لندن ـ نصر المجالي: اثار السقوط العسكري المفاجىء لقوات الطالبان تساؤلات عديدة، في اوساط الاستراتيجيين العالميين وعلى الأخص في واشنطن ولندن، واضاف الى ذلك خشية من الشروع في حرب عصابات طويلة المدى يمكن ان تشنها القوات المهزومة.
وحين يطالب الملا محمد عمر زعيم الطالبان المنكفىء الى الجبال وقندهار وكوندوز رجاله بالثبات والموت على الاستسلام، وحين يهدد بشن حرب عصابات ، فان التساؤلات تبدو محيرة اكثر امام هذه الهزيمة التي راح ضحيتها ليس خسارة مدن واقاليم بل الالاف من المقاتلين.
اليوم ليس هو البارحة، وحرب العصابات التي شنها المجاهدون الافغان على مدار سنوات عشر في عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم كانت مؤيدة ومدعومة تسليحيا ومعنويا ولوجستيا من العالم، الحال اليوم مختلف تماما.
والاختلاف هو ان العالم كله ضد الطالبان المنهزمة، التي لا يذكر لها أي دور في ابعاد الدب السوفياتي عن اراضي ذلك البلد المسلم في وسط آسيا.
فما هي المعركة العصاباتية التي سيخوضها الملا محمد عمر مع نفر مهزوم من البشر، وجل المقاتلين استسلموا في كابول وجلال اباد ومزار الشريف الى قوات التحالف الشمالي التي تقل عددا وعتادا عما كان متوفرا في ايدي الحركة المتشددة التي اعادت افغانستان الى عصور ظلامية بعيدة المدى يرفضها الاسلام المتمدن وحضارته الكبرى.
حرب العصابات التي هدد بها الملا عمر، وهي مثار ترقب في عواصم القرار الكبيرة، لا امل في نجاحها لعدم توافر شروطها، فافغانستان اليوم على ما يبدو في الرعاية الدولية وهي لن تسمح بتجاوزات مما قد يتبادر الى ذهن الملا عمر وحليفه اسامة بن لادن،
الرجلان ليسا من واضعي استراتيجيات قتالية كما هو معروف وان كانت لديهما معتقدات متشددة للناحية الدينية الاسلامية وهي مرفوضة على صعيد اسلامي معتدل آخر،
وان نجحت حروب العصابات في فيتنام ضد المستعمر الاميركي وكذا الحال في جنوب لبنان على ايدي حزب الله وفي الكونغو، فانها لم تنجح ضد الشرعية الدولية في سيراليون او ناميبيا او في اليمن حين حاول الجنوبيون الانفصال ثانية عن الوطن الأم.
والتصريحات الواضحة الصادرة من عواصم مثل لندن وواشنطن والأمم المتحدة بينة وواضحة، والاستعجال في تشكيل ادارة مؤقتة لأفغانستان تشمل جميع المتناحرين رسالة واضحة، والأكثر وضوحا هو ارسال اربعة الآف من الجند النخبة البريطانيين ومثلهم من الاميركيين الى الارض الأفغانية لردع اية اعمال عنف او ثأر.
والقرارات هذه تعني ايضا تحالف الشمال الذي له تاريخ لا يقل سوادا في مسائل حقوق الانسان عن سجل الطالبان المنهزمة.
قرار التحالف الغربي واضح منذ البداية في الحرب ضد من حكموا افغانستان للسنوات الست الماضية، وهو اسقاط الطالبان وها هي سقطت، ثم تعقب شبكة (القاعدة) الارهابية بزعامة المنشق السعودي اسامة بن لادن وهو امر قد يطول مداه.
كل التقارير المتحصلة عند "ايلاف" تشير الى ان حركة الطالبان وهي التي قوامها مجموعات من الطلبة في المعاهد الدينية في باكستان قد انهارت، وهي تعمد الآن الى اثارة الداعمين لها في بيانات عن حرب عصابات، وتقارير "ايلاف" تشير الى ان هذه الحركة انتهت على صعيد حربي.
