يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى من حيث عدد الحالات المسجلة بين النساء السعوديات مقارنة بالأورام الأخرى حيث بلغت نسبة الإصابة 14حالة بين كل 100000امرأة سعودية وهذا يعني أنه يتم تشخيص 500إلى 700حالة سنوياً. وهذه النسبة تعتبر منخفضة مقارنة بأمريكا أو حتى اليابان إلاّ ان الفرق الرئيسي بين ما يحدث في الدول الأكثر تقدماً والمملكة هو ان المرحلة التي يتم فيها التشخيص غالباً ما تكون متأخرة في المملكة العربية السعودية مما يقلل من فرصة الشفاء.فيما يلي نسلط الضوء على هذا المرض باختصار.مم يتركب الثدي؟ يتركب الثدي من 15إلى 20وحدة تسمى فصوصا، يخرج من كل فص أنبوب رئيسي يفتح إلى الخارج من خلال الحلمة وكل فص من هذه الفصوص ينقسم إلى فصوص أصغر يخرج منها أنابيب فرعية تفتح في الأنبوب الرئيسي للفص، وهذه الفصوص تبطنها خلايا قادرة على إنتاج الحليب أثناء فترة الارضاع وكل هذه الفصوص يضمها نسيج شحمي وهو الذي يعطي الثدي شكله وطبيعته بالإضافة إلى وجود شبكة ليفية داعمة.تعريف السرطان: السرطان عبارة عن مجموعة كبيرة من الأمراض يجمع بينها ان إحدى الخلايا (الخلية هي الوحدة الأساسية لبناء الجسم) تنقسم بدون تحكم وبلا توقف فيتكون نسيج أو كتلة وهي التي نسميها ورما خبيثا.أسباب حدوث السرطان: إن سبب حدوث السرطان غير معروف حتى الآن ولا زالت الأبحاث مستمرة في هذا المجال.العوامل المساعدة للإصابة بسرطان الثدي: أوضحت بعض الدراسات ان هناك بعض العوامل التي إذا توفرت لدى المرأة فإن احتمال الإصابة ترتفع قليلاً ولكن هذا لا يعني حتمية الإصابة بالمرض لا محالة بل على العكس فإن النسبة الأكبر منهن لا يصبن وكذلك فإن 80% من المصابات لا يوجد لديهن أي من هذه العوامل، كما ان هذه الدراسات عملت على النساء في المجتمعات الغربية والدراسات القليلة التي عملت في المجتمعات العربية لم تؤكد بعضاً من هذه العوامل. الجنس: سرطان الثدي يصيب النساء بمعدل يبلغ 100ضعف مقارنة بالرجال. العمر: تزداد احتمالية الإصابة مع ازدياد العمر، لذلك فإن نسبة هذا المرض في البلدان الغربية تفوق كثيراً البلدان النامية بسبب ارتفاع عدد النساء اللاتي تجاوزن الخمسين في الغرب. العوامل الوراثية: 5% من الحالات يمكن ارجاعها مباشرة للوراثة وذلك لوجود خلل في جينات معينة تم تحديدها. إصابة الثدي الآخر بالسرطان: هذه الإصابة ترفع قليلاً من احتمال إصابة الثدي الآخر، لذا فإن من فوائد المتابعة للمريضات بعد العلاج هو الاطمئنان على الثدي الآخر ولكن ينبغي التأكيد على ان النسبة رغم ذلك ضئيلة. التعرض للعلاج الاشعاعي في فترة الطفولة والمراهقة. البلوغ المبكر وتأخر سن اليأس: وهذا قد يرجع إلى طول مدة التعرض لهرمون الأنوثة (الاستروجين). استخدام الهرمونات التعويضية وحبوب منع الحمل: اختلفت الدراسات حولها ولكن على المرأة القيام بالاستشارة الطبية قبل البدء في الاستخدام. عدم الارضاع وعدم الانجاب: هناك بعض الأبحاث تشير إلى ان الارضاع لمدة سنة ونصف إلى سنتين يقلل من احتمال الإصابة بهذا المرض. شرب الكحول: يزيد الكحول من فعالية عدد من المواد المسرطنة وذلك بالتأثير على التركيب الكيميائي لها. الغذاء الذي يحتوي على نسبة عالية من الشحوم: هذه العلاقة غير مؤكدة تماماً ولكن النصيحة العامة هي ان التغذية السليمة أمر يجب ان يحرص عليه بشكل عام.أعراض سرطان الثدي:لسرطان الثدي أعراض أهمها ما يأتي: ظهور كتلة صلبة الملمس غالباً لا يصاحبها أي ألم. تغير في شكل الحلمة سواء بوجود تقرحات أو حدوث اندغام. خروج افرازات من الحلمة: أغلب الافرازات أسبابها أمراض حميدة حتى التي يصاحبها دم ولكن لابد من الفحص للتأكد من ذلك. تضخم الثدي بالكامل أو احمرار الجلد. وجود كتلة تحت الابط وهذا العرض مهم جداً حيث يجب التعامل معه بجدية وعدم التأخر بزيارة الطبيب.