&
افغانستان- بعد ستة اسابيع من الاعتداءات الدامية في 11 ايلول/سبتمبر، اقرت الولايات المتحدة وبريطانيا بان الاسلامي اسامة بن لادن لن يكون طريدة سهلة بعدما ابدتا في السابق تفاؤلا كبيرا حيال امكان القاء القبض على المتهم الرئيسي بالتخطيط للهجمات ضد واشنطن ونيويورك. وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد اقر في حديث نشر امس الخميس بان القبض على بن لادن، امر "بالغ الصعوبة" حتى انه شبه، في حديث لصحيفة "يو اس ايه توداي" عملية ملاحقة بن لادن ب"البحث عن ابرة في كومة من القش".
&وتعتبر هذه التصريحات بمثابة مؤشر على تغيير محتمل في اللهجة لدى الادارة الاميركية يهدف الى التخفيف من الامال التي تعلقها وسائل الاعلام والراي العام الاميركي على العملية العسكرية. ومنذ 17 ايلول/سبتمبر، تبنى الرئيس الاميركي جورج بوش لهجة حازمة مؤكدا انه ينوي القبض على اسامة بن لادن "حيا او ميتا".
&وفي اليوم نفسه، طلب وزير خارجيته كولن باول من حركة طالبان تسليم بن لادن قائلا "ان بن لادن وشركاءه ضيوف في افغانستان ولقد ان اوان رحيل هؤلاء الضيوف". وبعد ثلاثة ايام، كرر بوش الدعوة نفسها داعيا طالبان الى تسليم قادة منظمة القاعدة وزعيمها بن لادن "على الفور". وذهب وزير الخارجية الاميركي كولن باول ابعد من ذلك عبر عدم استبعاده اطلاق مفاوضات مع نظام طالبان قائلا "لا نرى ركيزة لاطلاق مباحثات غير ان ذلك قد يكون ممكنا في حال ابدت طالبان استعدادا لتنفيذ المطلوب منها". وفي 21 ايلول/سبتمبر، اعلن وزير الخارجية ان الزعيم الاسلامي "لا يزال موجودا في افغانستان في ظل حماية نظام طالبان" مضيفا ان "هذا الامر يفترض ان علينا العثور على بن لادن عوضا عن انتظار تسليمه من جانب طالبان.
&غير اننا سنجده". وبعد ان امتنعت حركة طالبان عن الاستجابة للطلب الاميركي القاضي بتسليم بن لادن، اكد باول بعد يومين ان الولايات المتحدة ستكشف "في مستقبل قريب" ادلة على تورط اسامة بن لادن. وقال "نامل ان يعود نظام طالبان الى رشده ويقر بان الامر لا يستحق كل هذا العناء". وفي 25 ايلول/سبتمبر، شدد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على ان "العملية العسكرية" واقعة لا محالة في حال لم يلتزم نظام طالبان "التحذير الواضح" حول تسليم بن لادن. وفي 26 ايلول/سبتمبر، وصف جورج بوش بن لادن بانه "رجل شيطاني" تقوده "نوايا شيطانية" وبدا متفائلا مرة اخرى في امكان القاء القبض عليه مؤكدا ان عمليات مكافحة الارهاب ستحبط مآرب الزعيم الاسلامي. وبعد يومين، عاد بوش ليؤكد ان الولايات المتحدة "تقتفي اثر" المسؤولين عن تنفيذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر. ولكن حركة طالبان اعلنت، في 30 ايلول/سبتمبر، رفضها مرة اخرى الاذعان لضغوط الغرب وكشفت ان بن لادن يعيش في "مخبأ" وتحت حمايتها.
&وغداة بدءالضربات على افغانستان في السابع من تشرين الاول/اكتوبر، اعلن وزير الدفاع دونالد رامسفلد انه "شبه واثق" من ان بن لادن لا يزال موجودا في افغانستان. وفي 11 تشرين الاول/اكتوبر، اعلن بوش منح طالبان "فرصة" جديدة لتسليم اسامة بن لادن ما يستتبع اعادة واشنطن النظر بسياستها حيال الحركة الاصولية ولكن بعد ثلاثة ايام، عاد ليستبعد اي امكانية للتفاوض مع طالبان قائلا "ليس هنالك ما نناقشه، انهم يحمون ارهابيا". وفي 19 تشرين الاول/اكتوبر، اعلنت حركة طالبان مرة اخرى ان اسامة بن لادن لا يزال حيا وانه نجا من عمليات القصف.
&وللمرة الاولى، في 23 تشرين الاول/اكتوبر، خفف رامسفلد من حدة لجهته الحازمة في ما يتعلق بامكان القاء القبض على بن لادن مقرا بان الولايات المتحدة لم تعد تعرف مكان وجوده. وقال في حديث لاذاعة صوت اميركا "لن تعرفوا ابدا (مكان وجوده) قبل اسره". ومن جانبه، لا يزال بلير على تفاؤله اذ اعلن في 24 تشرين الاول/اكتوبر "سوف نلقي القبض عليه في النهاية". ولكنه في اليوم التالي المح الى انه من الاسهل قتل بن لادن من القاء القبض عليه معلنا انه "مسلح بشكل جيد ويحظى بحماية قوية" مضيفا "لطالما اعتقدت بان احالة بن لادن امام محكمة ذات يوم امر غير محتمل".(ا ف ب )
التعليقات