التكتيك الاستراتيجي قد يكون عظيما لو ان الطالبان قادرة على تقديم مبادرة سياسية للشروع في بناء الحكومة المنتظرة والتي تنادي بها الامم المتحدة لانقاذ البلاد والعباد في بلد عانى كثيرا من الحروب الأهلية.
لكن مشكلة الملا محمد عمر على ما يبدو انه لا يثق في الناس الذين حواليه من المعتدلين من امثال وزير خارجيته عبد الوكيل المتوكل الذي غادر منذ اسابيع كابول الى مكان مجهول.
مشكلة الملا عمر انه لا يثق بالحلول الوسط ولا يؤمن بها، وهنا مقتل الحركة الشبابية التي كان في يوم ما في زمن ما معقود عليها لواء تحرير افغانستان على نهج اسلامي صحيح، مثل ما هو الحال عليه في باكستان السنية او ايران الشيعية.
واختلاط القرارات التي كان لأيمن الظواهري (المصري الجنسية) والرجل الثاني في شبكة (القاعدة) امام قيادة الطالبان اعماها على ما يبدو عن التبصر في المستقبل.
كل التقارير كانت تشير الى دور كبير للحركة في شأن تقرير مصير البلاد مستقبلا حيث هي تمثل النسبة العرقية الكبرى في البلاد من البشتون، والمشكلة الآن هي ان البشتون انفسهم يرفضون الطالبان او ممثليهم في ادارة البلاد.
ومن هنا انطلق البشتوني حميد كرزاي قبل اسبوعين للتحادث مع هذه التجمعات البشرية طالبا منهم الدعم ضد الطالبان التي ادعت انها قتلته، وهو لايزال حيا يرزق يمارس دوره في انقاذ ما يمكن انقاذه.
الحقيقة لم تتكشف بعد عن الانسحاب الطالباني المفاجىء، ولكن المعلومات تشير الى انهيار الحركة التام، واذ لا يثق المجتمع الدولي في تحالف الشمال كقوة قادرة على ادارة افغانستان، واذ سقطت حركة الطالبان من القاموس والاجندة السياسية في شكل كامل في المستقبل الافغاني، فانه واضح ان الأمم المتحدة معنية في شكل رئيس في مستقبل البلاد.
هذه المرة واضح ان الأمم المتحدة بقيادة موفدها (الجزائري) الاخضر الابراهيمي تعني ما تقول، فهي قررت ادارة انتقالية لفترة لا تجاوز العامين، وهي قررت تواجد قوات اممية تعمل على انجاز الاستقرار والامن، وهي قررت انها ستلاحق شبكات الارهاب.
في هذه المبادىء وفي ظلها، ماذا تعني مطالبات الملا عمر الى انصاره في شن حرب عصابات، هل هي ضد الشرعية الدولية، ام من هو العدو الذي سيحاربه على الأرض اذا ما قامت حكومة انتقالية شرعية، تحرسها قوات اممية من ضمنها قوات من دول اسلامية.
الطالبان مع سقوطها الاستراتيجي عسكريا سقطت على نحو قبائلي، واذ هي ممثلة البشتون الشرعية على الساح الأفغاني ليومين مضيا، فانها لم تعد قادرة على التعبير حتى عن نفسها امام الالاف من قتلاها في شوراع مدن واقاليم افغانستان المحررة على ايدي التحالف الشمالي.
وقالت مصادر اميركية لـ "ايلاف" : "لا مصير في عرف استراتيجي، الى انصار الطالبان الا الاستسلام، ومطلوب من المعتدلين في الحركة اللجؤ الى افضل الوسائل في التحاور، وليس شرطا ان يكون مع الاعداء الالداء في تحالف الشمال، فالامم المتحدة فتحت البوابات امام اسهل الخيارات".
