع مستقبل المنطقة، كما انها تؤكد ذات الوقت على ان اسرائيل مازلت تحتل اجزاء من الاراضي اللبنانية، وان حزب الله ما زال فصيلا مقاوما ضد هذا الاحتلال، وليس كما يتم اشاعته بأنه تنظيم ارهابي.
وقالت المصادر: ان العملية اثبتت بأن الحزب لن يتأثر عمله في وضعه على لائحة المنظمات الارهابية التي اصدرتها الخارجية الاميركية وسيستمر في مقاومته حتى تحرير آخر شبر من الاراضي اللبنانية المحتلة.
وكان يالون صرح الاحد الماضي ان هناك خطرا بنشوب (حرب شاملة) بين اسرائيل وسوريا.
واوضح الجنرال يالون ان السكان المدنيين في منطقة شمال اسرائيل قد يتعرضون لقصف من حزب الله اللبناني المدعوم من دمشق، ما سيثير ردا اسرائيليا على هذه المجموعة او على اهداف سورية في لبنان (مثلما حصل في الماضي)، واضاف ان تسلسل الاحداث (قد يؤدي بدوره الى حرب شاملة مع سوريا).(الوطن العمانية)
&