الفحص المبكر وأهميته: إن الدراسات التي تمت في البلاد الغربية كأمريكا وكندا بينت ان الفحص المبكر باستخدام الأشعة التشخيصية (الماموقرام) يساعد بإذن الله على تقليل نسبة الوفاة بين المصابات ممن تجاوزن الخمسين عاماً. ولكن أغلب النساء في المملكة اللاتي يتم تشخيص هذا المرض لديهن لم يتجاوزن الخمسين وذلك بسبب تركيبة السكان في المملكة.النصيحة المهمة جداً للنساء السعوديات هي سرعة الفحص الطبي عند ملاحظة أي أعراض أو تغيرات غير معتادة.توصيات الجمعية الأمريكية للسرطان حول سرطان الثدي: تنصح الجمعية جميع النساء اللاتي تجاوزن سن الأربعين بعمل أشعة تشخيصية للثدي كل سنة إلى سنتين. النساء بين 20و 39سنة عليهن القيام بالفحص السريري كل 3سنوات. إذا تجاوزت المرأة سن العشرين فإن عليها القيام بالفحص الذاتي للثدي شهرياً في اليوم السابع من الدورة.. إن الفحص الذاتي للثدي يجعل المرأة تتعود على طبيعة ثدييها فتستطيع ملاحظة أي تغيير يحصل مما يمكن من التشخيص المبكر الذي يرفع نسبة الشفاء بإذن الله.الفحوصات المعتادة لأمراض الثدي: أشعة الثدي التشخيصية (الماموقرام). الفحص بالموجات فوق الصوتية. أخذ عينة بالإبرة. أخذ عينة نسيجية. فحوصات عامة لتحديد مدى الانتشار مثل (أشعة الصدر، أشعة فحص العظام النووية، أشعة صوتية للكبد). وذلك بناء على مرحلة المرض.تحديد مرحلة المرض:بعد تشخيص المرض يتحتم على الفريق المعالج تحديد مرحلة المرض والتي تعني مدى انتشاره وذلك لتقرير برنامج العلاج المناسب وهناك أربع مراحل لسرطان الثدي وهي كالتالي: المرحلة الأولى: مرحلة موضعية مبكرة يكون حجم الورم فيها أصغر أو يساوي 2سم ولم ينتقل إلى العقد الليمفاوية تحت الابط أو إلى غيرها من مناطق الجسم. المرحلة الثانية: مرحلة موضعية متوسطة يكون حجم الورم فيها أكبر من 2سم ولم يتجاوز 5سم وقد يكون انتقل إلى العقد الليمفاوية تحت الابط. المرحلة الثالثة: مرحلة موضعية متأخرة ويكون حجم الورم فيها أكبر من 5سم أو انتقل إلى العقد الليمفاوية تحت الابط مع وجود التصاقات بالأنسجة تحت الابط. المرحلة الرابعة: مرحلة الانتشار إلى أجزاء الجسم الأخرى من الجسم (العظام، المخ، الكبد، الرئتين).العلاج:الوسائل الرئيسية المتاحة لعلاج سرطان الثدي هي الجراحة والعلاج الاشعاعي والعلاج الكيميائي والعلاج بالهرمونات.يعتمد تحديد برنامج العلاج والتنسيق بين هذه الوسائل على مرحلة المرض وفيما يلي ملخص عام لبرنامج العلاج حسب المرحلة: المرحلة الأولى والثانية: في هذه المراحل المبكرة يمكن استئصال الورم فقط وإبقاء الثدي ويتحتم إزالة العقد الليمفاوية تحت الابط لتحديد مدى انتشار الورم إليها والذي على ضوئه يتضح مدى الحاجة إلى العلاج الكيميائي أو الهرموني للمساعدة على القضاء على أي خلايا تكون قد انتقلت إلى أماكن أخرى من الجسم. المرحلة الثالثة: نظراً لكبر حجم الورم في هذه المرحلة فإن الجراحة قد تكون غير ممكنة في البداية لذلك فإن أغلب المراكز في العالم في السنوات الأخيرة تبدأ بالعلاج الكيميائي وذلك للعمل على تصغير حجم الورم وبعد ذلك يتم عمل الاستئصال الجراحي والذي قد يعني استئصال الثدي مع العقد الليمفاوية ولكن إذا كانت الاستجابة كبيرة للعلاج الكيميائي فيمكن استئصال الورم والعقد الليمفاوية وإبقاء الثدي. بعد ذلك يتم إعطاء العلاج الاشعاعي والكيميائي لزيادة فرصة الشفاء بإذن الله. المرحلة الرابعة: وهذه المرحلة تعني ان المرض قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم وهنا يكون هدف العلاج هو تخفيف الأعراض من ألم ونزف أو غيرها وذلك بأي من الوسائل السابقة حسب الأعراض.أخيراً لنتذكر:(قل لن يصيبنا إلاّ ما كتب الله لنا).أغلب أمراض الثدي حميدة.الفحص المبكر بإذن الله هو الوسيلة الفعالة لرفع فرص الشفاء وتقليل المعاناة.* استشاري علاج الأورام الاشعاعيزميل الكلية الملكية الكندية(الرياض السعودية)
&
التعليقات