&
&
تمخضت الجولات السريعة والوعود الساخنة لعدد من الرؤساء والوزراء الأوروبيين في الشرق الأوسط من فأر هزيل. ولابد أن يكون توني بلير رئيس وزراء بريطانيا قد مني بخيبة أمل شديدة أكثر عن غيره, حين ظهر أن الرئيس بوش قد تراجع عن موقفه ولم يجد مبررا لطرح مبادرة سلام جديدة في الشرق الأوسط.
وكانت كل التأكيدات التي أرهق هؤلاء المبعوثون أنفسهم في تبليغها للعواصم العربية, أن الحرب الأمريكية ضد الإرهاب لاتعني تجاهل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي وأن إدارة بوش حريصة علي مواصلة جهودها في عملية السلام, والدليل علي ذلك ما أعلنه بوش عن اقتناعه بضرورة قيا دولة فلسطينية, دون إضافة لمحة واحدة جديدة في خطابه أمام الأمم المتحدة تضفي شيئا من الجدية علي أقواله.
ولكن استهانة الإدارة الأمريكية بالرأي العام العربي والإسلامي واستخفافها بما يغضبه أو يحركه هي التي حرضت بوش وكوندوليزا رايس مستشارته للأمن القومي علي تكرار نفس الكلام الذي يردده شارون بأن علي عرفات أن يبذل أولا كل جهد ممكن لوقف الإرهاب وأعمال العنف ضد اسرائيل. بعد أن أقنع بوش بأن حركات التحرر العربية مثل حماس وحزب الله والجهاد هي منظمات إرهابية يجب سحقها مثل القاعدة تماما.
ومن الواضح أنه بعد أن أحرزت الحملة العسكرية الأمريكية بعض النجاح ضد طالبان واستولت قوات التحالف الشمالي علي مزار الشريف, لم يعد بوش بحاجة إلي تهدئة مخاوف العرب أو إثقال كاهله بوعود لن يستطيع الوفاء بها, بل ان مستشاريه رأوا أن بطل الحرب ضد الإرهاب قد تتأثر صورته في عيون الشعب الأمريكي لو ظهر علي شاشات التلفزيون يصافح عرفات في البيت الأبيض.
ومن الواضح أنه بعد أن أحرزت الحملة العسكرية الأمريكية بعض النجاح ضد طالبان واستولت قوات التحالف الشمالي علي مزار الشريف, لم يعد بوش بحاجة إلي تهدئة مخاوف العرب أو إثقال كاهله بوعود لن يستطيع الوفاء بها, بل ان مستشاريه رأوا أن بطل الحرب ضد الإرهاب قد تتأثر صورته في عيون الشعب الأمريكي لو ظهر علي شاشات التلفزيون يصافح عرفات في البيت الأبيض.
وحقيقة فإن عمليات النصب السياسي التي يحلو للعرب الوقوع في أحابيلها أصبحت مثيرة للسخرية, فقد اغتر العرب بالثناء الذي تلقوه من بوش وبلير وباول بأنهم يسهمون بجهود كافية في الحرب ضد الارهاب, واستراحوا إلي الكلام الفضفاض الذي سمعوه عن وجود مبادرات أوروبية لإحياء عملية السلام, سرعان ما كذبته إسرائيل.
الضعوط الأمريكية علي شارون لا يؤبه بها, والألعاب البهلوانية الأوروبية مجرد قفزات في الهواء, وعناوين الصحف تقول أن بوش دعا شارون ولكن الأخير رفض, بينما يتحايل العرب علي بوش للقاء عرفات دون جدوي, والحملة العسكرية في أفغانستان تجاوزت عنق الزجاجة فماذا يبقي في يد العرب؟ (الأهرام المصرية)
الضعوط الأمريكية علي شارون لا يؤبه بها, والألعاب البهلوانية الأوروبية مجرد قفزات في الهواء, وعناوين الصحف تقول أن بوش دعا شارون ولكن الأخير رفض, بينما يتحايل العرب علي بوش للقاء عرفات دون جدوي, والحملة العسكرية في أفغانستان تجاوزت عنق الزجاجة فماذا يبقي في يد العرب؟ (الأهرام المصرية)
&
&
&
&
التعليقات