واخيرا، فان ما يهدد به الملا عمر من حرب عصابات، قد لا يقود الى حلول جذرية بقدر ما سيقود الى مزيد من الذبح في الشوارع الافغانية التي شهدت كثيرا من ذلك لسنوات خلت.&
وحين يطالب الملا محمد عمر زعيم الطالبان المنكفىء الى الجبال وقندهار وكوندوز رجاله بالثبات والموت على الاستسلام، وحين يهدد بشن حرب عصابات ، فان التساؤلات تبدو محيرة اكثر امام هذه الهزيمة التي راح ضحيتها ليس خسارة مدن واقاليم بل الالاف من المقاتلين.
اليوم ليس هو البارحة، وحرب العصابات التي شنها المجاهدون الافغان على مدار سنوات عشر في عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم كانت مؤيدة ومدعومة تسليحيا ومعنويا ولوجستيا من العالم، الحال اليوم مختلف تماما.
والاختلاف هو ان العالم كله ضد الطالبان المنهزمة، التي لا يذكر لها أي دور في ابعاد الدب السوفياتي عن اراضي ذلك البلد المسلم في وسط آسيا.
فما هي المعركة العصاباتية التي سيخوضها الملا محمد عمر مع نفر مهزوم من البشر، وجل المقاتلين استسلموا في كابول وجلال اباد ومزار الشريف الى قوات التحالف الشمالي التي تقل عددا وعتادا عما كان متوفرا في ايدي الحركة المتشددة التي اعادت افغانستان الى عصور ظلامية بعيدة المدى يرفضها الاسلام المتمدن وحضارته الكبرى.
حرب العصابات التي هدد بها الملا عمر، وهي مثار ترقب في عواصم القرار الكبيرة، لا امل في نجاحها لعدم توافر شروطها، فافغانستان اليوم على ما يبدو في الرعاية الدولية وهي لن تسمح بتجاوزات مما قد يتبادر الى ذهن الملا عمر وحليفه اسامة بن لادن،
الرجلان ليسا من واضعي استراتيجيات قتالية كما هو معروف وان كانت لديهما معتقدات متشددة للناحية الدينية الاسلامية وهي مرفوضة على صعيد اسلامي معتدل آخر،
وان نجحت حروب العصابات في فيتنام ضد المستعمر الاميركي وكذا الحال في جنوب لبنان على ايدي حزب الله وفي الكونغو، فانها لم تنجح ضد الشرعية الدولية في سيراليون او ناميبيا او في اليمن حين حاول الجنوبيون الانفصال ثانية عن الوطن الأم.
والتصريحات الواضحة الصادرة من عواصم مثل لندن وواشنطن والأمم المتحدة بينة وواضحة، والاستعجال في تشكيل ادارة مؤقتة لأفغانستان تشمل جميع المتناحرين رسالة واضحة، والأكثر وضوحا هو ارسال اربعة الآف من الجند النخبة البريطانيين ومثلهم من الاميركيين الى الارض الأفغانية لردع اية اعمال عنف او ثأر.
والقرارات هذه تعني ايضا تحالف الشمال الذي له تاريخ لا يقل سوادا في مسائل حقوق الانسان عن سجل الطالبان المنهزمة.
قرار التحالف الغربي واضح منذ البداية في الحرب ضد من حكموا افغانستان للسنوات الست الماضية، وهو اسقاط الطالبان وها هي سقطت، ثم تعقب شبكة (القاعدة) الارهابية بزعامة المنشق السعودي اسامة بن لادن وهو امر قد يطول مداه.
كل التقارير المتحصلة عند "ايلاف" تشير الى ان حركة الطالبان وهي التي قوامها مجموعات من الطلبة في المعاهد الدينية في باكستان قد انهارت، وهي تعمد الآن الى اثارة الداعمين لها في بيانات عن حرب عصابات، وتقارير "ايلاف" تشير الى ان هذه الحركة انتهت على صعيد حربي.
