&
قال العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الذي يختتم اليوم زيارته الرسمية الى بريطانيا انه مع التحالف الغربي في حملته ضد الارهاب الدولي الى النهاية، مشيرا الى ان الاردن كان ولا يزال من اول من طالهم الارهاب على مدى عقود كثيرة.
وقال الملك الأردني في خطاب تحصلت "ايلاف" على بعض فقراته من مصادرها الخاصة امام جلسة مشتركة لمجلسي العموم واللوردات البريطانيين "انا عربي مسلم، واب لأولاد ثلاثة، وملك لبلد عربي اسلامي، وانا متحدر من صلب الرسول الأعظم محمد بن عبد الله، اعلن امامكم اننا ندين ونرفض ونشجب الذي جرى باسم ديننا الحنيف في اميركا في ايلول (سبتمبر) الماضي".
واضاف المليك الاردني "عقيدتنا ترفض الارهاب، وقتل الابرياء، ولهذا كنت اول من بادر الى دعم التحالف الدولي في معركته الراهنة ضد شبكات الارهاب في العالم".
وقال الملك الأردني "نحن معكم في الحملة ضد الارهاب ولكن علينا الحفاظ على ارواح الأبرياء" وذلك في اشارة منه الى ان العمليات العسكرية الراهنة طالت مواقع مدنية.
وفي الخطاب، الذي هو الأول من نوعه لزعيم عربي او اسلامي امام المجلسين البريطانيين العموم واللوردات، اكد العاهل الهاشمي دعم بلاده لجميع جهود السلام في الشرق الوسط، مؤيدا قيام دولة فلسطينية مستقلة جنبا الى جنب مع اسرائيل حسب شروط القانون الدولي.
وطالب على هذا الصعيد، حكومة تل ابيب بالانصياع الى القرارات الدولية والبدء بمحادثات سلام تؤدي في نهاية المطاف الى اقامة سلام عادل وآمن لجميع الأطراف في المنطقة بما فيها اسرائيل.
يذكر ان الأردن وقع اتفاقية للسلام مع اسرائيل في العام 1995 اطلق عليها اسم اتفاق (وادي عربة)، وظل الأردن متمسكا بها الى اللحظة منتظرا بادرة اسرائيلية في تحريك الاوضاع الى الامام على نحو اردني وفلسطيني سواء بسواء.
ولكن المواقف الاسرائيلية المتعنتة ايدولوجيا وعسكريا، القت بظلالها على قيام اتحاد كونفدرالي او فيدرالي اردني ـ فلسطيني، كما كان متوقعا في خطط سابقة.
ويطمح الأردن الى قيام كيان فلسطيني مستقل في وقت قريب للشروع مع السلطة الفلسطينية الجديدة المستقلة القرار الى بحث آفاق الوحدة بين المملكة الهاشمية والدولة الفلسطينية الجديدة.
وكانت اسرائيل طوال الوقت عامل تعثر لمثل هذا التفاهم بين الاردنيين شرقي النهر ومن غربيه في مناطق ما يسمى السلطة الوطنية الفلسطينية.
ويستضيف الأردن اكثر من ربع سكانه من اللاجئين الفلسطينيين، وهو يرغب في اقامة وضع اكثر اطمئنانا لمواطنيه الأردنيين اولا ثم الى مواطنيه الفلسطينيين ثانيا.
ولن تحل المشكلة الاردنية في ترتيب اوضاع المستقبل السياسي للبلاد، مادام هنالك رفض في الجانب الاسرائيلي على نحو عقائدي لقيام دولة فلسطينية مستقلة.
وحاول العاهل الهاشمي عبد الله الثاني في خطابه امام مجلسي العموم واللوردات وضع هذه الحقيقة امام العلن حين قال " نحن في الأردن مصممون على السلام، نريد دولة فلسطينية، وسنضمن لاسرائيل التي بيننا وبينها اتفاق سلام تاريخي امنها والاعتراف بها".
ولكن الملك الأردني اشار في شكل مثير الى الرفض الاسرائيلي الى كل مبادرة سلام حتى من جانب المعتدلين العرب، وقال "مثل هذا الرفض الذي ليس له مبرر يجعلنا في حال من الشكوك حول نيات الطرف الآخر، الذي اعترفنا به في الاردن عبر اتفاقية السلام الموقعة تاريخيا بيننا قبل سنوات ست".
وفي الأخير، فان الملك عبد اله الثاني تحدث عن العلاقات التاريخية التي ترتبط بها اسرته الهاشمية مع الحليف الاستراتيجي بريطانيا في العديد من الامور والقضايا، قائلا "نحن معا سنكون عبر تحالفنا وتشاورنا سنكون المقدمة الاولى في الحوار بين السياسات والحضارات".