التكتيك الاستراتيجي قد يكون عظيما لو ان الطالبان قادرة على تقديم مبادرة سياسية للشروع في بناء الحكومة المنتظرة والتي تنادي بها الامم المتحدة لانقاذ البلاد والعباد في بلد عانى كثيرا من الحروب الأهلية.
لكن مشكلة الملا محمد عمر على ما يبدو انه لا يثق في الناس الذين حواليه من المعتدلين من امثال وزير خارجيته عبد الوكيل المتوكل الذي غادر منذ اسابيع كابول الى مكان مجهول.
مشكلة الملا عمر انه لا يثق بالحلول الوسط ولا يؤمن بها، وهنا مقتل الحركة الشبابية التي كان في يوم ما في زمن ما معقود عليها لواء تحرير افغانستان على نهج اسلامي صحيح، مثل ما هو الحال عليه في باكستان السنية او ايران الشيعية.
واختلاط القرارات التي كان لأيمن الظواهري (المصري الجنسية) والرجل الثاني في شبكة (القاعدة) امام قيادة الطالبان اعماها على ما يبدو عن التبصر في المستقبل.
كل التقارير كانت تشير الى دور كبير للحركة في شأن تقرير مصير البلاد مستقبلا حيث هي تمثل النسبة العرقية الكبرى في البلاد من البشتون، والمشكلة الآن هي ان البشتون انفسهم يرفضون الطالبان او ممثليهم في ادارة البلاد.
ومن هنا انطلق البشتوني حميد كرزاي قبل اسبوعين للتحادث مع هذه التجمعات البشرية طالبا منهم الدعم ضد الطالبان التي ادعت انها قتلته، وهو لايزال حيا يرزق يمارس دوره في انقاذ ما يمكن انقاذه.
الحقيقة لم تتكشف بعد عن الانسحاب الطالباني المفاجىء، ولكن المعلومات تشير الى انهيار الحركة التام، واذ لا يثق المجتمع الدولي في تحالف الشمال كقوة قادرة على ادارة افغانستان، واذ سقطت حركة الطالبان من القاموس والاجندة السياسية في شكل كامل في المستقبل الافغاني، فانه واضح ان الأمم المتحدة معنية في شكل رئيس في مستقبل البلاد.
هذه المرة واضح ان الأمم المتحدة بقيادة موفدها (الجزائري) الاخضر الابراهيمي تعني ما تقول، فهي قررت ادارة انتقالية لفترة لا تجاوز العامين، وهي قررت تواجد قوات اممية تعمل على انجاز الاستقرار والامن، وهي قررت انها ستلاحق شبكات الارهاب.
في هذه المبادىء وفي ظلها، ماذا تعني مطالبات الملا عمر الى انصاره في شن حرب عصابات، هل هي ضد الشرعية الدولية، ام من هو العدو الذي سيحاربه على الأرض اذا ما قامت حكومة انتقالية شرعية، تحرسها قوات اممية من ضمنها قوات من دول اسلامية.
الطالبان مع سقوطها الاستراتيجي عسكريا سقطت على نحو قبائلي، واذ هي ممثلة البشتون الشرعية على الساح الأفغاني ليومين مضيا، فانها لم تعد قادرة على التعبير حتى عن نفسها امام الالاف من قتلاها في شوراع مدن واقاليم افغانستان المحررة على ايدي التحالف الشمالي.
وقالت مصادر اميركية لـ "ايلاف" : "لا مصير في عرف استراتيجي، الى انصار الطالبان الا الاستسلام، ومطلوب من المعتدلين في الحركة اللجؤ الى افضل الوسائل في التحاور، وليس شرطا ان يكون مع الاعداء الالداء في تحالف الشمال، فالامم المتحدة فتحت البوابات امام اسهل الخيارات".
واخيرا، فان ما يهدد به الملا عمر من حرب عصابات، قد لا يقود الى حلول جذرية بقدر ما سيقود الى مزيد من الذبح في الشوارع الافغانية التي شهدت كثيرا من ذلك لسنوات خلت.&
التعليقات